طفرة كبيرة تشهدها الصادرات الزراعية المصرية على مدار السنوات الماضية، ذلك ما كشفت عنه الأرقام التي حققتها الصادرات على مدى السنوات الأخيرة، فبحسب بيانات وزارة الزراعة فإن صادرات مصر الزراعية الطازجة والمصنعة بلغت نحو 9 مليارات دولار، حيث أكد وزير الزراعة السيد القصير أمام مجلس الشيوخ أن الصادرات الزراعية الطازجة بلغت 3.7 مليار دولار فيما بلغت الصادرات الزراعية المصنعة بلغت 5.1 مليار دولار.
الصادرات الزراعية المصرية
ولفت وزير الزراعة إلى أن حجم الصادرات الزراعية الطازجة بلغ نحو 7.4 مليون طن في 2023 بزيادة تبلغ نحو مليون طن عن العام السابق عليه، وهو رقم غير مسبوق فلم يتحقق في تاريخ الصادرات الزراعية المصرية، على حد قوله، الأمر الذي يزيد من مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي لأكثر من 15%.
الوزير أيضا أشار إلى أن قطاع الزراعة يعد المصدر الرئيسي للدخل والتشغيل إذ يستوعب أكثر من 25% من القوى العاملة إضافة إلى مساهمته الملموسة في تعظيم الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية من خلال زيادة نسب الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة، وتوفير المواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات الوطنية بما يساهم فى تقليل فجوة الاستيراد.
ولعل النجاح الذي حققته الصادرات الزراعية المصرية كان بسبب فتح أسواق جديدة في دول العالم، فخلال 10 سنوات تمكنت الحكومة من فتح 93 سوقا تصديرية للمنتجات الزراعية المصرية، ويجري التصدير حاليا إلى أكثر من 400 سلعة زراعية 160 دولة، وفقا لتصريحات الوزير.
مصر الأولى عالميًا في صادرات الموالح
وجاءت الموالح في صدارة الصادرات المصرية لدول العالم، حيث احتلت مصر المركز الأول عالميًا في صادرات البرتقال والفراولة المجمدة للعام الثالث على التوالي، وكان من بين أهم المنتجات الزراعية الطازجة التي تم تصديرها إلى الخارج هي الموالح بنحو 2 مليون طن يليها البطاطس بنحو 950 ألف طن ثم جاء البصل فى المرتبة الثالثة بنحو 412 ألف طن ثم بعض أصناف الخضر والفاكهة الأخرى.
الارتقاء بالصادرات الزراعية
وفي هذا الشأن، أكد خبراء الاقتصاد أن خطة الدولة لتعظيم الصادرات والوصول إلى 100 مليار دولار صادرات بدأت تؤتي ثمارها والقطاع الزراعي يأتي في مقدمة هذه الخطة.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد البهواشي، الخبير الاقتصادي، إن النجاح الذي تشهده الصادرات المصرية يعد نتيجة طبيعية لوجود استراتيجية مصرية تعتمد على خطة تنفيذية تمضي على قدم وساق من أجل تعظيم الصادرات.
وأضاف «البهواشي» في تصريحاته لـ«البوابة»، أن الحكومة المصرية عملت على تسخير الصعاب أمام المستثمرين وبخاصة المستثمرين في القطاع الزراعي، كما وضعت ضوابط وآليات للارتقاء بالمنتج المصري الذي أصبح له سمعة متميزة في العديد من دول العالم، وهو ما انعكس على زيادة الصادرات الزراعية بأرقام قياسية خلال العام الماضي.
وتابع: "إلى جانب المستثمرين دعمت الدولة الفلاح بالعديد من الحوافز والمبادرات، وتقديم فرص تسويقية للمنتج المصري في دول العالم، وكذا العمل على مطابقة المنتج الزراعي للمعايير الأوروبية الأمر الذي أسهم في رواج كبير لصادرات مصر الزراعية.
من جهته، قال المهندس حسام رضا، الخبير الزراعي، إن الخطوة الأولى للارتقاء بالإنتاج الزراعي المصري يأتي بالاهتمام بالفلاح المصري وتقديم الدعم اللازم له والحوافر الحقيقية.
وأضاف "رضا" في تصريحاته لـ«البوابة»، أن الاهتمام بالمزارع وتوفير التوعية اللازمة له من شأنه توفير المنتجات الزراعية التي تفي باحتياجات السوق المحلي، وتحقيق فائض للتصدير، وهنا يجب أن نشير إلى نقطة غاية في الأهمية وهي السيطرة على تصدير المنتجات الزراعية دون حساب لاحتياجات السوق المحلي الأمر الذي يرفع أسعار المحاصيل الزراعية في السوق المصري.