السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

نيويورك تايمز: الأسرى الفلسطينيون يعيشون ظروف احتجاز مروعة

الأسرى الفلسطينيين
الأسرى الفلسطينيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز"، أكد مكتب حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أن الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في ظروف احتجاز "مروعة"، مع الإشارة إلى أن بعضهم قد تعرض للتعذيب. 
ووفقًا لتقديرات المنظمة الدولية، فإن العديد من الفلسطينيين تم اعتقالهم واحتجازهم في ظروف صعبة، حيث تم الإفراج عن بعضهم وهم يرتدون حفاضات فقط. 
أجرت مراسلة الصحيفة في القدس المحتلة، مقابلات مع عدد من المعتقلين الفلسطينيين، حيث شهدوا على تعرضهم لسوء معاملة بشكل فظيع على يد السلطات الإسرائيلية. ومعتقل يدعى أيمن لباد وصف في حوار مع "نيويورك تايمز"، كيف حاصره جنود صهاينة مسلحين ببنادق هجومية من طراز "إم-١٦"، واعتقلوه شبه عارٍ وأجبروه على الجثو على ركبتيه، مشيرًا إلى أن الواقعة جرت في أوائل ديسمبر الماضي في شمال غزة، حيث اقتيد لباد والعديد من الفلسطينيين من منازلهم. وأظهرت صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو التقطت في تلك اللحظات الصعبة، لباد وآخرين في الشارع يرتدون ملابس داخلية فقط، وهم يقفون في صفوف وسط حلقة من جنود الاحتلال، وهو ما يكشف عن حجم الإذلال والاعتقال الجماعي الذي تعرضوا له. 
وفي أحد مقاطع الفيديو، يظهر جندي يصرخ في وجوه المعتقلين عبر مكبر للصوت، مستفزًا إياهم بشأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لغزة، مصرين على أنهم عناصر من حركة حماس، فيما رد المعتقلون الذي ظهروا حفاة وواضعين أيديهم فوق رؤوسهم، نافين بصوت عالٍ انتماءهم للمقاومة. 
وأفادت "نيويورك تايمز" بأن المعتقلين الفلسطينيين من غزة تم تجريدهم من ملابسهم، وتعرضوا للضرب والاستجواب، وكانوا قد تم حبسهم بشكل انفرادي لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وجاءت تلك الروايات من المعتقلين أنفسهم أو من أقاربهم، مظهرةً حالات انتهاك حقوق الإنسان التي تعتبر صادمة ومروعة. 
وقدمت منظمات تمثل السجناء والمعتقلين الفلسطينيين تقريرًا يتهم إسرائيل بالاحتجاز التعسفي للمدنيين دون تمييز، مؤكدة على تعرضهم لمعاملة مهينة تضر بكرامتهم. 
وقالت الصحيفة الأمريكية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تشن هجومًا واسع النطاق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، اعتقلت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، كما أجبرت تلك القوات بعض المدنيين على مغادرة منازلهم واعتقلت آخرين مع عائلاتهم أثناء فرارهم بحثًا عن مأوى. 
تظهر صور التقطها صحفيون في قطاع غزة للمعتقلين الذين تم الإفراج عنهم حديثًا وهم يخضعون للعلاج في المستشفيات، حيث كانت آثار الأغلال التي ربطوا بها واضحة وهي عبارة عن جروح وندوب على معاصمهم، مما أثار استياءً واستنكارًا. 
وفي تعليقها على استفسارات نيويورك تايمز، زعمت قوات الاحتلال أنها تقوم بتوقيف الأفراد المشتبه بهم في أنشطة "إرهابية"، مع الإفراج عن الأبرياء بعد تبرئتهم، وزعمت أيضًا أن السلطات الإسرائيلية تلتزم بالقوانين الدولية في تعاملها مع المحتجزين، مبررة فحص المعتقلين وخلع ملابسهم بذريعة التحقق من عدم وجود أحزمة ناسفة أو أسلحة مخفية. 
من جهة أخرى، يعارض المدافعون عن حقوق الإنسان هذه الادعاءات، مؤكدين أن احتجاز الاحتلال للفلسطينيين في غزة وتصرفاتها المهينة تشكل انتهاكًا للقوانين الدولية، ويشككون في مبررات الفحص الجسدي الذي يفرض على المعتقلين. 
في تقرير حديث نشرته عدة منظمات حقوقية فلسطينية، بما في ذلك هيئة الأسير الفلسطيني ومنظمة الضمير، تم الكشف عن اعتقالات جماعية نُفِّذَت بوحشية وبشكل غير مسبوق من قبل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، خلال حملته الأخيرة من القصف والغزو البري. 
وإضافة إلى ذلك أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، طريقة لا إنسانية في معاملة المعتقلين، حيث ظهرت أيديهم مقيدة وأحيانًا كانوا يرتدون ملابس داخلية وجالسين على ركبهم في ظروف جوية قاسية. وفي تطور مثير للاستنكار، أبقت إسرائيل على مصير المعتقلين الفلسطينيين من غزة في غموض تام، حيث رفضت الكشف عن أعدادهم ومنعت المحامين والصليب الأحمر من زيارتهم. 
وبينما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تلقيها تقارير يومية من عائلات المعتقلين، فإن تقديرها يشير إلى وجود حوالي ٤ آلاف حالة اختفاء قسري لفلسطينيين من غزة، حيث يُعتقد أن نصف هؤلاء محتجزون حاليًا من قبل الجيش الإسرائيلي.