طرح مؤخرا بدور العرض السعودية فيلم "هجان" للمخرج المصري أبو بكر شوقي، وبطولة عبدالمحسن النمر، وعمر العطاوي، والشيماء طيب، وعزام النمر، وتولين بربود، وإبراهيم الحساوي، وكتابة مفرج المجفل وعمر شامة وأبو بكر شوقي.
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية "مطر" وأخيه "غانم" اللذين يعيشان في صحراء السعودية الشاسعة، ويؤدي وقوع حادث مؤسف إلى اتجاه "مطر" لرياضة سباقات الهجن للاحتفاظ بناقته "حفيرة"، وبعدما يستغله المالك القاسي جاسر، يصبح على الصبي مطر بذل أقصى ما لديه لإنقاذ حياة حفيرة.
شارك الفيلم قبل طرحه بدور العرض السينمائي في عدد من المهرجانات الدولية منها تورنتو، والبحر الأحمر، ونال إشادات واسعة من الجمهور و النقاد.
"البوابة نيوز" التقت المخرج أبو بكر شوقي، وتحدثنا معه عن العمل، وردود الأفعال التي وصلته، والصعوبات التي واجهها في تقديم فيلم عن الصحراء ورياضة الهجن، وتأخر خطوة تقديم العمل الثاني له بعد نجاح فيلمه الأول "يوم الدين"...
في البداية؛ يقول أبو بكر شوقي: استغرقت 5 سنوات ما بين فيلم "يوم الدين" الذي كان عام 2018، وفيلم "هجان" 2023، تخللهم في المنتصف العمل على مشروع آخر، حتى جاء فيلم "هجان" بالصدفة واستغرق تحضيره 3 سنوات، علي الرغم من أنه كان جاهزا تمويليا، فاستغرقنا عامين في تحضير الفيلم وعام للتصوير، فهناك دائما ظروف تكون خارجة عن إرادتك كمخرج في التحضيرات و التصوير.
وأضاف "شوقي": نجاح "يوم الدين" لم يكن شافعا للدخول في تجربة جديدة بشكل سريع، ربما لأني بعد كل عمل أبدأ من جديد كأنه العمل الأول، وهذا ما سوف يحدث بعد هجان، الذي أعتبره فيلما تجاريا، وليس مهرجانات، الأمر متوقف على طريقة التسويق للعمل، فلا يوجد فرق في المحتوى ما بين ذلك وذاك.
وأشار "شوقي" إلى أن طموحه هو وصول أفلامه لكل العالم، وليس مصر فقط أو المنطقة العربية، لأن السينما هي لغة كل العالم، وقال: عندما كنت أحضر لهجان عملت مع "كاستينج دايركتور" عرض عليّ عدد من الأسماء مما سهل الأمر جدا، فاخترت من وسط مجموعة كبيرة من الأطفال من منطقة تبوك، اخترت منهم عمر، وكذلك إبراهيم الحساوي، عرضوا عليّ أسماء كبيرة كثيرة من الفنانين السعوديين، اخترت منهم الفنان إبراهيم الحساوي.
وعن بعض الانتقادات التي وجهت للعمل بسبب لهجة بعض المشاهد قال: اللهجة متغيرة في الفيلم، لأن أول 20 دقيقة الأحداث تدور في الشمال، فاللهجة هنا شمالية، بعدها يتحرك الولد للمدينة فتكون اللهجة بيضاء قريبة من المدينة، وبالتالي فاللهجة متغيرة طوال العمل، مع الاحتفاظ بلهجة "مطر" و "جاسر" فلهجتهما ثابتة طوال الأحداث.
وبسؤاله عن تصوير جزء كبير من الأحداث في صحراء الأردن قال: قمنا بالتصوير في الأردن لأسباب انتاجية، بجانب أنهم لديهم الشكل الجمالي للصحراء التي تتماشى مع الأحداث، وجاهزية المكان لتصوير سباقات الهجن، فهذه المنطقة هي امتداد لمدينة تبوك التي تدور فيها الأحداث.
وعن رسالة العمل وإلقائه الضوء على تحرر المرأة السعودية قال: في المقام الأول كنا نريد تقديم عمل عن سباق الجمال، لأنه يوجد عدد كبير من الجمهور العربي لا يعرف شيئا عن سباقات الجمال، ثانيا كنا نريد تقديم دراما حول طفل اضطرته الظروف للدخول في سباق الهجن، والتحرر من طغيان صاحب الجمل، والجزء الأخير خاص بتحرر المرأة فهو جزء ملموس بشكل كبير في المملكة العربية السعودية، والكل يشعر به.
وعن أسباب مناقشة أفلامه لقضايا الاضطهاد في المجتمعات قال: لم أقصد تناول الاضطهاد بمفهومه بهذا الشكل، فالأهم عندي هو الصراع، وأن يكون هناك شخص له صوت يريد أن يقول أنا متواجد، لذلك فأنا أراه صراعا أكثر ما هو اضطهاد، لأن البطل لديه قضية يريد الدفاع عنها.
وعن أعماله الجديدة قال: أقوم بالتحضير خلال تلك الفترة لعمل جديد إنتاج مصري نمساوي سوف يتم تصويره هذا العام، فنحن بصدد اكتمال التمويل الخاص به، لأنه سوف يكون عملا ضخما جدا.