صحفى فلسطينى: لا نجد قوت يومنا وقطاع غزة يشهد أسوأ كارثة في التاريخ
منظمات دولية وعربية تحذر من مجاعة حقيقية وحياة الفلسطينيين مهددة بالفناء
عائد ياغي: الوضع أكثر من كارثي بعد مرور 120 يوما على الحرب
يفاقم هطول الأمطار على قطاع غزة معاناة الفلسطينيين، حيث يواجه النازحون الفارون من شمال ووسط غزة إلي الجنوب في محاولة للهروب من القصف الإسرائيلي معاناة جديدة وهي فصل الشتاء، وتتزايد المخاوف بشأن آثار المناخ الصعب في الشتاء على سكان قطاع غزة.
على الرغم من تحذير منظمات دولية وعربية من حدوث كارثة إنسانية تهدد حياة الفلسطينيين في فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة المصاحبة له، لم يتغير شيء، فبعد أكثر من 120 يوم على بدء الحرب في غزة ومرور شهر من الشتاء الوضع يتفاقم في القطاع.
وقال كامل حمادة، صحفي وإعلامي بالتليفزيون الفلسطيني: "إن قطاع غزة يفتقد كل نواحي الحياة خصوصا أننا في الشتاء ولعل تأخر الشتاء كان رحمة من الخالق سبحانه وتعالي، ليبدأ يومنا بتساقط الأمطار الشديدة علي مجمل البيوت التي تحمي البشر من الأمطار وتأوى الكثير من الناس".
وأضاف: "البيوت عبارة عن أحجار متراكمة لا تصلح للحياة والنازحين في مدارس الإيواء وأماكن نزوحهم يفتقدون كل شيء وأيضا النازحون في الخيام تنهار عليهم الأمطار ومنهم من اقتلعت خيمته خصوصا تلك الخيام البسيطة المغطاة بالنيلون الخفيف وكل الأغطية وبقايا الملابس صارت بالأرض وليست لديهم ملابس شتوية أو بطاطين ومراتب ينامون عليها ونلتف حول الحطب المشتعل في محاولة للدفء، نعيش فى برد شديد".
وتابع حمادة في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن المعاناة يومية للحصول علي الماء والمواد الغذائية البسيطة، البعض بدأ بالصيام والبعض يكتفي بوجبة واحدة لافتقاد المواد الغذائية وإن توافرت فالأسعار من الفاسدين خيالية بالنسبة للنازحين الذين خرجوا من بيوتهم بملابسهم الشخصية وأطفالهم بعيدا عن الحرب والدمار والمجازر اليومية.
وأردف: الروتين اليومي للنازح يبدأ مع صلاة الفجر بعد ليل طويل من القصف وسماع الانفجارات من كل أنواع الأسلحة، فقطاع غزة عبارة عن شريط حدودي يمتد 41 كيلومترا وبأقصى عرض 12 كيلو مترا وعن الصعوبة من جهة البحر الزوارق البحرية التي لا تتوقف عن إطلاق نيرانها ليلا ونهارا ويزداد ليلا والمدافع من الجهة الشرقية لحدود غزة وكذلك الدبابات والطيران الحربي بمختلف أنواعه وسماع القصف لا يتوقف، وأحيانا نسمع صراخا وصوت الناس وننهض من نومنا طبعا إذا كان هناك نوم لنصلي صلاة الفجر ومن ثم تبدأ الرحلة الصباحية في توفير الأمور الأساسية أولها المياه والمعاناة تختلف من مكان إلي آخر والأغلبية تذهب إلي محطات التحلية للحصول علي الماء الصالح للشرب والبعض يقضي حاجته بالمياه غير الصالحة للشرب.
وأوضح: "المعاناة تستمر لتصل إلى كيفية شحن البطارية للإضاءة ليلا حيث لا كهرباء من ثالث أيام الحرب ولا مشتقات البترول والبديل بطارية صغيرة تركب عليها لمبة ليد ويتوجب شحن البطارية لتستمر بالإضاءة بعض البيوت والمساجد بها خلايا ضوئية يمكن الشحن من خلالها والبعض يتقاضي أجرا مقابل الشحن والأجر يكون حسب حجم البطارية نتركها ونعود لها قبل غروب الشمس لا يوجد كهرباء، ولا إنترنت ولعدم توافر الإنترنت البعض يذهب إلي مكان خارج مكان نزوحه ليطمئن ويتواصل مع أقاربه ومن يعرفهم لذا تجد العديد من الناس يجلس في الطرقات أو أماكن تواجد شبكات النت وهي أيضا خدمة مقابل ثمن فى بعض الأماكن".
وأضاف الدكتور عائد ياغي، مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، في تسجيل صوتي لـ"البوابة نيوز"، أن الوضع في قطاع غزة أكثر من كارثي، حيث تم حتى الآن رصد أكثر من 360 ألف حالة مصابة بأمراض معدية وأوبئة، أبرزها الأمراض التنفسية والكبدية والمعوية، فضلا عن الأمراض الجلدية التى تنتشر بصورة مذهلة، والسبب فى ذلك هو الازدحام الشديد داخل المستشفيات وأماكن النزوح ونقص النظافة الشخصية لانعدام المياه والمنظفات، وهو ما يسهل عملية نقل الأوبئة والأمراض المعدية، وللأسف بالتاكيد أن تلك الأعداد المرصودة لا تعبر عن الواقع أبدا فلا توجد إحصائية دقيقة أو رسمية إلي الآن، بل يمكن أن تكون الأعداد أضعاف ما تم رصده.