تقدمت النائبة ألفت المزلاوي، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، وأمين سر لجنة القوى العاملة بالبرلمان، باقتراح برغبة، لإطلاق مؤسسة توثيق وتأريخ للجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في العالم العربي بأكمله، ليست في فلسطين وحدها إنما في كافة البلدان العربية التي اشتبكت معها.
ويهدف الاقتراح، إلى توثيق الفظائع التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، من مجازر وقصف وتهجير واعتقالات وتصفيات، من خلال مؤسسة واحدة متكاملة من القوة الناعمة، تضاف إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش المصري في الحفاظ على سلامة أرضنا ومقدساتنا الوطنية.
وأكدت النائبة ألفت المزلاوي خلال اقتراحها: «من الأدوات الضرورية اللازمة التي لا يجب أغفالها ونحن نقوم بدورنا العروبي دعما للقضية الفلسطينية وهي تواجه واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية على مدار تاريخ الصراع الذي يمتد قرن كامل من الزمان، هو توثيق هذه الجرائم مضافة إلى ما سبقها من جرائم، توثيقا دقيقا حسب القواعد العلمية والمهنية ويشرف عليها فريق كبير من الخبراء والإعلاميين والأكاديميين من خلال "مؤسسة توثيق وتأريخ" خاصة تنشأ بتوصية من البرلمان وتخضع لإشراف الهيئة العامة للاستعلامات والقوات المسلحة ورئاسة الوزراء، فتوثيق الجرائم وسيلة من وسائل منع تكرارها إذا ما تم استخدامها ونشرها على نحو مستهدف ودقيق بعدما يتم اخراجها وهيكلتها بشكل جاذب ومهني».
يذكر أن دولة الاحتلال قد سبقت الجميع في التوثيق للجرائم التي تعرض لها اليهود في العالم وأشهرها وقائع ما يعرف بـ "المحرقة" إبان حكم النازية، ولإسرائيل مؤسسة كبيرة تدعى «ياد فاشيم» ومقرها بالقدس، وهي مؤسسة رسمية أقيمت في 1953 بموجب قرار الكنيست الإسرائيلي كمركز أبحاث في أحداث محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية ولتخليد ذكري ضحاياها، وهي عبارة عن مجمع يحتوي على وثائق وصور تاريخية، مقاطع فيديو تعرض شهادات عيان، أرشيف عملاق يشمل 62 مليون وثيقة تاريخية و300 ألف صور متعلقة بأحداث ما يعرف بـ "الهولوكوست" تم جمعها منذ إنشاء المؤسسة، وتضم أيضا مكتبة تشمل على 112 ألف من الكتب والمجلات بلغات مختلفة، بالإضافة لمدرسة خاصة بتعليم أحداث الهولوكوست وتداعياته، ومعهد أبحاث دولي، ودار لنشر الأبحاث والعديد من الأنصاب لإحياء ذكري ضحايا النازيين وحلفائهم.
وأكدت عضو مجلس النواب، أن أغلب الدعم الدولي الذي تحظي به إسرائيل في حربها الغاشمة على الشعب الفلسطيني يأتي من تفعيل مثل هذه المؤسسات عبر تقديم الدعوات السنوية للملايين من العالم لزيارتها والتعرف على التاريخ اليهودي وإتقان الإشارة إلى المآسي التي مروا بها، وتمكنت دولة الاحتلال من خلال الدعاية المتقنة من الحصول على دعم دولي بارز اتضح تماما خلال الأزمة التاريخية الراهنة، مُطالبة إحالة الاقتراح برغبة إلى لجنة مشتركة بين لجنة الاقتراحات والشكاوى ولجنة الشئون العربية مع إحالته إلى الجلسة العامة لمناقشته وتنفيذه وإصدار توصية برلمانية بإنشاء المقترح.