الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

استعادة قصة معركة شهيرة بظروفها وحتى روائحها...! "14"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى المقال السابق توقفت عند التحاق الكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل" بالكتيبة التاسعة من الفرقه "النيوزيلندية" الثانية...

ثم أشار" الأستاذ "إلى أن  -العلمين- كانت  هي الفاتحة وظلت أطيافها وأجواؤها وحكاياتها وأبطالها معه وظل قادتها يلهبون خياله  وبالذات "مونتجمري" على ناحية الحلفاء و"روميل" على ناحيه المحور والذى كان أسطورة حتى في الجيش الثامن الذي ضم كل قوات الحلفاء، وكان اسمه ملء الدنيا  حينئذ باعتباره قائد الفيلق الافريقي الشهير الذي كان على وشك اقتحام  آخر معاقل الصحراء الى ضفاف النيل...

ومن سوء الحظ  أن "روميل" أرغم  على الانتحار قبل ان تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها وبالتالي ضاع على الكاتب احتمال ان يلتقي به في يوم من الايام والى الأبد...

ولكن الماريشال الآخر "مونتجمري" كان ما زال ما بين الاحياء وبالتالي فان احتمال لقائه ظل قائما ينتظر فرصة ملائمه...!
وفي شهر ديسمبر  ١٩٦٦ تلقى  الأستاذ "هيكل" رسالة من صديقه السير "دنيس هاملتون"وكان وقتها رئيس تحرير ال "صنداي تيمس" يعرض عليه اقتراحا وجده مثيرا...

كان اقتراحه أن ذكرى مرور ربع قرن على معركه  العلمين  اوشكت أن تحل قريبا (كان هذا عام ١٩٦٧) وكانت جريدة  
ال "صنداي تيمس" قد فكرت أن تحتفل بهذه الذكرى على نحو جديد...

كانت فكرتها أن تدعو الفيلد ماريشال "مونتجمري"لكي يعود الى أرض  معركته الشهيرة فى -العلمين- فى  تلك المناسبة ثم أن  يستعيد -على الطبيعه والمواقع- قصة المعركة وظروفها وحتى روائحها ثم تتكون من ذلك مجموعه مقالات تنشرها
ال "صنداي تيمس"...

وكان "دنيس هاملتون" فى رسالته يسأله  عن رأيه في هذه  الفكرة أولا ثم يساله عما اذا كان تحقيقها مناسبا في هذه الظروف- وكانت الظروف التي يقصدها ان العلاقات الدبلوماسية بين القاهره ولندن مقطوعة - ثم يسأله  ثالثا  عما إذا كان في استطاعته أن يقوم بجهد يساعد على تحقيق هذه الفكرة...

حمل  الاستاذ "هيكل" رساله "دنيس هاملتون" معه الى الرئيس "جمال عبد الناصر" في أول مقابلة  له فقد كانت "العقدة" فى تنفيذ هذه الفكرة تحتاج قرارا سياسيا على أعلى مستوى فقائد مثل "مونتجمري "  ليس مجرد ماريشال بريطاني يجيء كسائح ثم يمضي ولا يشعر به أحد، وانما هو رئيس سابق لهيئة أركان حرب الامبراطوريه البريطانيه، ثم هو شخصية مرموقة في التاريخ المعاصر، وأخيرا فإن زيارته لمصر في ذكرى معركته الكبرى -العلمين_ سوف تكون مجالا لنشر تصل اصداؤه إلى كل مكان...

وقال الأستاذ "هيكل" للرئيس "جمال عبد الناصر" وهو يعرض عليه خطاب "دنيس هاملتون" انه يتمنى لو وافق  الرئيس على الفكرة وأعطى الاذن للماريشال "مونتجمري" بزيارة مصر لأسباب عديدة شرحها أمامه لكنه أضاف إلى هذه الأسباب  سببا شخصيا وأنه كان منذ زمن طويل يتشوق للقائه وجها لوجه...

وكان رد الرئيس جمال عبد الناصر فوريا ومباشرا:

بأنه  هو الآخر معجب بالماريشال "مونتجمري" ثم إنه كمقاتل قديم لا يستطيع ان يصد حنين مقاتل آخر الى أرض معركته المنتصرة ثم إنه هو ايضا متشوق لكى يسمع منه...

وخرج الأستاذ "هيكل" من مكتب الرئيس "جمال عبد الناصر" ليبعث ببرقية عاجلة إلى  "دنيس هاملتون" مؤداها أنه ليست هناك عقبات سياسية على الإطلاق تمنع "مونتجمري" من المجئ إلى مصر ومن الذهاب الى العلمين...

ومن هذه اللحظة بدأت علاقة الأستاذ "هيكل' بالماريشال "مونتجمري" بعد أن تلقى الاستاذ هيكل أول رسالة من الماريشال مونتجمري 
في  ١٦ يناير ١٩٦٧...

"بِإِذْنِ الله أكمل الأسبوع القادم  الحديث عن العلاقة التى بدأت بين الكاتب والفيلد ماريشال "مونتجمري "