هذا العمل قد يكون الأخير لاستديوهات "جيبلي" الرائدة في صناعة الرسوم المتحركة
مع النفوذ الفني والتجاري المشترك لفيلم كريستوفر نولان يجعل من الصعب أن يهزم في فئة أفضل فيلم
على مدار أعوام طويلة، كانت ترشيحات جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما "بافتا"، بمثابة بروفة تجريبية لجوائز الأوسكار، إلا أنه في السنوات الماضية أظهرت الترشيحات تداخلاً أقل بينهما وهذا ما تبلور خلال ترشيحات عام 2024، والملاحظ خلاله غياب أسماء كبيرة بحجم مارتن سكورسيزي، وليوناردو دي كابريو، وجريتا جيرويج، ويورجوس لانثيموس.
إلا أن وسط هذا الكم من الاستبعاد يبقى فيلم "Oppenheimer" الثابت الذي لا يتغير هذا الموسم، وذلك بعد تصدره جوائز "بافتا" بـ13 ترشيحًا، وهو نفس الرقم الذي حصل عليه في ترشيحات الأوسكار هذا العام.
ومع اقتراب موعد توزيع جوائز "بافتا" في 18 من الشهر الجاري، تبدو الدراما التجريبية "Oppenheimer" حول الانشطار النووي التي حققت نجاحًا كبيرًا في الصيف هي الشيء الأكثر إثارة الذي يحدث للسينما منذ سنوات. ومع النفوذ الفني والتجاري المشترك لفيلم كريستوفر نولان يجعله من الصعب أن يهزم في فئة أفضل فيلم، خاصة وأن المخرج بريطاني وكذلك حفل جوائز "بافتا".
أما في فئة أفضل فيلم بريطاني، فيبدو أن السينما البريطانية تبلي بلاءً حسنًا هذا الموسم. إذ يقترب المخرج يورجوس لانثيموس بفيلمه "Poor Things" من حصد الجائزة بهذه الفئة بعد حصوله على ثناء النقاد والجمهور منذ تتويجه بجائزة الأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا السينمائي العام الماضي. ولكنه يواجه منافسة شرسة من نظيره " The Zone of Interest" للمخرج جوناثان جلايزر، والفائز بالجائزة الكبرى بمهرجان كان السينمائي العام الماضي.
ووفق توقعات النقاد، يمسك كريستوفر نولان بزمام الأمور في فئة الإخراج. إذ يشير موقع "تليجراف" البريطاني، أن تعامل نولان بمهارة كبيرة في تحويله فيلم يروي سيرة عالم فيزياء إلى حدث يهز شباك التذاكر العالمي هو أعظم إنجاز. وكانت آخر مرة ترشح فيها نولان لهذه الفئة عام 2018 عن فيلمه "Dunkirk"، لكنه خسر الجائزة أمام جييرمو ديل تورو بفيلمه "The Shape of Water".
ورغم مسيرته الممتدة منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، لم يسبق وأن ترشح النجم كيليان مورفي لجوائز "بافتا" السينمائية، ولكن قد تبدو الفرصة سانحة هذا العام لنيل أول جائزة بافتا له في مسيرته عن تصويره المثير للاهتمام لشخصية جي. روبرت أوبينهايمر في فيلم "Oppenheimer". إلا أن طريقه لم يكون معبد نحو مسرح ألبرت الملكي – حيث يتم توزيع الجوائز – نظرًا لوجود مرشح آخر قد يقلب الطاولة، وهو بول جياماتي عن دوره في فيلم " The Holdovers".
وعقب فوزها بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان فينيسيا ونفس الجائزة بحفل جولدن جلوب الشهر الماضي، يتضح أكثر فأكثر أن دور بيلا باكستر في فيلم "Poor Things" قد يمنح النجمة إيما ستون، جائزة "بافتا" ثانية في مسيرتها الفنية، عقب فوزها بنفس الجائزة قبل 7 سنوات عن فيلم "La La Land".
أما فيلم "Anatomy of a Fall" المتوج بسعفة كان الذهبية العام الماضي، يسير على نفس خطى سيناريو جولدن جلوب، ومن المتوقع تتويجه بجائزة أفضل سيناريو أصلي، بجانب إمكانية فوزه بجائزة فئة أفضل فيلم أجنبي. أما فئة أفضل سيناريو مقتبس فستظل حائرة ما بين "Oppenheimer" و"The Zone of Interest" وPoor Things".
وفي موسم لم يقدم خلاله أي مشروع رسوم متحركة لافت للانتباه، يبرز فيلم الرسوم المتحركة "The Boy and the Heron" للمخرج هايو ميازاكي، ويقطع شوط طويل نحو حسم الجائزة، خاصة وأن هذا العمل قد يكون الأخير لاستديوهات "جيبلي" الرائدة في صناعة الرسوم المتحركة، وقد تكون لفتة طيبة من جانب "بافتا" للتحليق خارج أسوار هوليوود.