لماذا تراجع أداء المنتخب المصري لكرة القدم؟.. وما أسباب إخفاقه في بطولة الأمم الأفريقية المقامة حاليًا في "كوت ديفوار"؟.. ولماذا لا يتم التعاقد مع مدرب وطني كفء؟.. تساؤلات عديدة تصدرت المشهد خلال الساعات القليلة الماضية بعد خروج المنتخب المصري من بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في دولة كوت ديفوار، بعد أداء متواضع للغاية أصاب الجماهير المصرية بالصدمة الشديدة.
وشهد البرلمان بغرفتيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ، تحركات برلمانية عاجلة، طالبت بضرورة محاسبة المسئولين عن هذا الإخفاق الذي أساء لسمعة الكرة المصرية، واستقالة اتحاد الكرة الذي تسبب في الإخفاق المتكرر للمنتخب بعد أن كانت مصر حاملة اللقب لسبع مرات.
إهدارا للمال العام
وتقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة، بشأن إخفاق المنتخب المصري لكرة القدم في البطولة الأفريقية، والأداء المتواضع الذي ظهر به، ومحاسبة المسئول عن التعاقد مع المدرب فيتوريا الذي يتقاضى 2 مليون و400 ألف دولار سنويا رغم أنه لم يقدم شيء للفريق القومي حتى الآن، الأمر الذي يُعد إهدارا للمال العام.
وقال "محسب"، في طلبه، إن هناك حالة من الصدمة أصابت جمهور كرة القدم بعد خروج المنتخب المصري من بطولة الأمم الأفريقية، بعد أداء شديد التواضع على مدار 4 مباريات، وهو أمر يجب أن نتوقف عنده خاصة أن هذه اللعبة هي اللعبة الشعبية الأولي في مصر والتي تحظى بدعم كبير على كل المستويات.
وأضاف "محسب"، أن خروج مصر من البطولة الأفريقية هو انعكاس طبيعي لما آلت إليه كرة القدم بصفة خاصة ومنظومة الرياضة بصفة عامة في مصر، التي أصابها العشوائية والفساد وسوء الإدارة خاصة من جانب اتحاد الكرة، نتيجة الاختيارات الخاطئة، وسياساته العشوائية التى تنم عن عدم فهم ووعي بمتطلبات المرحلة واحتياجات الفريق القومي وصولا إلى الفشل الذريع في إدارة منظومة كرة القدم في مصر، أو حل مشاكلها، فكان الاتحاد دائما مصدر للمشكلات وجزءا منها.
وتوجه عضو مجلس النواب، بسؤال إلى وزير الرياضة: لماذا وصل منتخبنا الوطني هذه المرحلة رغم الدعم السياسي غير المسبوق المقدم له؟ مؤكدا أن المنتخب الوطني أصبح في حالة يُرثى لها على يد اتحاد الكرة بقيادة جمال علام، وهو يستدعى الاستقالة الفورية وتحملهم مسئولية ما قدمه الفريق من مستوى متواضع، قائلا: "كفانا مجاملات لم تورثنا سوى الإخفاقات المتلاحقة حتى تحول أصبح الأمر إهدارا للمال العام".
وتابع "محسب"، "الفريق القومي لعب البطولة في ظل إجماع على تواضع مستوى المدرب روي فيتوريا، الذي تعاقد معه اتحاد الكرة مقابل 2 مليون و400 ألف دولار سنويا، أى أنه يحصل على 200 ألف دولار شهريا، وهو بذلك يتصدر قائمة أعلى رواتب مدربي القارة محتلا المركز الثاني، رغم أنه لم يقدم شيء يذكر ولم ينفذ مشروعا لكرة القدم المصرية كما برر أعضاء الاتحاد التعاقد معه لمدة 4 سنوات"، مطالبا بمحاسبة المسئولين عن التعاقد مع المدرب فيتوريا، كذلك محاسبة المسؤولين عن المجاملات في اختيار اللاعبين، وما حدث داخل معسكر المنتخب من وقائع وأحداث تعكس وجود حالة من التسيب وعدم الالتزام بالمهمة القومية التى يقوم بها الفريق.
وشدد النائب أيمن محسب، على ضرورة محاسبة المسئولين عن هذا الإخفاق ممثلا في اتحاد اللعبة الذي يحصل على كل أشكال الدعم، لأن التقاعس عن عدم محاسبة هذا الاتحاد سيؤدي إلى مزيد من الفشل والإخفاقات، وأن تخضع عملية اختيار المدربين لمجموعة من المعايير الثابتة والواضحة والتي تتناسب مع طموح الشعب المصري الذي تُعد كرة القدم بالنسبة له متنفسا مهما.
