تشهد الساحة الإعلامية منذ فترة حالة من الفوضى خاصة بعد ظهور بعض الأشخاص الذين يشترون الهواء كنوع من أنواع العمل، بعد أن كانوا عاطلين، وبث برامجهم عبر القنوات الفضائية دون محتوى هادف للجمهور.
انتشار ظاهرة «بيع الهواء» لعدد من الشخصيات مجهولي الهوية، أصبحت منتشرة بشكل كبير خلال الفترة الماضية وهو ما يطلق عليها الآن "إعلام السبوبة" أو “إعلام بير السلم”، ما وضع تلك القنوات المتسببة فى ظهور هؤلاء الأشخاص فى قفص الاتهام من قبل الجمهور والمتابعين.
"البوابة نيوز" فتحت هذا الملف، للوقوف على الأسباب ومن الجاني وكيف يتم محاسبة قنوات السبوبة ومعايير اختيار الأشخاص المباع لهم الهواء.
إعلام النواب: تفشى ظاهرة دخلاء الإعلام مسئولية أصحاب القنوات
فى البداية؛ علقت هند رشاد عضو مجلس النواب وأمين سر لجنة الإعلام والثقافة قائلة: أرى أن هذه الظاهرة وانتشارها على الساحة الإعلامية غير صحية بالمرة، ومضرة بالمنظومة الإعلامية ككل؛ ولا يصح وجود هؤلاء الأشخاص المدعين بأنهم مقدمو برامج وجودهم عبر الشاشات ودخولهم داخل كل بيت مصري.
ولفتت "رشاد" ‘إلى أن الإعلامى هو المسئول عن الكلمة التى تخرج منه، وهذه مسئولية كبيرة، توضع على عاتق المذيع، لأن الكلمة هى التى تبنى أو تهدم، مٌتسائلة: “من يحاسب على تفشى هذه الظاهرة؟ فينبغى على القنوات مراعاة ذلك، لأن القناة هى المسئولة عن بيع الهواء لهؤلاء الأشخاص، ولابد عليها أن تعرف جيدًا من يقوم بشراء الهواء منها؟”.
وأضافت أن هناك عددا من القنوات التى تبيع الهواء تقوم بتقديم مادة للسخرية ومعلومات غير متحققة يقوم بتقديمها أشخاص مجهولي الهوية وهناك معايير وضوابط ومواثيق شرف إعلامية واضحة للغاية أمام الجميع وينبغى على أصحاب قنوات بيع الهواء الالتزام بها فهناك مسئولية إعلامية على تلك القنوات لا يجب التغافل عنها لأن ذلك يضر المنظومة كاملة.
وتابعت: عندما يكون هناك برنامج مدفوع الأجر ينبغى على القناة معرفة نوعية المحتوى الذى سوف يقدمه البرنامج للمتلقى والضيوف التى سوف تظهر فيه عبر الشاشة والشخص الذى سوف يقوم بتقديمه هل يصلح ظهوره على الشاشة أم لا فكل هذه العوامل عندما تدركها القناة وتدرسها جيدًا سوف نتجنب انتشار أى ظاهرة غير صحية فى الإعلام.
الأعلى لتنظيم الإعلام: القنوات الفضائية السبب فى انتشار أشباه المذيعين
بينما قالت الدكتورة منى الحديدى عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام: “للأسف الشديد هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير ونحن علينا خطأ فى تعميم وتصنيف هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بتقديم برنامج مدفوع الأجر ونقوم بتصنيفهم بأنهن مذيعات”.
وتساءلت: من الذى قال هن إعلاميات؟ من الذى يرى فيهن وفى أسلوبهن مبدأ واحد من مبادئ الإعلام؟.
وأكدت الحديدي، أن هؤلاء الأشخاص دخلاء على مهنة الإعلام ومدعين باسم المذيعات، ومن يقول إنهم من مقدمى البرامج فإنه يسهم فى تضليل الإعلام وانتشارهم على الساحة الإعلامية سببهم القنوات الفضائية، مشيرًة أنه من المفترض أن القناة المقننة لا تعطى "حق بيع الهواء" إلا للأشخاص المؤهلة والموثوق بهم للظهور على الشاشة التليفزيونية.
وتابعت، أنه بالرغم من أن هذه البرامج مدفوعة الأجر ليس من حق القناة أن تعطى حق شراء الهواء لأشخاص مجهولي الهوية فلابد على أى شخص يريد تقديم برنامج عبر القنوات الفضائية أن يخضع لمعايير واضحة مثلما حددها المجلس الأعلى للإعلام واجتيازها ليكون مؤهلا للظهور وتقديم مادة محترمة تساعد الجمهور فى فهم الحقيقة.
