يعد سيرابيس أحد أهم المعبودات في العصرين اليوناني والروماني، وهناك عدد من التماثيل المميزة له منها رأس من الرخام تم العثور عليها في مدينة كيمان فارس بالفيوم، وتجسد هذه الرأس المعبود الذي كان له دور مهم في تاريخ مصر.
يعرض المتحف المصري بالتحرير هذه الرأس ضمن مقتنياته، حيث قال الدكتور علي عبد الحليم مدير عام المتحف: أسس بطليموس الأول بعد حلم رآه في المنام لعبادة سيرابيس الذي كان يعد حامي الملوك البطالمة وفقًا للمؤرخ الروماني تاكيتوس، حيث كان القصد من نشر عبادة سيرابيس توحيد المصريين واليونانين.
وأراد مؤسس أسرة البطالمة أن يضمن ازدهار عاصمته الجديدة الإسكندرية، وسرعان ما انتشرت عبادته في كل أنحاء مصر وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط،حيث يجمع سيرابيس بين المظهر الاغريقي والتقاليد المصرية.
فهو يماثل في شكله الإله الاغريقي زيوس بالشعر المجعد واللحية ذات الخصلات، والاسم سيرابيس مشتق من أوزوريس-أبيس الثور المقدس لمدينة منف، وكانت زوجته الالهة إيزيس وابنهما حربوقراط"حورس الطفل"، وكان المصريون القدماء يعبدون سيرابيس في صورة الثور أبيس.
وهناك في متحف الآثار الموجود بمكتبة الإسكندرية تمثال آخر للمعبود سيرابيس، وهو عبارة عن رأس مصنوعة من الرخام أيضًا، وإن كان مكان اكتشافها مختلف عن المعروضة في المتحف المصري بالتحرير، حيث أن هذه الرأس بمتحف المكتبة تم العثور عليها في منطقة أبي قير بالإسكندرية،حيث كان له معبد كبير هناك، وهو ما يؤكد انتشار عبادته في مختلف المحافظات حسب ما أراد بطليموس الأول.