وطالب "محسب" بوضع استراتيجية واضحة لإدارة وتطوير منظومة كرة القدم، التى تحتاج إلى تغيرات جذرية للقضاء على العشوائية السائدة والمجاملات والفساد المالي والإدارى فيها، مؤكدا أن اللعبة في كل دول العالم أصبحت صناعة ويمكن أن تصبح مصدرا مهما للدخل القومي.
حان وقت المحاسبة
كما تقدم النائب سليمان وهدان، عضو مجلس النواب ونائب رئيس حزب الوفد، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة، بشأن خروج مصر من بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في كوت ديفوار من الدور ثُمن النهائي بالرغم من أن الدولة المصرية سخرت جميع التسهيلات والإمكانيات والدعم الشعبي والرسمي ماليا ومعنويا لمنظومة كرة القدم في مصر ممثلة في الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي لم يكن له أي إنجاز رياضي، حيث تم تشكيله من خلال شلل كلفت الدولة ميزانية كبيرة وجهاز إداري يأخذ مرتبه بالعملة الصعبة.
وطالب "وهدان"، بمحاسبة هذا الفساد ومحاسبة المتسببين في إهدار المال العام الوقوف على المتسبب في هذا الوضع الذي وصلت إليه منظومة كرة القدم في مصر.
واختتم عضو مجلس النواب طلبه، قائلا: "لقد حان وقت المحاسبة التي نطالب بها منذ خروج مصر من كأس العالم، ومحاسبة كل من تسبب فيما وصلنا إليه من وضع مؤسف وحزين أساء لسمعة كرة القدم المصرية، نتيجة الفشل وسوء الإدارة الذي أدي إلي الخروج المهين لنا ولتاريخنا"، مطالبا مجلس إدارة الاتحاد بالتقدم باستقالته وحل المجلس الذي تسبب في الإخفاق المتكرر للمنتخب بعد أن كانت مصر حاملة اللقب لسبع مرات.
عقدة الخواجة
وطالبت النائبة ريهام عفيفي، عضو مجلس الشيوخ، تخصيص جلسة برلمانية بحضور وزير الشباب والرياضة ومسئولي اتحاد كرة القدم، وذلك لاستبيان الحقائق حول خسارة المنتخب الوطنى لكرة القدم وخروجه من الدور الـ 16 لكأس الأمم الأفريقية والمقامة في كوت ديفوار .
وقالت النائبة ريهام عفيفي، إنها ستتقدم بطلب مناقشة عامة حول أسباب فشل المنتخب الوطنى لكرة القدم فى الحصول على كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2010، وعدم نجاح الاتحاد المصري لكرة القدم فى اختيار مدرب كفء لقيادة المنتخب.
وتساءلت عضو مجلس الشيوخ، عن غياب الاتحاد المصري لكرة القدم عن المشهد فى واقعة رحيل لاعب المنتخب المصري الدولي محمد صلاح وعودته إلي ناديه "ليفربول" لتلقى العلاج، وقالت: "اتحاد كرة القدم وراء الظلم الذى تعرض له اللاعب محمد صلاح لعدم توضيحه حالة الإصابة التي تعرض لها اللاعب، وعدم وجود إمكانيات في الدولة المستضيفة لكأس الأمم الأفريقية "كوت ديفوار لتلقي العلاج مما ترتب عليه رحيله من المنتخب .
وشددت النائبة ريهام عفيفي، على أهمية توضيح كافة الحقائق والأسباب وراء استمرار فشل المنتخب الوطني لكرة القدم فى حصد أي بطولة منذ سنوات طويلة، رغم كل الإمكانيات التى وفرتها الدولة، ودور وزير الرياضة فى دعم اللاعبين، مضيفة: "كل هذا والاخفاق مازال مستمرا".
وتساءلت: هل من المقبول الاستمرار فى الاعتماد على مدرب أجنبي يحصل على راتبه بالدولار، وهناك عقول مصرية من المدربين قادرة على قيادة المنتخب فى المرحبة القادمة، وقالت: "كفانا عقدة الخواجة، وعلينا بالتركيز فى المرحلة القادمة، وهذا لن يحدث إلا بتوضيح كل الأمور المتعلقة بأسباب خسارة المنتخب الوطنى وخروجه من كأس الأمم الأفريقية".