السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

في ذكرى ميلاده.. يسري الجندي.. رائد المسرح المصري المُلهم بالتراث الشعبي

الكاتب المسرحي يسري
الكاتب المسرحي يسري الجندي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ذكرى ميلاده، نستذكر الكاتب المسرحي الكبير يسري الجندي، ابن محافظة دمياط، الذي تميز بأسلوبه الفريد في دمج التراث الشعبي مع المسرح الحديث.

آمن الجندي بأن التراث هو تعبير عن هوية الأمة، وأن لكل أمة سمات خاصة تُعكس في تراثها، ولذلك سعى جاهدًا لاستلهام هذا التراث في معظم أعماله.

جاء اهتمام الجندي بالتراث من إيمانه بأهميته في تأكيد هوية الأمة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الدول العربية، ولذلك ربط هذا الاهتمام بيقظة الوعي القومي، لأن قضية الهوية تُصبح مُلحة في مثل هذه الظروف.

نجح الجندي في توظيف التراث الشعبي في مسرحياته بشكل إبداعي، حيث استخدم الشخصيات والحكايات والقصص الشعبية لخلق عروض مسرحية مُمتعة ومُلهمة.

بدأ حياته العملية في وزارة الثقافة 1970

وفي الخامس من فبراير عام 1942 ولد الكاتب يسري الجندي في محافظة دمياط، وبدأ حياته العملية في وزارة الثقافة عام 1970، وعين مديرا لمسرح السامر عام 1974، ومديرا للفرقة المركزية للثقافة الجماهيرية عام 1976، ومستشارا ثقافيا لرئيس جهاز الثقافة الجماهيرية عام 1982، ومديرا عاما للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة حتى عام 1996، ومستشارا لرئيس الهيئة للشئون الفنية والثقافية حتى أحيل للمعاش في 5 فبراير 2002م.

عبّر يسري الجندي عن القضية الفلسطينية في أعماله المسرحية التي قدمت على خشبة المسرح، فكتب مسرحية "واقدساه" وقدمها اتحاد المسرحيين العرب، وشارك بطولتها كوكبة من مختلف الأقطار العربية، ومن إخراج المنصف السويسي، بالإضافة إلى مسرحيته الشهيرة عن تلك القضية والمعروفة بـ"اليهودي التائه" وقدمت بعنوان "قضية 88 ما الفرق بين".

ويشير الدكتور حفناوي بعلي في دراسته النقدية "فلسطين والقدس في المسرح العربي المعاصر" الصادرة عن دار اليازوري، أن المسرحية الأولى ليسري الجندي "واقدساه" تغطي فترة النكسة، أما "اليهودي التائه" فتغطي كل مراحل التاريخ العربي الحديث بخيباته وإجهاضاته، وصولا إلى انفجار الأمل مع الانتفاضة. 

فقد كتب "الجندي" " هذه المسرحية في أعقاب النكسة عام ٦٧، وبعد الصدع الذي أحدثته النكسة في الوعي العربي، وبنى الأنظمة القائمة، فقد كان من المهم بالنسبة له ولكثير من المسرحيين والكتاب العرب، طرح المسائل من جديد بعيدا عن أي ديماغوجيا، وتخلصا من الأوهام، ومن هنا محاولة التعرف على القضية الفلسطينية أكثر، وعلى المسألة اليهودية أكثر فأكثر، وبمعنى آخر وضعها في مواجهة موضوعية، وقد اقتربت مسرحية "اليهود التائه" من المسرح التسجيلي بغية الاكتشاف بأكبر قدر من الشمول الحقيقة الصراع. 

أما مسرحية "واقدساه"، فالحقيقة أن لها علاقة بنقطتين: اليهودي التائه برغم محاولتها الإحاطة بأكبر قدر من الشمول بالقضية على المستويين التاريخي والعصري، إلا أن ما يتعلق بموقف الأنظمة العربية من القضية الفلسطينية، لم ينل القدر الكافي من الإحاطة بالرغم من أهمية هذه النقطة في القضية الفلسطينية، وبالتالي عندما جاءت فرصة التعامل مع نفس القضية في المرحلة الأخيرة.

كتب يسري الجندي للمسرح العديد من الأعمال التي اهتمت بالتراث الشعبي، وحققت نجاحا كبيرا، كما أسهم في تدعيم وتطوير مسرح الثقافة الجماهيرية لما يمثله هذا المسرح من أهمية للجماهير العريضة على امتداد مصر، فمن بين هذه العروض "بغل البلدية، وحكاية جحا مع الواد قلة، وعلي الزيبق، وحكاوي زمان، والمحاكمة، وعنتر زمانه، وعاشق المداحين، والهلالية، ورابعة العدوية، والإسكافي ملكا"، وغيرها من الأعمال، فقد مثلت مسرحياته مصر في العديد من المهرجانات العربية، ونالت العديد من الجوائز، حيث توجت اجتهاداته عام 1981م بحصوله على جائزة الدولة التشجيعية في المسرح، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة للتفوق عام 2005م للفنون.

هذا إلى جانب أعماله الفنية الأخرى للدراما التي جعلته يتوّج بالعديد من الجوائز في مهرجان التليفزيون بدوراته المختلفة منها أحسن تأليف عن مسلسلات "السيرة الهلالية، وجمهورية زفتي، والزائرون غاضبون، وسامحوني ماكانش قصدي، وحروف النصب، وجحا المصري، والطارق" وغيرها من المسلسلات. 

كما نال أيضا العديد من التكريمات عن مجمل أعماله منها: تكريمه من وزارة الثقافة في يوم المسرح المصري عام 1994م، وتكريمه من المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في لقاء الرواد عام 1999م. 

وفي التاسع من مارس عام 2022 رحل الكاتب يسري الجندي تاركا إرثا أدبيا ومسرحيا كبيرا يظل حاضرا في أذهان الكثير من محبيه.