الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

حكاية مقتل الطفل "أدهم" على يد سمكرى أوسيم

الضحية
الضحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يدفع الأطفال دائما ضريبة انفصال والديهما، وهذا السيناريو كان ينتظر الطفل أدهم الذي لم يكمل عامه الـ14 عاما، وبات مطالبا بتحمل المسئولية والعمل ليلا ونهارا للإنفاق على نفسه وأسرته بعدما تخلى عنه والده وتركه لمواجهة ظروف الحياة الصعبة.

البداية كانت قبل عدة أعوام عندما انفصل والدا الطفل "أدهم" المقيمان بمحافظة الفيوم، واضطرته الظروف لترك مسقط رأسه والذهاب إلى بلدا آخر لا يعرف أهليته رفقة والدته التي تزوجت من أحد الأشخاص بمنطقة أوسيم شمال محافظة الجيزة وانتقلت إلى كنفه يرافقها هذا الطفل البريء.

سرعان ما مرت الأيام وأنجبت والدته طفلين من زوجها وبدأ يشب ظهر "أدهم" ليتحمل مسئولياته، فخرج رغم نعومة أظافره يبحث عن لقمة العيش بالعمل على دراجة نارية "توك توك"، كبر أدهم وبلغ الرابعة عشرة من عمره وزادت متطلبات أسرته وشعوره بالحب نحو والدته وزوجها وأخواته من والدته وألقي بأحلام الطفولة بعيدا وأصبح رجلا قبل أوانه ولم يعش سنه.

استأجر ذلك الطفل الرجل شقة بالقرب من منزل والدته وزوجها يستطيع فيما بعد الإقامة بها، وبدأ رحلة الصعاب والتعامل يوميا مع العديد من الأشخاص ليعود لأسرته بمبلغ يساهم به في المعيشة وخاصة بأن زوج والدته يحبه ويعامله كوالده ولكن ظروفه المادية صعبة، حتي انقضت الرحلة بالتوصيلة الأخيرة والتي انتظرت فيها الأسرة عودة أدهم بـ"التوك توك" ولكن لم يعد مرة أخرى.

في اليوم المشئوم خرج الطفل يبحث عن رزقه كعادته، ولكن في الطريق استوقفه السمكري القاتل، وطلب منه توصيله إلي أحد الأماكن وبعد الاتفاق علي الأجرة ركب المتهم "التوك توك" قاصدا سرقته حيث رأي طفل لم يبلغ عقدا ونصف العقد يقوده وظنه بأنه لقمة سائغة وسهله، وفي الطريق وبمنطقة تخلو من المارة أشهر المتهم سلاحه في وجه الطفل قاصدا إرهابه لسرقة "التوك توك".

ولكن أدهم قاوم ورفض ترك دراجته ولما لا وهي مصدر رزقه وأسرته تذكر الطفل لحظات الفرحة على وجه والدته وأخواته لأمه عند دخوله محملا بالفاكهة والأموال، الأمر الذي دفعه للاستماتة على مركبته فقام المتهم بمغافلته وخنقه حتى الموت، ولم يكتف بذلك بل حمل جثته ووضعها بالمقعد الخلفي وقاد "التوك توك" ووصل به إلى ترعة الكوم الأحمر، وتخلص من الجثة بعد ربطها بحجارة حتى لا تطفو على سطح الماء، وانطلق ليقوم بتغيير كثير بشكل المركبة حتي يستطع قيادته والعمل عليها دون أن يتعرف عليه أحد.

على الجهة الأخرى كانت الأم وزوجها يبحثان عن "أدهم" لمدة أسبوع وسط سائقي "التوك توك" وفي الشوارع وحرروا محضرا بتغيبه بمركز شرطة أوسيم بمديرية أمن الجيزة، وخارت قواهم وعلموا بعدم عودته، حتى طفت الجثة على السطح للكشف عن جريمة قتل مروعة وتقود الشرطة لفك اللغز.

تفاصيل تلك الجريمة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث مركز شرطة أوسيم بمديرية أمن الجيزة، كانت بتلقي المقدم مصطفي كمال رئيس وحدة المباحث، بلاغا بتغيب الطفل "أدهم" صاحب الـ14 عاما من عمره، وبعدها تلقي إشارة من غرفة عمليات النجدة بالعثور علي جثة طافية بمياه ترعة الكوم الأحمر بدائرة المركز.

وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل البلاغ وبانتشال الجثة تطابقت أوصافها ببلاغ تغيب الطفل أدهم، وتبين وجود آثار خنق وتورم وانتفاخ بالجنة كما تبين وجود حجارة معلقة بقدمين المجني عليه، وظهرت وجود شبهة جنائية في الواقعة وتم نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى بعد مناظرة فريق من النيابة العامة بشمال الجيزة لها.

وبتشكيل فريق بحث بالتنسيق مع قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، والذي قام بتتبع خط سير المجني عليه من خلال كاميرات المراقبة تبين ركوب المتهم والذي يعمل سمكريا مع المجني عليه في وقت مزامن لوقت اختفاء المجني عليه، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم واقتياده إلي ديوان المركز.

وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وأرشد على المركبة المسروقة وبعرضه على النيابة العامة والتي واجهته بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وارتكاب الجريمة بدافع السرقة، وعليه أمرت النيابة العامة بشمال الجيزة بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليه وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحة لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن، كما أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسه 15 يوما، واصطحب فريقا من النيابة العامة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وسط حراسة مشددة وطلبت النيابة صحيفة الحالة الجنائية للمتهم وتحريات إدارة البحث الجنائي التكميلية حول الواقعة.