تحل اليوم ذكرى رحيل السيدة أم كلثوم، المطربة الأكثر شهرة على مدار التاريخ الفنى المصرى والعربى، وحجزت مكانة لا يقترب منها أحد حتى وقتنا الحالي، وقدمت رحله فنية ثرية.
البداية بكتاب القرية
بدأت أم كلثوم نشأتها التعليمية بكتاب فى قريتها، ورغم الضائقة المادية التى عانت منها عائلة وأسرة كوكب الشرق، إلا أنها علمت بضيق حال أسرتها، وظلت ظروف أسرتها تشغل بالها طوال الوقت، وكانت تمثل لها دافعًا من أجل رد الجميل لأسرتها البسيطة والتى كانت تتفاني من أجل توفير كل الإحتياجات الخاصة بهم، وهو ما ساهم فى رغبة النجاح التى كانت تسيطر طوال الوقت على عقل وقلب أم كلثوم.
بوادر فنية بغناء الموالد والافراح
بدأت أم كلثوم طفولتها الفنية مبكرًا، وذلك بغنائها فى الموالد والافراح، وكانت أنغام الموسيقى والأهازيج تخرج من حنجرة الطفلة تناغم وطرب، وظلت فى جولاتها الفنية تجول وتجوب القرى، وتشدو بغناء الفلكلور الشعبى والتراث، وكانت فى كثير من الأحيان تغنى بدون ميكروفونات، مما ساهم بشكل كبير فى بناء صوت قوى، وبناء لغوى لمخارج اللغة العربية بسبب الكتاب فى طفولتها، وبسبب الاغاني الشعبية والفلكلور وما تحويه من معان لغوية شعبية.
مشوار فنى لأسطورة ستظل حيه
قدمت السيدة أم كلثوم تاريخ فنى حافل، وإستطاعت بالحنجره الذهبية إلى كل دول العالم العربى، وصالت وجالت بأغانيها التى تعيش معنا حتى وقتنا الحاضر، ومازالت أم كلثوم تغزو كل الأجيال حتى من لم يلحق بهذا الكنز الفنى، وتعاونت مع أباطرة الفن والموسيقى المصرى، ما بين شعراء وملحنين، أبرزهم رياض السنباطي، وأحمد رامى والقصبجي.
أم كلثوم ملحمه وطنيه وفنية
قدمت السيدة أم كلثوم درس فنى ووطنى ينم عن مدى الوطنية والإخلاص، فبعد هزيمة ١٩٦٧، رفعت شعار فن من أجل المجهود الحربى، وظلت تجوب بحفلاتها كل مكان وتتبرع بعوائد وإيرادات الفن والحفلات، إلى الجيش المصري لتقدم نموذج فنى ووطنى يحتذي به حتي وقتنا الحالى.
أم كلثوم والتمثيل
قدمت السيدة أم كلثوم بعض التجارب الفنية كممثلة، وبدأت بفيلم وداد، ثم فيلم نشيد الأمل، ثم توقفت لبضع سنوات وقدمت فيلم دنانير، ثم الأفلام الثلاث الأخيرة “عايدة، سلامة، فاطمة”، ثم إكتفت كوكب الشرق بالأعمال السينمائية السابقة وأعطت كل تركيزها إلى الغناء، لتسطر تاريخ مخلد حتى وقتنا الحالى.