دائما ما تمثل جرائم قتل الأباء لأبنائهم بدافع التأديب، الانتقام للشرف، أو نتيجة للخلافات الأسرية ظاهرة مروعة تهز أسس الأمان والحماية التي يُفترض أن يوفرها الوالد، حيث يتحول الأب من مصدر الأمان لابنائه إلى قاتل يتسبب في آثار كارثية على الأسرة والمجتمع بأسره، ويظهر التأديب القاسي والتعسفي كأحد الدوافع الرئيسية وراء هذه الجرائم، حيث يفقد الوالد السيطرة ويتحول إلى فرد يمارس العنف بدلاً من الإرشاد والتوجيه.
وعلى الجانب الآخر، يعود الانتقام للشرف والخلافات الأسرية إلى أنماط ثقافية واجتماعية تجعل الشرف والسمعة أحيانًا أهم من سلامة الأفراد. يفقد الأب في هذه الحالات قدرته على فهم أن الحلول العنيفة لا تحقق سوى تداول المشكلات بشكل سلبي وتكون مدمرة للعلاقات الأسرية.
إن هذا التحول القاتل يتسبب في كسر الروابط العاطفية ويخلق بيئة من الرعب وعدم الاستقرار داخل الأسرة، يفتقد الأطفال في مثل هذه الظروف إلى الدعم النفسي والأمان، مما يؤدي إلى آثار نفسية خطيرة وقد يتسبب في تكرار دورة العنف في الأجيال اللاحقة.
وفي هذا السياق، يتطلب التصدي لمثل هذه الجرائم جهوداً مشتركة من قبل المجتمع ككل لتعزيز الوعي، وتوفير الدعم للأفراد الذين يعيشون في بيئات عنيفة، مع التركيز على تغيير السلوكيات وتوجيه الآباء نحو أساليب تربوية أكثر فاعلية وإيجابية، مع تكامل الجهود بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني للتصدي لتحديات الأسرة والتركيز على بناء بيئة داعمة للأسرة، وتوفير الموارد والبرامج التي تعزز الوعي وتساعد في تقديم الدعم اللازم للأسر لتجاوز التحديات وضمان سلامة الأبناء.
أربعيني يذبح ابنته بسبب خلافات أسرية بالمنيا
واقعة مأساوية شهدتها قرية تلا بمحافظة المنيا عندما تجرد أب من كل معاني الإنسانية وقام بذبح ابنته "ياسمين" صاحبة ال18 ربيعا من عمرها بسبب خلافات أسرية، وتم ضبط المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
عامل رخام يعذب طفلته حتي الموت
أنهي عامل رخام حياة ابنته البالغة من العمر 13 عام بعد وصلة تعذيب مبرحه، ثم أكمل جريمته وحمل الجثة إلي المستشفي التعليمي بمنطقة المطرية في القاهرة وادعي سقوط ابنته من الطابق الثالث، تقرير مفتش الصحة كذب رواية الأب واثار التعذيب علي جسد الطفلة كشفت جريمته وتم ضبط المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
خفير يطلق رصاصة علي ابنته :"غسلت عاري بأيدي"
وفي واقعة أخري تصدرت أخبار الحوادث ومحركات البحث خلال الأيام القليلة الماضية عندما تم العثور علي جثتين لفتاة وشاب في حالة تعفن رمي بصحراء المعادي، حيث تبين أن والد الفتاة وشقيقيها اكتشفا علاقتها بالشاب فقاموا باستدراجهم إلي محل العثور علي جثتيهما وأطلقا عليهما رصاص حتي أردوهما قتلا، وكشف بلاغ تغيب الشاب عن الجريمة وأمكن ضبط المتهمين الثلاثة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
سائق توك توك يقتل ابنته
قادت الخلافات الأسرية سائق توك توك لإنهاء حياة ابنته 3 سنوات بينما أصيبت الأخري بحالة إعياء جراء التعدي عليهما بالضرب انتقاما من زوجته لتركها المنزل والذهاب إلي منزل اهليتها بمنطقة الهرم بالجيزة، وتم ضبط المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
وفي سياق متصل قالت "دعاء عباس" المحامية والباحثة بمجال حقوق الإنسان ورئيس الجمعية القانونية لحقوق الطفل، أن القانون لا يفرق في تطبيق العقوبة على من قام بارتكاب الجريمة، فإذا وقعت جريمة القتل من الأب أو الأم لأحد الأبناء يتم تطبيق قانون العقوبات.
وأضافت "عباس"، هنا المشرع فرق فى العقوبة بين إذا تعمد أحد الآباء قتل الابن توجه لهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وفقا للمادة 233 من قانون العقوبات وهو الحكم بالإعدام، لأن الوالد هو رمز الأمان والسند وخان الأمانة ورعاية أبنائه وتحول لقاتلهم.
وأشارت المحامية والباحثة بمجال حقوق الإنسان أن تخفيف العقوبة في جرائم قتل الآباء لأبنائهم لو كانت الجريمة ضرب كنوع من التأديب والابن لقي مصرعه خلال ذلك هنا القاضى بيوجهه للأب تهمة ضرب أفضى للموت ويحق للقاضى مراعاة القتل الخطأ وحزن الوالد على ابنه.
وأوضحت أن المادة 230 من قانون العقوبات ينص علي أنه "كل من قتل نفسا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام"، كما جاء نص 263 من القانون بأنه "كل من جرح أو ضرب أحدا أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلا ولكنه أفضى إلى الموت يعاقب بالاشغال الشاقة أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع سنوات وأما إذا سبق ذلك إصرار أو ترصد فتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة أو السجن".
وأكملت رئيس الجمعية القانونية لحقوق الطفل أن المادة 116 مكرر من القانون رقم 12 لسنة 1996 والمعدل برقم 126 لسنة 2008، تنص علي أنه "يزداد مقدار المثل الحد الأدنى للعقوبة المقررة لأى جريمة إذا وقعت من بالغ على طفل أو إذا إرتكبها أحد والديه أو من له الولاية أو الوصاية عليه أو المسؤل عن ملاحظته وتربيته أو من له سلطة عليه أو كان خادما عند من تقدم ذكرهم".