وطالبت الحديدى القنوات التى تقوم ببيع الهواء بتطبيق كافة الضوابط طبقًا للقواعد والشروط المتعارف عليها والمحددة، كما طالبت بتقديم بيانات كاملة وموثقة عن هويته الشخص المراد ظهوره على الشاشة وخصائصه وطبيعة المضمون الذى يريد تقديمه من خلال المساحة التى يقوم بشرائها عبر القناة كى نتجنب المعلومات المغلوطة والمفاهيم الخاطئة التى تصل للجمهور من خلال أشخاص ليس لديهم القدر الكافى من الثقافة الوعى والفهم.
وأكدت، أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام له دور فعال مع أى خطأ يصدر من قناة أو مقدمى برنامج فعندما يستخدم أى شخص حق شراء الهواء بطريقة خاطئة يرسل المجلس على الفور للقناة.
سامى عبد العزيز: من المسئول عن ظهور أشخاص يتحدثون عن الطب دون تصريح من النقابة؟
قال سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، إن انتشار ظاهرة دخلاء الإعلام تعد مسئولية القناة الحاصلة على الترخيص وتسمح لهؤلاء الأشخاص ببيع الوقت فيقع الخطأ على تلك القنوات وفى حال إقدام مثل هؤلاء الذين يقومون بشراء الهواء عن الخروج على الأخلاقيات والمهنية الإعلامية فيصبح المسئولية تنصب على المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وتابع عبد العزيز، أن الخروج عن الأخلاقيات والمهنية ليس السبب الوحيد فقد لإفساد الذوق العام عبر البرامج المدفوعة الأجر بل من الممكن أن يكون المحتوى الذى يقدم عبر الشاشات له تأثير سلبى وعلى سبيل المثال تناول موضوعات طبية أو صحية غير معتمدة من جهة رسمية هذا لابد أن يمنع عرضه على الشاشة أيضًا وهذا يعد أخطر جزء من الممكن تقديمه عبر الشاشات لأن يخص صحة البشر.
وأردف: “إذا نظرنا إلى الغرب وبالتحديد الإعلام الغربى مرفوض تمامًا ظهور أشخاص على الشاشة بالحديث عن قضية طبية ويكونون غير متخصصين إلا بالتصريح الإعلامى من نقابة الأطباء هناك”.
أستاذ إعلام: مسئولو القنوات حولوا الإعلام لتجارة مثل أفلام المقاولات
قالت الدكتورة رضا الفولى أستاذ إعلام: إن هذه الظاهرة تعد جريمة إعلامية والمتسبب فيها هى القنوات الفضائية التى تسمح بظهورهم على الشاشة وتعتبر تلك القنوات التى تقوم بإظهار أشخاص ليس لهم علاقة بالمهنية من "قنوات السبوبة" وأصبح مسئولو القنوات حاليًا قد قاموا بتحويل الإعلام لتجارة بحتة مثل أفلام المقاولات التى تعرض فى السينما المصرية.
وأشارت "الفولي"، إلى أنه من المفترض هناك معايير وضوابط لظهور أى شخص على التليفزيون لتقديم برنامج سواء مدفوع الأجر أهمها أن يكون مؤهلا للعمل الإعلامى ومهنيًا يكون حاصلا على العديد من الدورات والدبلومات المهنية المتخصصة للعمل فى المجال الإعلامي ولديه تصريح مزاولة مهنة واختبار مهنيًا وأخلاقيًا وغيرهم وينبغى أيضًا على القائمين بالعمل فى القناة أن تعى جيدًا أن مهنة الإعلام لها قدسية ومن يخرجوهم إلى النور ويدخلون داخل كل بيت مصرى لم يكونوا من مجهول الهوية ويكون هؤلاء الأشخاص لديهم موهبة حقيقية ومحتوى هادف ومقبولون مهنيًا وعمليًا ويستقاد القائمين بالإعلام من الأكاديميين الكبار المتخصصين والمهنيين فى المجال ويقومون باختبار هؤلاء الأشخاص الذين يريدون امتهان مهنة مقدمى البرامج عبر الشاشات كى يصبح هناك ضوابط ومعايير محددة تلزم الطرفين.
وأضافت أستاذة الإعلام: “إننا أصبحنا نعيش فى فضاء واسع ومفتوح عبر الإعلام الرقمى من الصعب السيطرة عليه ولكن نستطيع أن نضع السيطرة عبر التليفزيون”.