الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

«الجارديان»: المقاومة تعود إلى شمال غزة

مقاتلو حماس يجرون تعبئة ضد الاحتلال ويعيدون بناء نظام الحكم

عناصر من حركة حماس
عناصر من حركة حماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جاء صمود الفصائل الفلسطينية إلى الآن وقدرتها على إفشال المخطط الإسرائيلي في القضاء على عناصر المقاومة، ليفضح ويفند مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على شمال قطاع غزة.

وفى هذا السياق أفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية نقلا عن مسئولى الإغاثة وسكان غزة ومحللين ومسئولين إسرائيليين، بأن مقاتلى حركة حماس عادوا إلى شمال غزة، حيث يجرون تعبئة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى كما يعيدون بناء نظام الحكم.

وفى أماكن أخرى من غزة، يحتفظ المسئولون الإداريون والشرطة التابعون لحماس بسيطرة صارمة على الجنوب، حيث يتركز قسم كبير من السكان، على الرغم من انهيار النظام المدنى فى المناطق الوسطى.

وقالت الصحيفة، إن العودة الواضحة لحركة حماس فى المناطق التى استولت عليها القوات الإسرائيلية وادعت "تطهيرها" خلال حرب دامت لما يقرب من أربعة أشهر، تؤكد الصعوبات التى يواجهها بنيامين نتنياهو فى الوفاء بتعهده بـ "سحق" الجماعة المسلحة.

وقال إيال هولاتا، الذى كان رئيسًا لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى حتى يناير ٢٠٢٣: "نسمع المزيد، للأسف، عن انتعاش التمرد فى وسط وشمال غزة على حد سواء.. ونسمع المزيد والمزيد عن حماس". إنهم يقومون بأعمال الشرطة فى شمال غزة وينظمون التجارة، وهذه نتيجة سيئة للغاية".

وقال مايكل ميلشتاين من معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مقره تل أبيب، إن حماس استعادت سيطرتها على أجزاء من غزة التى سيطرت عليها قوات الدفاع الإسرائيلية بعد قتال دام العام الماضي.

وشملت سيطرة حماس جزءًا كبيرًا من المنطقة الشمالية المدمرة، بما فى ذلك مخيم الشاطئ ومخيمات اللاجئين فى جباليا والشجاعية ومدينة غزة.

وقال ميلشتاين: “إن حماس تسيطر على هذه المناطق. ولا توجد فوضى أو فراغ، لأن عمال بلدية غزة أو قوات الدفاع والإنقاذ المدني، وهم فعليا جزء من حماس، هم الذين يفرضون النظام العام. حماس لا تزال موجودة. لقد نجت حماس".

وأضاف: "رواية الجيش الإسرائيلى هى أنه فى الجزء الشمالى من غزة وتم كسر البنية العسكرية الأساسية لحماس، وهذا لا ينجح إلا مع جيش تقليدى ولكن ليس مع عملية حرب عصابات مرنة مثل حماس. نحن نرى بالفعل أفرادًا كقناصة، ينصبون فخاخًا ملغمة وما إلى ذلك". 
ما زالوا هناك 
ووفقًا لـ "الجارديان"، قال ضابط فى جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذى قاتلت وحدته مؤخرًا عناصر من حماس فى مخيم الشاطئ، الذى كان مسرحًا لقتال شرس فى نوفمبر: "لا يمكنك القول ما إذا كانوا قد عادوا أو لم يغادروا أبدًا، لكنهم فى كلتا الحالتين موجودون هناك الآن".

وقال أحد كبار المسئولين لصحيفة الجارديان: "لا يزال التكنوقراط موجودين، لكن كتائب القسام، الجناح العسكرى لحماس، لا تراها. ولا تزال ترى شرطة حماس فى مناطق مختلفة تسيطر إلى حد ما على القانون والنظام فى بعض الأماكن بما فى ذلك فى الشمال".

وتواصل وكالات الإغاثة التى تحاول توزيع الغذاء والوقود وغيرها من الضروريات على النازحين فى جنوب غزة التعامل مع المسؤولين المعينين من قبل حماس. ولا تزال حماس توفر حراسة الشرطة للقوافل.

وفى السياق ذاته، أفاد تقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن عناصر تنتمى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكنت من فرض سيطرتها المدنية على مناطق شمال قطاع غزة، وهو ما يثير قلقًا فى إسرائيل، خاصةً مع إعلان الجيش الإسرائيلى سيطرته على تلك المناطق سابقًا.

