شهدت مصر ودول العالم، خلال عام 2023 عدة تقلبات جوية، ومع بداية 2024 واجهت البلاد موجات باردة وصقيع لم تشهده مسبقًا، وتأتي معظم التحذيرات الجوية التي يواجهها العالم، ويشعر به السكان خاصة في فصلي الصيف والشتاء؛ نتيجة ظاهرة مناخية تُسمى "النينو"؛ ووفقا لوكالة السواحل والمحيطات الأمريكية فإن المحيط الهادي يشهد ظاهرتين جويتين، هما “النينو” و"النينيا"؛ إذ تهب الرياح التجارية غربًا على طول خط الاستواء، حاملة المياه الدافئة من أمريكا الجنوبية نحو آسيا.
وتأتي التقلبات الجوية نتيجة ما يشهده العالم من تغيرات مناخية مختلفة ومتفاوتة بفعل الآثار البيئية للانبعاثات الحرارية؛ وقد حطم عام 2023 الرقم القياسي السابق لأدفأ عام منذ القرن التاسع عشر.
ووفقا لوكالة ناسا تميزت الفترة من يونيو إلى ديسمبر 2023 باعتبارهم الأشهر الأكثر سخونة، وتم تصنيف يوليو باعتباره الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، ووفقًا لاحصائيات الدولية للأرصاد العالمية فإن متوسط درجة حرارة سطح البحر العالمي يتغير عام بعد عام، وأنه كان أكثر دفئا في المتوسط من أي عام آخر يعود تاريخه إلى عام 1940.
وتُظهر الإحصائيات الدولية للأرصاد الجوية، أن مناطق واسعة من الدفء الاستثنائي في شمال المحيط الأطلسي وشمال المحيط الهادئ تشكلت في 30 يوليو 2023. وبشكل عام، كانت موجات الحر البحرية شائعة وشديدة بشكل غير عادي خلال العام الماضي؛ إذ امتصت المحيطات حوالي 90% من الحرارة الناتجة من انبعاثات الغازات الدفيئة، كما شهد العام الماضي زيادة كبيرة في كمية الحرارة المخزنة في الجزء العلوي من المحيطات البالغ عمقه 2000 متر، وتبلغ الزيادة 15 زيتاجول في عام 2023 مقارنة بتلك المخزنة في عام 2022.
النينو وتأثيرات الطقس
وعن ظاهرة "النينو"؛ فيختلف تأثيرها من دولة إلى أخرى، ووفقا لوكالة السواحل والمحيطات الأمريكية فإن المحيط الهادي يشهد ظاهرتين جويتين؛ إذ تهب الرياح التجارية غربًا على طول خط الاستواء، حاملة المياه الدافئة من أمريكا الجنوبية نحو آسيا. ولاستبدال هذا الماء الدافئ، يرتفع الماء البارد من الأعماق - وهي عملية تسمى التقلب، ولهذا تظهر ظاهرتي النينيو والنينيا، وهما نمطين مناخيين متعارضين يكسران هذه الظروف الطبيعية.
وقالت الوكالة: "إن لكل من ظاهرة النينيو والنينيا تأثيرات عالمية على الطقس وحرائق الغابات والنظم البيئية والاقتصادات، وعادةً ما تستمر نوبات النينيو والنينيا من تسعة إلى 12 شهرًا، ولكنها قد تستمر أحيانًا لسنوات.
وتؤثر ظاهرة النينيو على الطقس بشكل كبير؛ إذ تتسبب المياه الدافئة في تحرك تيار المحيط الهادئ النفاث جنوب موقعه المحايد، ومع هذا التحول، أصبحت المناطق في شمال الولايات المتحدة وكندا أكثر جفافًا ودفئًا من المعتاد، ولكن في ساحل الخليج الأمريكي وجنوب شرق الولايات المتحدة، تكون هذه الفترات أكثر رطوبة من المعتاد وتؤدي إلى زيادة الفيضانات.
ووفقًا لتصريحات الدكتورة منار الغانم عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية، اليوم، فإن حالة الطقس ستشهد انخفاضًا في قيم درجات الحرارة أقل من معدلاتها الطبيعية لمثل هذا الوقت من العام الماضي، بمعدل أقل من 2: 3 درجات جوية، كما ستشهد المحافظات على مستويات مختلفة الخميس القادم لتسجل أقل درجات الحرارة خلال فصل الشتاء.
كيف تتأثر مصر بـ"النينو"؟
وتتأثر مصر بالظواهر المناخية مثل دول العالم، وقال المهندس منير بشري الخبير البيئي، أن ظاهرة النينو هي ظاهرة عالمية نتيجة الموجات الحرارية في المحيط، والناتجة عن الانبعاثات الحرارية العالمية، وعلى الرغم من أن "النينو " يؤثر على دول العالم بشكل متفاوت، لكنها تؤثر على جميع نواحي الحياة أيضًا، وأن الدول الخضراء تعاني مثل الدول الصناعية نتيجة عدم التكاتف معا على تطبيق استراتيجيات حماية البيئة والمناخ.
وأوضح الخبير البيئي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الاحترار العالمي يؤدي إلى حدوث فيضانات تتسبب في اخفاء مدن بأكملها، وتؤثر على الزراعة والحيوانات بشكل كبير، وتتأثر الدول المحيطة بالأثار السلبية للدول التي عانت من ذلك.
وأشار "بشري" إلى أن دراسة الدول للأثر البيئي للمشروعات الاقتصادية والصناعية أمر مهم للغاية، فعلى سيل المثال دولة البرازيل تتميز بغابات كبيرة وشاسعة، وتحويلها إلى مناطق صناعية سيؤدي إلى خلل بيئي يتسبب بضرر عالمي تتأثر به أفريقيا مثلما ستتأثر به البرازيل.
واختتم الخبير بالتأكيد على أن ظاهرة النينو ستؤثر على مصر خاصة في الزراعة بشكل كبير فقد تؤدي إلى اختفاء أو نقص في بعض المحصولات مما سيتعين على الدولة الاقدام على الاستيراد، وسيترتيب عليها أثار سلبية على المستوى الصناعي وقطاع التصدير.