السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شريف بكر في حواره لـ«البوابة»: معرض القاهرة من أهم المعارض الدولية وقِبلة للناشرين.. نعمل وفق خطة ورؤية ومنهج.. ونتبع أسلوب التجربة في معرفة السوق

الناشر شريف بكر
الناشر شريف بكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«نصنع المعرفة.. نصون الكلمة».. بهذا الشعار تنطلق فعاليات الدورة الـ55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب بأرض مصر للمعارض الدولية، وفي هذه الدورة التي تحمل اسم اثنين من أهم المفكرين والكتاب الذين أثروا الحياة الثقافية والفكرية، وهما الدكتور سليم حسن، والأديب يعقوب الشاروني، والذي رحل عن عالمنا أواخر عام 2023.

نعم، فنحن نصنع المعرفة منذ فجر التاريخ، وسطرت تلك المعرفة الحضارة المصرية القديمة بداخل المعابد ولفائف ورق البردي، الذي يحمل بين ثناياه نور المعرفة في شتى العلوم والفنون وشتى علوم الحياة الإنسانية، «نصنع المعرفة» وهو الشعار الذي بات واضحًا في النهج الذي تتخذه دور النشر من خلال رؤيتها المختلفة في صناعة المعرفة.

فقد شهد قطاع النشر العديد من الإشكاليات خلال الفترات السابقة فقد شهد انحدار – إلى حد ما- في الهدف أو الرؤية لعملية صناعة النشر، وأصبحنا نرى بعض الإصدارات التي لا تحمل قيمة معرفية حقيقية، هي التي تتصدر المشهد الثقافي المصري والعربي، وفي ظل التطور التكنولوجي الرهيب، وأصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة بفضل التطور الهائل في الثورة التكنولوجية لاسيما تكنولوجيا الاتصالات بات الاطلاع على الثقافة الغربية أمرًا سهلًا.

مشروعات ريادية
وظهر الكثير من دور النشر التي تعود بحركة صناعة النشر لوظيفتها الأولى وهي نشر المعرفة، بغض النظر عن الأرباح المحتملة، فمنهم من أخذ على عاتقه توفير الكتاب في سعر مناسب للجمهور، وهو المشروع القومي الذي بدأ مع مشروع القراءة للجميع للهيئة العامة للكتاب، والذي ساهم في بناء وعي جيل كامل أواخر فترة الثمانينيات وفترة التسعينيات من القرن العشرين وحتى وقتنا الراهن، وأيضًا الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي أصبح مشروع النشر لديها من المشروعات الريادية لاسيما فيما يتعلق بإعادة نشر أمهات الكتب، وأيضًا المشروع القومي للترجمة والذي يعمل على رفد الساحة الثقافية والعربية بأهم الترجمات في شتى العلوم الإنسانية من مختلف أنحاء العالم، والمجلس الأعلى للثقافة، وغيرهم من قطاعات وزارة الثقافة المصرية المنوطة بعملية النشر.

ونأتي أيضًا في سياق آخر وهي دور النشر الخاصة أو الناشر الذي أخذ على عاتقه نشر المعرفة وتحمل تكاليف صناعة النشر منفردًا، والذي يعاني كثيرًا في الفترة الأخيرة لاسيما دور النشر الناشئة أو الصغيرة، لكن السؤال هنا الذي يطرح نفسه هل استطاعت تلك الدور أن ترسم ملامح واضحة لخطة النشر لديها وفق رؤية واستراتيجية هادفة فمنهم من اتخذ على عاتقه عملية الترجمة ورفد الساحة الثقافية المصرية والعربية في الخوض بمجالات جديدة مثلما حدث مع دار العربي للنشر والتي بدأت بترجمة أدب الجريمة، ومنهم من تخصص في اللغة الصينية مثل مؤسسة بيت الحكمة، ومنهم ما ساهم في إعادة نشر الأعمال الإبداعية الكاملة لكبار الأدباء والكتاب والمفكرين مثل دار الشروق ونهضة مصر وغيرهما، ومنهم من عمل على إتاحة النشر للأدباء العرب في السوق المصرية ورفد الساحة الثقافية بأسماء جديدة سواء المصريين منهم أو العرب وفتح المجال للكتابات الإبداعية الشبابية مثل دار العين للنشر والتوزيع، وأيضًا هناك دار المعارف وما لديها من كنوز فكرية قديمة ومعاصرة والدار المصرية اللبنانية ودار سما، والتي استطاعت كل من دور النشر هذه أن تضع بصمتها المتفردة التي تمتاز بها بين دور النشر الأخرى.

وعلى مدار أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، تحاور «البوابة» دور النشر المختلفة حول رؤيتها وتوجهاتها في قطاع صناعة النشر وكيف استطاعوا عمل إنجازات كل في مجاله وأصبحت لهم بصمتهم المميزة.

 

برنامج «القاهرة ينادي» يجذب الناشرين من مختلف أنحاء العالم.. لدينا أكثر 125 إصدار جديد في معرض هذا العام.. ولدينا ترجمات من أكثر 14 لغة أصلية ومنها النرويج

حصولنا على جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعطتنا دفعة قوية.. أصبحنا نُدقق في اختيار الإصدارات ونوعيتها.. نقدم خصومات كبيرة لقراء العربي.. و«ساعة الحظ» مستمرة طوال أيام المعرض

وعن رؤية دار العربي للنشر والتوزيع، قال الناشر شريف بكر، في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إنه كان من الناشرين المحظوظين في بداية عمله بقطاع النشر في حصوله على دورة تدريبية مع معهد جوته، والتي كانت تتمحور حول كيفية بناء استراتيجية لبناء دار نشر، وكان يقصد بعملية البناء هي القدرة علي عمل برنامج لخطة النشر الخاصة بالدار، وفي الحقيقة كان هذا التدريب بمثابة أمرًا جديدًا تمامًا علينا جميعًا، إذ أننا قبل هذا التدريب كنا نعمل بالفطرة، لكن هذا التدريب أفادنا بشكل كبير في كيفية وضع أسس لموضوعات النشر، ويتم تقسيم الموضوعات وفقًا لمتطلبات السوق، ولا بُد أن تتوافر فيها القواعد والطرق مع الوضع بعين الاعتبار الفئات المستهدفة.

وتابع «بكر»، أنه بناءً على تلك الفئات المستهدفة تبدأ دار النشر بالعمل وفق خطة منهجية والتي يكون من شأنها عمليات اختيار النصوص المراد طباعتها وأيضًا نوع الغلاف، وأيضًا الأسعار، وهو ما ساعدنا بشكل كبير في البداية أي منذ ما يقرب من 14 عامًا، وكنا وقتها نفكر في عملية الترجمة في بناء هوية لدار العربي، وأن يكون لها شكل وهوية معروفة وتميزها بين دور النشر الأخرى، وهذا الشكل الذي وضعناه نُصب أعيننا من البداية ساهم في مساعدة الكثير من الناشرين وضع أهداف وتخصص ويركز فينا يقوم بعمله، ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، وإنما يعمل الناشر على بنائه بشكل جيد، ليضع بصمته التي تميزه بداخل سوق النشر.

التجربة والاستمرار وفتح أفاق جديدة
ولفت مدير دار العربي للنشر إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على وضع الرؤية وخطة النشر والتخصص والفئات المستهدفة، إنما أيضًا لا بُد أن يتبع كل ذلك المثابرة والاستمرارية في التجربة والمحاولة المستمرة، وألا يتم اللهث وراء الرائج، وهو ما يُحقق قصص النجاح لأي دار نشر، وبالفعل وصول عدد من دور النشر في تحقيق رؤيتها واستراتيجيتها شجع الكثير من الناشرين الجدد في السير على نفس النهج أو الخطط التي وضعتها دور النشر التي نجحت في تحقيق أهدافها.

واستطاعت دار "العربي" للنشر في تحقيق طفرات، فيما تقدمه للجمهور، فهي تعتبر من أولى دور النشر التي خاضت تجربة ترجمة ما يطلق عليه بأدب الجريمة، والتي كان لها السبق في ترجمة هذا النوع الأدبي.

وفي هذا السياق، قال الناشر شريف بكر، إنه في الحقيقة منذ البداية قد تنبهنا لسلاسل من الإصدارات في العالم الغربي والتي حققت نجاحًا لافتًا، وبالفعل بدأنا عملية البحث عن هذه النوعية من السلاسل وتتبعنا خطاها حتى تمكنا من معرفة كل ما يتعلق بها، كما أننا قمنا بعمل دراسات للسوق من خلال معرفة قياس نجاح أو فشل بعض التجارب الأخرى في هذا السياق، وبالفعل حينما انتهينا من مرحلة الدراسة بدأنا خوض التجربة والبناء، حتى أصبحت لدينا نوعية من القراء الذين يهوون ويرغبون في هذه النوعية من الترجمات، وهي أدب الجريمة، والذي بفضله أصبح هناك تشكيل للوعي المجتمعي، وظهرت كتابات متنوعة تتناول أدب الجريمة في سياقاتها، وظهر كتاب وكاتبات متخصصون في أدب الجريمة.

