مع حلول احتفالات عيد الشرطة في الخامس والعشرين من يناير من كل عام تتجدد الذكريات العطرة دائما لشهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بدمائهم من أجل تراب مصر الخالدة ولا ينسى التاريخ ما قدمه رجال الجيش والشرطة وأبناء سيناء في مواجهة الإرهاب الأسود بسيناء منذ عام 2011 و حتى تطهير أرض سيناء من دنس الإرهاب وعودة الحياة مرة اخري لطبيعتها الي ارض سيناء الخالدة تحديدا مسرح العمليات والمواجهات الدامية بين التنظيمات الإرهابية ورجال الجيش والشرطة وخلفهم أبناء سيناء الوطنيين، والتي اسفرت عن سقوط أكثر من 3 آلاف شهيد وأكثر من 13 ألف مصاب بينهم إعاقات خطيرة ومع تجدد ذكريات الشهداء لا ينسى أهالي محافظة شمال سيناء الشهداء الذين سقطوا وضحوا بأرواحهم من رجال الجيش والشرطة والمدنيين، فكان رجال الشرطة من الضباط والجنود يقيمون مع أسرهم في جميع احياء مدن محافظة شمال سيناء وسط الأهالي وبينهم حتى باتوا جزء ونسيج واحد من المجتمع السيناوي.
في منطقة سكنية بمدينة العريش تدعى الساحة الشعبية بدائرة قسم ثان العريش كان يقيم الرائد شرطة الشهيد عبد الله خليل عبد الجواد ابن قرية سمنود، بمحافظة الغربية، كان تعيينه بمديرية أمن شمال سيناء عام 1995، وحصل على سكن خاص به بمنطقة الساحة الشعبية بمدينة العريش بالقرب من مديرية الشباب والرياضة بالعريش وعاش سنوات عمره بالحي محبوبا من جميع جيرانه من أبناء العريش الذين اعتبروه واحدا منهم بل سندا كبيرا لهم كان يلبي جميع مطالب الأهالي بالمدينة ويتدخل لينهي أي إجراءات خاصة بالسجل المدني او المرور او اي مصلحة حكومية فيقول أحد جيرانه تاجر سيارات بالحي يدعي جهاد أبو جزر أن الرائد شرطة عبد الله خليل كان حبيبا لكل الناس ودائما نتذكره بالخير ونترحم عليه كان ضابط شرطة خلوق ومتواضع جدا وكان حبيبا واخ لنا جميعا لم يبخل علي أي حد بتقديم العون والخدمة لكل الناس ففي مناسبات عديدة نتذكره ونترحم عليه ونحزن لفراقه وفجعنا عندما سمعنا أصوات طلقات الرصاص بالحي عام 2016 عندما باغتته العناصر الإرهابية وترصدت له وأنتظر الإرهابيين موعد عودته من العمل وانهالوا عليه بالطلقات النارية بجميع أجزاء جسده ونقلنا الشهيد للمستشفى برفقة نجله هيثم لمحاوله إنقاذه لكن أمر الله كان نافذا واستشهد الرائد عبد الله خليل تراكا ذكرى عطره في ذكراه عند أهالي مدينة العريش
وقالت نجلة الشهيد عبد الله خليل أيناس " بابا اشتغل أكتر من 28 سنة فى شمال سيناء عند عودة والدى الرائد عبد الله خليل عبد الجواد من عمله يوم 28 فبراير 2016 كان متراقب هجم عليه ملثمين أمام المنزل بشارع المعادى دائرة قسم شرطة ثان العريش وأطلقوا عليه طلقات نارية فى مختلف أنحاء جسمه، أخى نقل والدى إلى المستشفى، لكنه استشهد متأثرًا بإصابته حيث اغتالته يد الإرهاب الخسيسة إثر عملية غاشمة وتم تشييع جثمانه فى مسقط رأسه بسمنود بالغربية.
كما أوضحت إيناس نجلة الشهيد عبد الله خليل قائلة: بابا اشتغل فى نجدة شمال سيناء ثم مديرية الأمن ثم الأحوال المدنية واشتغل ضابط اتصال بالكتيبة 101 بشمال سيناء وبابا كنت بشوفه لمدة ساعات قليله بسبب انشغاله في عمله كنت دايما بشجعه وكان دايما بيوصينى على ماما واخواتى هيثم وهاجر، علشان اخد بالى منهم ,بابا كان يخدم الجميع وكان يُسهّل إجراءات عمل شهادات ميلاد أو أى شىء آخر لأهالى شمال سيناء.
وأضافت أنها شعرت بعودة حق والدها ، مؤكدة ثقتها في قدرة الجيش والشرطة في القضاء على باقي الخونة المتورطين في استهداف رجال الجيش والشرطة في ربوع الوطن. ووجهت "إيناس" رسالة إلى والدها الشهيد قائلة: "كان نفسي تكون موجود وتشوف حقك وحق كل الشهداء بيرجع ليكم من كل الخونة والإرهابيين".
و الشهيد الرائد عبد الله خليل كان ضابط الاتصال بالكتيبة 101 بشمال سيناء واستشهد إثر استهدافه برصاص مسلحين أمام منزله في العريش يوم 28 فبراير 2016.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حديث سابق أثناء افطار الأسرة المصرية إن: "عدد الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهة من 2013 وحتى الآن بلغ 3277 شهيدا، إضافة إلى 12 ألف و280 مصابا" وأضاف: "والمصاب هنا هو الذي أصيب إصابة تعيقه عن العودة مرة أخرى".
وأضاف الرئيس المصري في كلمته بحفل إفطار الأسرة المصرية: "أذكر هذا الآن، لأنني أتحسب وأخاف بعد الموضوع ما استقر في سيناء، الناس تنسى ما تنسوش تفجير مديرية أمن القاهرة، ومديرية أمن الدقهلية، وتفجير أبراج الكهرباء وغيره، ده تمن دفعناه كلنا.. البلد دي دفعت ثمن كبير جدا علشان تصل إلى ما نحن فيه، والوضع اللي إحنا فيه حاليا به طريق مملوء بدماء وتضحيات ناس كتير وأسر".
وأكمل الرئيس المصري: "لما أقول سقوط 3277 شهيدا يعني أن 3277 أسرة مصرية تتألم وستتألم طول ما هما موجودين، ودول دفعوا الثمن علشان البلد تعيش، ولما نخلص إزالة العبوات الناسفة والمتفجرات التي كانت موجودة واللي وضعوها في مناطق كتير في رفح والشيخ زويد والعريش، يمكن أن نعلن وقتها تطهير وانتهاء الإرهاب في سيناء"