نهايات مكتوبة بالدماء، لم يكتفي طرفيها بفض النزاع عن عتبة المأذون بعد وصول قطار الزواج بينهما لمحطته الأخيرة «الطلاق»، ليسدل الستار علي ماسبق من أحداث، ولكن هيهات فكثيراً في تلك النهايات تتحول الأمور 180 درجة بسبب عدم تقبل «الزوج» قرار الفراق عن الزوجة ويبدأ في السعي لإعادتها مجدداً لعصمته، لتجدد الاشتباكات ومع رفض الزوجة يقرر الطرف الآخر كتابة السطر الأخير في الحدوتة بالدم، وهو ما تحقق خلال الفترة الماضية حيث شهدت عدد من المناطق وقوع جرائم لعدد من المطلقات لذات السبب.
وفي السطور القادمة ترصد « البوابة نيوز» بعض من قصص الفراق المطلخ بالدماء، ورأي الطب النفسي في ذلك.
جريمة العجوزة
حي العجوزة بمحافظة الجيزة، كان الشاهد الأخير علي نهايات الدم ، حيث مشاجرة بين موظف ومطلقته التي رفضت العودة لعصمته، وهو الأمر الذي لم يقبله عقل وقلب الموظف ليقرر الثأر لكرامته ويخرج سلاح أبيض من طيات ملابسه ويسدد لها 25 طعنة نافذة لتسقط وسط بركة من الدماء أمام ابنتها وأمها داخل منزل الأسرة.
جريمة العمرانية
قبل نحو عدة شهور، تحولت الأمور أمام أحد المصانع بمنطقة العمرانية، عقب قيام شاب بقتل طليقته السيدة الثلاثينية
بطعنتين بالبطن والصدر، عقب قيامها بالموافقة علي العريس الذي تقدم لها عقب انتهاء عدتها القانونية والشرعية، وعقب تنفيذ الجريمة سلم نفسه لرجال الشرطة مبررا جريمته النكراء بجملة واحدة:« مش تكوني لحد غيري».
جزار المطرية ودعوي النفقة
داخل احدي المناطق الشعيبة بحي المطرية، لم يتحمل شخص يعمل جزار قيام طليقته برفع دعوى نفقة ضده أمام المحكمة رغم مرور ٩ سنوات علي الطلاق، حيث انفصلت الضحية عن المتهم حينها بسبب سوء تعامله معها وتعديه بالضرب عليها، وحاول بعدها التعدي عليها بسبب قيامها برفع قضايا نفقة ضده، منذ انفصالهما توجه المتهم لطليقته واحتجزها لإجبارها على التنازل عن حقوقها وحاول إرغامها على التوقيع على إيصال أمانة لكن تدخلت أسرتها حينها، وفي يوم الجريمة توجهت السيدة لطليقها بمحض إرادتها وأقامت معه فى شقته دون زواج، وقام بالتعدى عليها بالضرب بعد تعاطيه المخدرات وعندما بدأت فى فقد الوعى استدعى ابن شقيقته شاب آخر يعمل صيدلى واصطحبوها لمستشفى الدمرداش ولكنها توفيت.
جريمة ليلة عيد الاضحى وقضية الخلع في بني سويف
مطلع شهر ديسمبر عام 2021 عاقبت محكمة جنايات بني سويف شاب يعمل "منجد " بالسجن المؤبد لقيامه بالتعدي على زوجته بطريقة بشعة داخل محل عملها، بسبب قيامها برفع دعوي خلع ضدده.
خبير الطب النفسي :« الزوج بيكون مصاب باضطرابات نفسية من البداية ويشعر بالخذلان والدونيه ويرتكب جريمته بدافع الانتقام»
في السياق ذاته يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، أن هذا النوع من الجرائم يقع بدافع الانتقام حيث يشعر الرجل عند رفضه مطلقته بالعودة إليه بالخذلان والشكوك بقيامها بالتخطيط بالزواج من آخر وهو ما مادفعها في الانفصال، مستطردا:« الزوج بيكون مضطرب نفسيا من البداية ومع مرور الأيام تكتشف الزوجة الحقيقة المرة فتطلب الطلاق وهنا يقوم الزوج بالثار لكرامته فكيف لها أن تتزوج من آخر وكانت في يوم من الايام زوجتي».
واضاف استشاري الصحة النفسية في تصريحات خاصة ل «البوابة» :« يجب علي الفتيات عند اختيار شريك العمر عدم الموافقة علي الفور حتي لا تنخدع وتنصدم بالنهاية بشخص نرجسي يكون مضطرب نفسيا، لذلك يكون عليها حسن الاختيار من البداية، فلابد من من وجود فترة كافية حتي يكتشف فيها كلا الطرفين الآخر».
وتابع:« الأسرة عليها دور كبير في تلك القضايا، وهو قيامهم في بعض الأحيان علي إرغام الفتيات علي الزواج وهو ما يجعلها بعد الزواج لا تتحمل العيش مع العريس المجبورة علي الزواج به وتبدأ في إجراءات الطلاق وتكون العواقب وخيمة، مشيراً إلى أنه هناك رجال بخلاء عندما ترفع زوجته دعوي نفقة أو خلع يصاب بحالة من الجنون ولسان حاله يقول:« عايزة تخرب بيتي وتستولي علي أموالي وهنا يقوم بالتخلص منها بدافع الانتقام، ولا حل سوي حسن الإختيار».