وذكرت الصحيفة، الأحد الماضي، أن هناك زيادة نسبية فى عدد عمليات إطلاق الصواريخ من تلك المناطق خلال نهاية الأسبوع، بينما انخفض حجم قوات الجيش الإسرائيلى فيها.

وأشارت مصادر عسكرية صهيونية إلى "القلق المتزايد لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية من تصاعد القدرة العسكرية لحماس تدريجيًا فى تلك المناطق التى ينسحب منها الجيش الإسرائيلي".

وفى ظل عودة سيطرة حماس على الساحة المدنية، تعبر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن مخاوفها من تراجع ما وصفته بـ"الإنجازات" التى حققها الجيش الإسرائيلى فى شمال قطاع غزة، وفقًا للمحلل العسكرى فى صحيفة "معاريف"، طال ليف رام.

وزعم المحلل العسكرى إلى أن الجيش الإسرائيلى يحقق "تقدمًا ملموسًا" فى جنوب قطاع غزة، ولكن فى شماله، حيث انتهت المرحلة العنيفة من القتال، كشفت المؤسسة العسكرية عن علامات قلق جديدة فى المنطقة التى كانت تحت سيطرتها.

زيادة عمليات إطلاق الصواريخ 
تتمحور مخاوف الجانب الصهيونى حول احتمالية تجديد حماس لقدرتها العسكرية، مع تسجيل زيادة نسبية فى عمليات إطلاق الصواريخ من المناطق التى انسحب منها الجيش الإسرائيلى وتقليص حجم قواته فى شمال قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة.

ويرجع ذلك أيضا، وفقا لتقديرات الجانب العسكرى الإسرائيلي، إلى حقيقة أن المسلحين التابعين لحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى الذين لا يزالون فى تلك المنطقة يظلون أقل قلقا من العمليات العسكرية تحت ظروف الطقس العاصفة.

ولكن وفقًا للمحلل العسكرى طال ليف رام، فإن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعبر عن استياء وقلق بشأن التطورات السلبية المحتملة التى قد تنشأ فى تلك المناطق)".

وفى ظل هذه التطورات والتغيرات الميدانية، تقول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إن الجيش قد انتهى من مرحلة المناورات فى مدينة غزة ومحيطها، وانتقل إلى التركيز على الغارات والاقتحامات والعمليات النوعية، ولكن فى هذه المناطق التى أعلن فيها الجيش فرض السيطرة عليها، لم يتم إقامة بنية تحتية مدنية بديلة حتى الآن لتقديم الخدمات وإدارة شؤون ما يقرب من ٢٠٠ ألف فلسطينى متبقين فى تلك المنطقة.

ونتيجة لهذا، تقدر الصحيفة العبرية فى تقريرها أن العناصر المرتبطة بحماس بشكل خاص هى التى تستطيع السيطرة على بعض الجوانب المدنية فى هذه المناطق، وهو ما قد يؤدى مع مرور الوقت إلى "تآكل الإنجازات التى حققتها إسرائيل فى هذا المجال"، وهو ما يعنى تجدد تأثير حماس فى المنطقة التى انسحب منها الجيش الإسرائيلى بعد إعلانه السيطرة عليها وادعائه القضاء على وجود حماس فى تلك المنطقة.

ويزعم المسئولون الإسرائيليون أن قواتهم قتلت نحو ٩ آلاف من أصل ٣٠ ألف مقاتل تشير التقديرات إلى أن حماس كانت قادرة على تعبئتهم قبل الحرب، والتى اندلعت عقب عملية "طوفان الأقصى" التى نفذتها حماس على جنوب إسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضي.

ويزعم المسئولون أيضًا أن من بين القتلى حوالى ١٠٠٠ من مقاتلى النخبة من ألوية النخبة، على الرغم من أن ما بين ٣٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ ما زالوا نشطين، كما يعتقد مسئولو المخابرات الإسرائيلية.

وقتل أكثر من ٢٦ ألف فلسطينى فى غزة منذ ٧ أكتوبر، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لمسؤولى الصحة الفلسطينيين، كما أن عدة آلاف آخرين تحت الأنقاض، فيما دمرت مساحات واسعة من قطاع غزة وشرد ١.٩ مليون من سكانها البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة.