من جديد تحاول جماعة الإخوان الظهور في المشهد السياسي، رافضة الاعتراف بأن الزمن تجاوزها، وأن الوعي الشعبي صار عصيا على الاختراق، فضلا عن التزييف.
وتتجاهل جماعة الإخوان ما تعيشه من حالة تفتت، وانهيار، وفقدان للمصداقية، هي الأعنف في تاريخها، وتسعى إلى مغازلة القلة الباقية من أتباعها، بهدف إيهامهم بأنها مازالت قادرة على التأثير.
وتعتمد خطة الوهم الإخوانية على إطلاق لجانها الإلكترونية لإثارة الشائعات، والدعوة إلى التظاهر، بالتزامن مع ذكرى 25 يناير، وهو ما قوبل بحالة عزوف وتجاهل تام من المواطنين، تأكيدا على موت الجماعة في مصر، بعد أن لفظها الشارع، وانفض من حولها الجميع تقريبا.
دعوات التظاهر أطلقها قادة التنظيم المدرج بقوائم الإرهاب، وفي مقدمتهم الإخواني الهارب في تركيا محمود فتحي، لكنها دعوات لقيت المصير ذاته الذي تلقاه الجماعة في مصر، وهو التجاهل التام من الشعب، واليقظة الدائمة من أجهزة الأمن.
الجماعة الإرهابية بلا تأثير
تعليقا على محاولات الجماعة للعودة إلى المشهد، أكد الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية، أن الجماعة تعيش في كهف من الخيالات والأوهام، التي تجعل قادتها غير مدركين أن الواقع تجاوز جماعتهم.
وأوضح الدياسطي أنه مع كل خطة تحاول الجماعة تطبيقها أملا في العودة، تجد نفسها محاصرة بتجاهل وعزوف جميع فئات الشعب، لا سيما بعد أن زادت نسبة الوعي الفردي، وأصبح المواطنون على دراية بأكاذيب وأباطيل الجماعة، وسعيها للمتاجرة بالشعارات، من أجل دفع الناس إلى تحقيق أهداف الجماعة، المعتمدة على تخريب الأوطان، وتدمير مقدراتها لإخضاعها، عبر عمل ممنهج يتم خلاله توظيف اللجان الإعلامية التابعة لها، بغرض ترويج الشائعات وتكريس الإحباط والتحريض على العنف، وزعزعة الاستقرار والسلام المجتمعي.
وشدد الدياسطي على أن جماعة الإخوان انتهت يوم خرج الشعب ثائرا ضدها في 30 يونيو، ليكتب بذلك شهادة وفاة التنظيم الأخطر ربما في تاريخ العالم.
الإخوان جماعة بلا ظهير
من جهته وصف عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، جماعة الإخوان بأنها "جماعة خاوية وبلا ظهير في مصر"، مشددا على أن الجميع يدركون الآن أنه لا هدف للجماعة سوى الصدام مع الدولة.
وأشار عبد المنعم إلى أن الجماعة فقدت تركيبتها في مصر، وتفتت تماما، وهو ما يفكر قادتها حاليا في وسيلة لتلافيه عبر خطة ممنهجة تعتمد على إثارة الرأي العام.
وشدد عبد المنعم على أن الرفض الشعبي للجماعة، وانكشاف أنها من أهم الأسباب التي دفعت البلاد لمرحلة حرجة للغاية، كان له أثر مهم في دحرها.
واتفق عبد المنعم مع الرأي القائل بأن اليقظة الأمنية من أهم أسباب دحر الجماعة وتراجعها، لا سيما في ظل إجهاض 129 محاولة لتكوين بؤر إرهابية، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عدد من الكيانات التجارية التي تقدّر قيمتها السوقية بـ3.6 مليار بسبب دعمها للإخوان، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية.