تشهد صناعة السيارات المنافسة الشديدة بين العمالقة، حيث تتبارى الصين واليابان على الصدارة كأكبر مصدّري السيارات في العالم. ومع إعلان جمعية السيارات الركاب الصينية (CPCA) أن الصين أصبحت الأكبر في العالم، يبدو أن طوكيو لم تكن جاهزة للتنازل عن تاجها الطويل المحتفظ به.
في ظل هذا الخلاف، يثير السؤال: من سيحظى بلقب أكبر مصدّر للسيارات؟ ولكن الجواب ليس واضحًا تمامًا، إذ يعتمد على البيانات التي تستخدمها والمقاييس التي تعتمدها كل دولة.
وفقًا لأحدث البيانات الجمركية اليابانية، فإن اليابان لا تزال تحتل المرتبة الأولى، حيث صدّرت 5.97 مليون مركبة في عام 2023. ومع ذلك، تعتقد الصين أن لديها الأرقام التي تؤكد أنها قد تخطت اليابان، مع 5.22 مليون مركبة تم بيعها في الخارج، وفقًا للجمارك الصينية وبيانات CPCA.
لكن الصورة ليست واضحة تمامًا، إذ تظهر بيانات الجمعيات الصناعية في البلدين فروقًا أخرى. حيث أشارت جمعية مصنعي السيارات اليابانية إلى أن اليابان شحنت 4.42 مليون مركبة فقط، بينما أكدت جمعية تصنيع السيارات في الصين أنها شحنت 4.91 مليون مركبة.
من الأكبر؟
رغم هذه التحديات في تحديد من سيكون الأكبر، يظهر واحدًا من الاتجاهات بوضوح، وهو أن الصين كانت تسدد الفجوة مع أكبر دول تصدير السيارات في العالم على مدى السنوات القليلة الماضية. وقد دفعت الطلبات القوية من روسيا والاهتمام المتزايد بالسيارات الكهربائية هذا الزخم بقوة.
بالإضافة إلى ذلك، استفادت شركات السيارات الصينية من هجرة العلامات التجارية العالمية من روسيا، وكذلك من فرض العقوبات التي فرضتها على موسكو بعد غزو أوكرانيا في عام 2022.
ولم يكن العام 2023 مجرد عام عادي بالنسبة للسيارات الكهربائية الصينية، بل شهدت زيادة بنسبة 62٪ في صادرات السيارات الركاب الكهربائية مقارنة بعام 2022. ومن الملاحظ أن أكثر من ربع هذه السيارات كانت كهربائية.
وبينما يتسارع النمو الصيني، يبدو أن الشركات الصينية تتوسع عبر الحدود بشكل متزايد، لاسيما وأن الاقتصاد المحلي فقد بعض الزخم في العام الماضي.
في نهاية المطاف، يظهر هذا الصراع بين الصين واليابان في مجال صناعة السيارات أن الأمور ليست سهلة واضحة كما يبدو، وأن الجولة القادمة في هذا السباق قد تأتي مع المزيد من المفاجآت والتحديات.