وأضاف «بكر»، أن أفضل طريقة للنشر ودراسة السوق هي خوض التجربة نفسها، فمن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها في البداية هو الاعتقاد بأننا نفهم ما يريده الجمهور، وعلى العكس تمامًا، تيقنت أن التجربة هي خير دليل على المعرفة، ومن وقتها تتبعت تلك الخطوات، ألا وهي خوض التجربة والتي منها تتضح المعرفة الحقة.

وعن إصدارات دار العربي للنشر في معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ55، أوضح «بكر»، أن هذا العام لدينا أكثر من 135 عنوانًا، منها ما يقرب من 59 رواية مترجمة، وأن عملية النشر في دار العربي للنشر لا يقتصر تصدره من إصدارات جديدة على الترجمة، وإنما أيضًا يمتد مشروعها في تقديم كل ما يتعلق بالمعارف العامة، وبعض المعارف التي أثارت تعجب الكثيرين حين تم ترجمتها مثل تاريخ الجري وهو كتاب مترجم من النرويجي – على سبيل المثال- وغيرها من الإصدارت التي رأينا أن السوق المصرية والعربية تفتقدها.

وعن جديد العربي في معرض الكتاب، أكد «بكر» على أن الدار تُقدم ولأول مرة كتب إصدارات باللغة الإنجليزية لكتاب مصريين، ومنها بعض الكتب الأكاديمية، والآخر في الذكاء الاصطناعي، وهي تجربة جديدة تخوضها العربي، كما أن «العربي» تُقدم أكثر من 8 إصدارات يتناول موضوع الذكاء الاصطناعي «AI» وأيضًا، وموضوعات أكاديمية، والتي كتب أغلبها على أيدي أكاديميين متخصصين كل في مجاله، وهي التجربة الجديدة التي نخوضها في معرض الكتاب، كما أن لدينا أكثر من 25 كتابًا مترجمًا من الأدب النرويجي.

القاهرة تُنادي
وعن مبادرة «القاهرة تُنادي» أو «Cairo Cooling»، وهي المبادرة التي تستمر على العام السابع على التوالي، وتم إطلاقها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قال الناشر شريف بكر، وهو المؤسس لهذه المبادرة التي تستهدف استعداء كل الناشرين من جميع أنحاء العالم، وذلك لعقد شراكات مع الناشرين المصريين والعرب، أن هذه السنة السابعة لمبادرة «القاهرة تُنادي»، وهذا العام سيشهد حضور ما يقرب من 40 ناشرًا من 25 جنسية، وهناك جزء كبير من الناشرين النرويجيين باعتبار مملكة النرويج دولة ضيف الشرف، كما أن هناك جنسيات من دول مختلفة، ومنهم ألبانيا وكوريا ولادفيا وليتوانيا، ونستطيع القول إن معرض القاهرة يعتبر من أهم معارض الكتاب في العالم وأصبح وجها لجميع الناشرين من مختلف أنحاء العالم.

ساعة الحظ
وعن مفاجآت «العربي» بمعرض الكتاب، أكد «بكر» على أن الدار مُستمرة في تقديم خصومات لقرائها بمعرض الكتاب، والتي تصل إلى 25%، هذا بالإضافة إلى «ساعة الحظ» والتي يتم فيها زيادة الخصم على المشتريات، وأيضًا نقدم مبادرة «كارت الولاء» والتي يتم فيها إعطاء خصم إضافي لقراء العربي والذي يُعطي خصمًا بمقدار 5% إضافة، هذا بالإضافة إلى أن الدار لم تقم برفع أسعار الكتب، نظرًا لأن أغلب القراء لدينا من فئة الشباب.

جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز
وعن حصول دار العربي على جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للنشر، قال «بكر»، إن حصول الدار على هذه الجائزة كانت إشارة على أننا نسير في الطريق الصحيح، وحصولنا على الجائزة أعطتنا دفعة قوية بأن نعمل بشكل أكبر، ونأمل في الحصول على جوائز أخرى، من خلال الاهتمام بالجودة فيما يقدم من ترجمات، لاسيما وأن مبررات حصولنا على الجائزة هي أن الدار قامت بالترجمة من عدة بلدان وعدة لغات، وأن هناك تنوعًا فيما يتم تقديمه من ترجمات خاصة بعض الدول التي لا يتم الترجمة منها بشكل مباشر مثل البوسنة، وأننا نذهب بشكل دائم لأماكن أغرب وأصعب، كما أننا لدينا ترجمات من اللغة الأم بشكل مباشر والتي تصل إلى 14 لغة منها النرويجي والفلندي والأيسلندي، والذي ساهم بشكل كبير في التعرف على ثقافات تلك الدول من خلال الترجمات، كما أنه ساهم بشكل كبير في لفت النظر حول المترجمين وزيادة عددهم.
 

 

الناشر شريف بكر