تسبب الهجوم على القاعدة العسكرية الأمريكية المعروفة بـ "البرج 22" شمال شرق الأردن، في أزمة كبيرة استدعت تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإعلان عن ضرورة الرد على إيران بعد شن الميليشيات التابعة لها هجوما ضد القوات الأمريكية في البرج 22 الذي أسفر عن مقتل وإصابة 28 جنديا أمريكيا.
وقال بايدن في بيان صادر عن البيت الأبيض، الأحد الماضي مخاطبا أهالي القتلى والمصابين "لا يساوركم أدنى شك في أننا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت وبالطريقة التي نختارها".
وشنت الميليشيات هجوما مساء السبت الماضي على البرج 22 باستخدام طائرة مسيرة، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن واشنطن تحمل الميليشيات الإيرانية مسئولية الهجوم على القوات الأمريكية في الأردن، معتبرة أن ذلك تصعيدا خطيرا.
وفي خضم التهديدات الأمريكية لإيران، أعلنت ميليشيات حزب الله العراقية أمس الثلاثاء، وقف عملياتها ضد القوات الأمريكية متذرعة بـ"عدم إحراج الحكومة العراقية"، موصية مقاتليها بـ"الدفاع السلبي مؤقتا".
وجاء التهديد الأمريكي لإيران في ظل التصعيد الجاري من الميليشيات الحوثية ضد السفن المارة بالبحر الأحمر، ما دعا الولايات المتحدة لتكوين تحالف دولي بزعم حماية الملاحة، وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه يعتزم البدء في عملية عسكرية بالبحر الأمر، منتصف فبراير المقبل.
وفي ظل كل هذه التطورات والتهديد المتبادل بين إيران وميلشياتها من جانب والقوات الأمريكية من جانب آخر يثار تساؤل هام بشأن تهديد بايدن لطهران.. ما هي خيارات واشنطن للرد على إيران ؟.
أمام بايدن ثلاثة خيارات للرد على الهجوم ضد البرج 22، أولها هو فرض عقوبات جديدة ضد إيران، أو ضد الميليشيات التابعة لها والمنتشرة في أكثر من دولة عربية مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
وقد اتبعت الإدارات الأمريكية المختلفة على مدار السنوات الماضية خيار العقوبات في التعامل مع إيران في كثير من الأحيان ما تسبب في إنهاك الاقتصاد الإيراني.
الخيار الآخر هو إمكانية شن هجوم سيبراني ضد المؤسسات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، وهو ما يتسبب في أزمات كبيرة لهذه المؤسسات خاصة العسكرية منها ويمكن أن يحدث اختراقا لها يعطل عملها أو التنسيق بين طهران وميليشياتها في المنطقة.
الخيار الآخر، هو إمكانية أن تشن القوات الأمريكية هجوما على السفن الإيرانية في البحر الأحمر، حيث تتواجد سفن تابعة للحرس الثوري الإيراني، تقدم الدعم للميلشيات الحوثية التي تهدد الملاحة في البحر الأحمر وهي أهداف خارج إيران.
الخيار الأخطر الذي يمكن أن يلجأ إليه إدارة بايدن، هو شن هجوم مسلح داخل إيران، وهو رد انتقامي، سيمثل تطورا خطيرا في المواجهات بين الجانبين، وربما يقتصر ذلك على الساحل، أو يمتد إلى المنشآت النووية.