أثار هجوم الصباح في محطة قطارات باريس (جار دو ليون) مخاوف الفرنسيين بعد تكرار حوادث الاعتداءات بالأسلحة البيضاء في العاصمة الفرنسية وهم على بعد ستة أشهر من تنظيم أول دورة ألعاب أولمبية منذ قرن في باريس في سياق أمني متوتر حيث ينتظر توافد 15 مليون زائر وسط أجواء أمنية مشدودة. فبعد شهرين من الهجوم على جسر بئر حكيم استهدف رجل بسكين المارة بالقرب من برج إيفل، ما أسفر عن مقتل سائح ألماني وإصابة اثنين آخرين، رغم رفع فرنسا مستوى التأهب ضد جرائم الإرهاب في أكتوبر الماضي إلى أعلى مستوى بعد طعن شاب مدرسا حتى الموت شمال فرنسا، لكنها خفضته في يناير الماضي. بعد حادث إعتداء اليوم، أقيم ساتر حول موقع الهجوم في المحطة حيث انتشر عشرات من عناصر قوى الأمن بالزيّ الرسمي وآخرون بزيّ مدني مع شارات برتقالية ملفوفة حول الذراع.
فيما شكر وزير الداخلية جيرالد دارمانين رجال الأمن على سرعة القاء القبض على المشتبه به وعدم تمكنه من مواصله جريمته وقتل الأبرياء وأشاد بقوات الشرطة التي سيطرت على مرتكب هذا العمل الشنيع على حد تعبيره.
بعد هجوم اليوم، قرر وزير الداخلية جيرار دارمانا بتعليمات من رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون تعزيز الإجراءات الأمنية وتشديد الرقابة الأمنية في المناطق والمعالم الحيوية الفرنسية. وتعد محطة ليون أكبر محطة قطارات في فرنسا من حيث حركة الخطوط الكبيرة. ومنها تنطلق كل القطارات السريعة المتوجهة إلى منتجعات التزلّج خلال عطلة الشتاء وعواصم أوروبا ويعبر في هذه المحطة أكثر من 100 مليون مسافر كل سنة وتتوجه القطارات التي تعبرها أيضا إلى سويسرا وإيطاليا واسبانيا وبريطانيا وألمانيا وتسبب الهجوم أيضًا في تعطيل وسائل النقل العام التي تمر عبر محطة ليون. تباطأت الحركة بين محطة ليون وشبكتها في باريس والرحلات الأوروبية لعدة ساعات.
في إتصال ل"بوابة نيوز" بمديرية أمن باريس لمعرفة حيثيات الجريمة وما إذا كانت لها روافد إرهابية أعلنت أن باريس شهدت عملية طعن جديدة صباح اليوم السبت 3 فبراير 2024 الساعة 7:35 في القاعة رقم 3 بمحطة ليون، في الدائرة الثانية عشرة بالعاصمة باريس. وأثبتت التحقيقات الأولية عدم وجود أية دوافع إرهابية في هذه المرحلة، ولا يوجد دليل يشير إلى أن هذه الأعمال قد تكون عملاً إرهابياً. فالمشتبه به "لم يكن ليصرخ أثناء تصرفاته" ولم يرفع شعارات دينية، فلا يوجد أي عنصر يشير إلى عمل إرهابي ولم يرتدي أي رمز ديني. وفي هذه المرحلة، تم استبعاد المسار الإرهابي. ولذلك لم يتم الاتصال بمكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، بعد تقدم التحقيق وإن المتهم رهن الإعتقال حيث تم إيداعه الحبس الاحتياطي ولا يزال تحت المراقبة، لكن سنرى ما إذا كان سيتم استبعاد المسار الإرهابي بشكل نهائي أم لا. وهو شاب مالي من مواليد عام 1992 (32 عاماً)." وأوضحت مديرية الأمن أن المتهم كان بحوزته "عدة وثائق، بما في ذلك تصريح إقامة إيطالي صادر عام 2016، مما يعني أنه كان في وضع قانوني وهو ما يسمح له بالسفر إلى بلدان الاتحاد الأوروبي ال27 ، حيث تم العثور على وثائق تشير إلى أنه وصل من إيطاليا بتصاريح إقامة إيطالية، وقدم المشتبه به رخصة قيادة إيطالية للأشخاص الذين اعتقلوه".. وبعد إلقاء القبض عليه، أسر الرجل للمحققين بشكل عفوي ، بأنه يعاني من "اضطرابات نفسية وتم العثور بحوزته على عدد من الأدوية التي تثبت أنه يخضع للعلاج النفسي بالفعل ، كما تم العثور على مخدرات بحوزته".
وأفادت مديرية الأمن أنه قبل مهاجمة الأشخاص الموجودين في المحطة، "أشعل المهاجم النار أولاً في حقيبة ظهره، قبل أن يمسك بسكين ومطرقة ويحاول ضرب أحد المارة الذي تمكن من تجنبه وركض خلفه وضرب إثنين بمطرقة فأصابهم إصابات ليست بخطيرة وحاول رجل أمن إيقافه ونزع سلاحه فطعنه بسكين في بطنه بإصابة خطيرة وتم نقل المصابين الثلاثة في مستشفى باريس والتى أكدت أن حياة الضحية الثالثة ليست في خطر وهو موجود حاليا في غرفة العمليات وحالته استقرت. وأوضحت مديرية أمن باريس للبوابة نيوز بأنه حينما واصل المتهم مهاجمة بقية المسافرين تدخل من المارة، وتغلبوا عليه قبل أن يعتقله عنصر أمني من السكة الحديد ويضعه في حجز الشرطة.
وكشفت مدرية أمن باريس أنهم يحاولون التأكد من عناصر شخصية المتهم وظروف ودوافع الفعل عبر عرضه على أطباء نفس لإجراء فحص عقلي.
وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقا في تهمة محاولة اغتيال. فيما أعلنت النيابة العامة في باريس أنها أحيطت علما بالتطورات وأكد مكتب المدعي العام في باريس أن "ثلاثة من المارة تعرضوا للضرب بالسلاح من قبل المتهم. وأن الضربات تمت بمطرقة وسكين".
وأضاف أن الأسلحة قيد التحليل .. وفُتح تحقيق في هذا الخصوص عهد به الى الشرطة القضائية.وصرحت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب من جهتها أنها تواكب التطورات من كثب وأنها تضع المتهم تحت المراقبة الطبية والنفسية المشددة.
شهود عيان
تقول جيزيل، موظفة في متجر في القاعة 3 بمحطة ليون: "كان المشتبه به يسير بهدوء وفجأة اصطدم بشخص، وضربه وضرب شخصا ثانيا، ثم ركض خلف الثالث".لم يكن لدينا حتى الوقت للخوف، ولم يصرخ الرجل".
قال إيريك أنه ضابط أمن يعمل قرب محطة ليون وأنهى عمله في السابعة صباحا لكنه سمع صراخا وظن أنه هجوم إرهابي فأبلغ على الفور شرطة المحطة ما سهل سرعة إحتواء المهاجم قبل هروبه.