تتداول أسعار الذهب في نطاق ضيق يوم الجمعة وتتجه للأسبوع الثاني على التوالي من الانخفاض، حيث يستمر قلق المتداولين بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية بعد بيانات النمو يوم أمس، مع التركيز الآن على بيانات التضخم الرئيسية واجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي.
شهد الذهب تداولات ضعيفة خلال جلسة اليوم الجمعة حول المستوى 2020 دولار للأونصة، ليسجل أعلى مستوى عند 2025 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2018 دولار للأونصة.
الذهب في طريقه إلى تسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي وبذلك يكون الذهب قد انخفض منذ بداية العام بنسبة 2% في طريقه لتسجيل أول انخفاض شهري بعد 3 أشهر متتالية من المكاسب، وفق تحليل جولد بيليون .
يوم أمس صدرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي عن الاقتصاد الأمريكي في الربع الرابع، ليشهد الاقتصاد نمو أعلى من المتوقع بنسبة 3.3% بينما كانت التوقعات تشير إلى نمو بنسبة 2.0%، وكان الاقتصاد الأمريكي قد سجل نمو في الربع الثالث بنسبة 4.9%.
البيانات الأمريكية أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي نما بشكل أسرع من المتوقع في الربع الرابع مع انحسار الضغوط التضخمية وسط إنفاق استهلاكي قوي، مما يشير إلى أن الاقتصاد بدأ عام 2024 بشكل قوي.
الاقتصاد مستمر في اظهار مرونة بشكل كبير وهو الأمر الذي يقلل من توقعات خفض الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من هذا العام، ويعمل هذا على زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب الذي يحقق استفادة في حال تراجع الفائدة بسبب خروج الاستثمارات بشكل تدريجي من أسواق السندات الأمريكية وقطاع البنوك إلى سوق الذهب.
في المقابل استطاع الدولار الأمريكي الحفاظ على مكاسبه للأسبوع الثاني على التوالي وذلك في ظل الدعم الذي حصل عليه من البيانات الاقتصادية الإيجابية، فقد ارتفع مؤشر الدولار منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.2% وسجل أعلى مستوى في 6 أسابيع خلال تداولات الأسبوع.
قوة الدولار الأمريكي أجبرت أسعار الذهب على التذبذب والتراجع معظم فترات تداول الأسبوع، في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.
من جهة أخرى تشهد إجراءات التحفيز التي اتخذتها الصين ردود أفعال إيجابية في الأسواق وتسببت في تراجع المخاوف وتزايد الطلب على المخاطرة من قبل المستثمرين. بالإضافة إلى هذا تشهد الأسهم الأمريكية في وول ستريت سلسلة من الارتفاعات القياسية مما يعكس ارتفاع الطلب على المخاطرة على حساب الذهب الذي يعد أهم استثمارات الملاذ الآمن.
مؤشر VIX الذي يعد مقياس للمخاطرة يظهر انخفاض خلال هذا الأسبوع عند أدنى مستوى في أسبوعين واقترب من أدنى مستوياته في 7 أسابيع، الأمر الذي يدل على تحسن الإقبال على المخاطرة حاليًا في الأسواق المالية وبالتالي ينعكس هذا بالسلب على أسعار الذهب.
أما عن جلسة اليوم فتنتظر الأسواق صدور بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي بخصوص نفقات الاستهلاك الشخصي والذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي الأمريكي.
مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي السنوي متوقع أن يظهر ارتفاع بنسبة 2.6% دون تغير عن القراءة السابقة، بينما المؤشر الجوهري السنوي يتوقع تسجيل ارتفاع بنسبة 3% بأقل من القراءة السابقة بنسبة 3.2%.
توقعات التضخم للمؤشر الجوهري تستمر في الإشارة إلى انخفاض في معدلات التضخم، وهو ما يبقي توقعات خفض الفائدة في وقت قريب من هذا العام متواجدة على الساحة بالرغم من تراجعها بشكل كبير خلال الفترة الماضي.
الأسبوع القادم موعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي مع توقعات بتثبيت أسعار الفائدة والسياسة النقدية بدون تغير، ولكن يبقى الترقب في الأسواق لأية إشارات من البنك أو رئيسه بشأن مستقبل أسعار الفائدة إمكانية خفض الفائدة هذا العام.
اقتصاد
للأسبوع الثاني على التوالي. الذهب يتجه للخسائر في البورصة العالمية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق