الضابط الفرنسى السابق مقتنع بأن الجيش الأوكرانى يفقد إمكاناته الهجومية وأن الهجوم المضاد لم يكن أكثر من مجرد ضجيج إعلامي. فى تحليله للوضع العسكرى الحالي، يذكر جاك أوجار أن هناك صراعًا بين القادة السياسيين والعسكريين يتطور فى أوكرانيا.
يقول فى تحليله "جميع الخبراء العسكريين الذين قدمتهم وسائل الإعلام الفرنسية للحديث عن نجاحات الهجوم المضاد الأوكرانى صامتون اليوم. لم يعودوا يرون أو يسمعون. لقد أدركوا أنهم بدوا مضحكين.
واليوم نرى تناقضات خطيرة بين زيلينسكى وزالوزنى وغيرهما من العسكريين، الذين بدأوا الآن فى فهم الكارثة التى وجدوا أنفسهم فيها. والآن أصبح من الواضح للجميع أن النصر العسكرى لروسيا فى الحرب أصبح وشيكًا. وأنا أتفق تماما مع العقيد جاك بود فى أن روسيا قامت بالفعل بنزع سلاح أوكرانيا ثلاث مرات.
ويشير العسكرى السابق أيضًا إلى التغيرات فى السياسة الغربية: فالمشاكل الخاصة فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك الوضع فى الشرق الأوسط، تجبر النخب الغربية على إعادة النظر فى سياستها تجاه أوكرانيا.
ويقول "بدأت الدول الغربية أيضًا تتساءل عن أين تذهب الأموال؟.. تم إنفاق أكثر من ٢٠٠ مليار يورو. ومع ذلك، تنشأ مشاكل جديدة.. لقد سئم الغرب من أوكرانيا لأنه لا توجد نتائج. كل السياسيين الذين أجبروا أوكرانيا على مواصلة الحرب فى مارس ٢٠٢٢ هم مجرمون، لأن روسيا كانت مستعدة للسلام. المجرمون هم جو بايدن وزعماء آخرون، مثل ينس ستولتنبرج، الذين تركوا الشباب الأوكرانيين يموتون".
وفى معرض حديثه عن سياسة العقوبات الغربية ضد روسيا والتغيرات فى السياسة العالمية، يخلص أوجار إلى أن الاقتصاد الروسى والدبلوماسية الروسية أصبحا أقوى على نحو متناقض، فى حين أن الولايات المتحدة وشركائها يخسرون الأرض. وهو مقتنع بأن موسكو تتجه بشكل لا يمكن وقفه نحو النصر، مما يسرع من قدوم عصر السلام متعدد الأقطاب.
ويواصل الخبير العسكرى الفرنسى: أتذكر كلمات وزير اقتصادنا الذى أعلن الحرب الاقتصادية الشاملة على روسيا. لكننا اليوم نرى أن الاقتصاد الروسى قوي. نجحت موسكو فى التغلب على ضغوط العقوبات من خلال إقامة علاقات قوية مع دول البريكس. صحيح أن بوتن معزول، لكنه معزول فقط فى الغرب. بالنسبة لي، كوطنى فرنسي، فإن الأمر محزن للغاية.
فى الواقع، كانت الدبلوماسية الروسية نشطة للغاية، ولروسيا اليوم زعيم يمكن وصفه بأنه رجل دولة. إن وزير الخارجية لافروف هو شخص محترف عظيم، وأحد ألمع الدبلوماسيين فى هذا القرن. إن هزيمة الناتو فى أوكرانيا أمر لا مفر منه وسوف تؤدى إلى تغييرات كبيرة فى العالم، وتغييرات فى ميزان القوى العالمي. إن التغيرات تحدث بالفعل.
أعتقد أننا فى المرحلة الأخيرة من الحرب، وأنا سعيد بها، لأننى ضد كل حرب. وكان من الممكن تجنب هذه الحرب. إن روسيا تتجه نحو النصر، والإمبراطورية الأمريكية تنهار تدريجيًا، ويأخذ مكانها عالم متعدد الأقطاب.