دائما ما تكون علاقة الصداقة هي الأقوى والأكثر ترابطا بين طرفيها وهذا ما تعلمناه ونشأنا عليه منذ الصغر، ولكن هناك في مركز أطفيح جنوب محافظة الجيزة، كان الوضع على النقيض.
حيث قام المدعو "محمد" والشهير بـ"التركي" بضرب كل العادات والتقاليد الاجتماعية عرض الحائط وقلب كل قوانين المعقولية وذهب للامعقول وقتل صديقيه، واحدًا تلو الآخر، وألقى جثتهما في النيل، ظنا بأنه بعيدا عن أعين الشرطة وطبلية عشماوي التي باتت تنتظره.
جريمة حملت في معناها كل الخسة والغدر حيث نشب خلاف مادي بين التركي وصديقيه ليقرر وضع خطة الخلاص منهما، فقام باستدراج المجنى عليه الأول داخل قارب نيلي قبل حوالي 15 يوما وأطلق أعيرة نارية من سلاح ناري بندقية خرطوش وألقى جثته بمياه النيل، وظل أهل الشاب تبحث عنه طيلة الأيام السابقة.
وبعد أيام من ارتكاب جريمته قام المتهم باستدراج ضحيته الثانية صديقه الآخر بسبب خلافات مالية كذلك، وقام بقتله بنفس الطريق وإلقاء جثته بمياه النيل بالقرب من الشاطئ، ولكن لسوء حظه أن المياه لفظت جثة ضحيته الثانية وكشفت عن جريمتي التركي.
تفاصيل تلك الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث مركز شرطة أطفيح بمديرية أمن الجيزة كانت بورود بلاغ بالعثور على جثة مجهولة الهوية ومكبلة بشال ومهشمة الوجه والأنف وبها آثار طلقات نارية بالرأس بمنطقة الشاطئ بنطاق المركز.
وبالانتقال والفحص؛ تم تحديد هوية الضحية والمتهم، اللذان سبق اتهامهما في عدة قضايا وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم يدعى "محمد" والشهير بـ"تركي"، وتم اقتياده إلى ديوان المركز، وبمواجهته اعترف بجريمته، حيث استدرج الضحية إلى شاطئ النيل وأطلق النار على رأسه بسبب خلاف مالي.
وبتطوير مناقشة المتهم وبفحص خطوط سيره مؤخرا شوهد برفقة عاطل "له معلومات جنائية مسجلة" متغيب منذ 15 يوما، حيث تبين أن المتهم وراء تغيب المسجل ومتورط في جريمة قتل أخرى، حيث قام بإطلاق النار عليه وسرقة ممتلكاته بمنطقة كفر قنديل وتخلص من جثته بنهر النيل.
كما تم العثور على آثار طلقات نارية في القارب الذي استخدمه المتهم للتخلص من الجثة وتمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال الجثة بعد ٣ أيام من البحث عنها في قاع النيل.
وبالعرض علي النيابة العامة بجنوب الجيزة؛ والتي واجهت المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وارتكاب الجريمتين، وعليه أمرت النيابة العامة بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثتي المجني عليهما، وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة، وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لهما وتسليم الجثامين لذويهم لاستكمال إجراءات الدفن.
كما أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسه 15 يوما آخرين واصطحب فريقا من النيابة العامة المتهم إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة.
