أثرت أزمة السكر على مزاج المصريين خلال الآونة الأخيرة حيث ارتفعت الأسعار لتقارب الـ50 جنيهًا ثمن الكيلوجرام الواحد، ولكن هناك محاولات للخروج من الأزمة عن طريق زراعة مساحات تقارب الـ50 ألف فدان بنظام الشتلات بقصب السكر بحسب ما ذكره "السيد القصير" وزير الزراعة واستصلاح الأراضي حول المشروع القومي للتحول إلى زراعة قصب السكر بنظام الشتلات.
وهنا رحب الخبراء بأهمية المشروع الذي يُساهم في زيادة الإنتاجية بقرابة 80% للفدان الواحد وتقليل استهلاك المياه بقرابة 30% وتقليل استخدام كميات التقاوي ناهيك عن تقليل كُلفة مكافحة الأمراض وتثبيت مستوى الإنتاج على مدار السنة، وطالبوا بتوفير الإرشاد الزراعي وتوفير الدعم المالي لتشجيع المزارعين على التحول لأنظمة الري الحديثة.
بدوره أكد "القصير" وزير الزراعة، على الاهتمام الذي توليه الدولة والقيادة السياسية، لهذا المشروع، نظرا للفوائد التي تعود على المزارع نظير هذا التحول، والتي يأتي على رأسها زيادة الإنتاجية، بما يساهم في زيادة دخله، وزيادة إنتاج مصر من السكر باعتبارها سلعة استراتيجية هامة.
وأشار لأهمية وضع آلية محددة، لنظم الإدارة، بمحطة إنتاج شتلات القصب بكوم أمبو، بأسلوب علمي وتكنولوجي حديث، بحيث تشمل الآلية ما يتعلق بالحوكمة، وأسلوب التسويق، والتوعية، وعمليات الرقابة والتشغيل.
بدوره يقول الدكتور أحمد ذكى أبو كينيز، أستاذ المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية، الزراعة بنظام الشتلات يزيد الإنتاج من المتوسط الحالي لفدان قصب السكر 31 إلى 32 طنًا إلى 55 طنًا للفدان الواحد على مستوى محافظات الزراعة الرئيسية مثل أسوان والأقصر وقنا وسوهاج والمنيا، علاوة عن توفير كميات التقاوي المستخدمة خاصة أننا نزرع سنويًا 50 ألف فدان قصب سكر تستهلك 300 ألف طنًا تقاوي بالطرق القديمة وتحتاج 50 ألف طن تقاوي بتوفير 250 ألف طن تقاوي تنتج 25 ألف طنًا للسكر عبر المصنع بأسعار 700 دولار للطن الواحد ما يجعلنا أن تقترب من الاكتفاء الذاتي.
وأضاف أبو كينيز لـ«البوابة نيوز»: رفع الإنتاجية من 30 إلى 55 طنًا بزيادة تقارب 80% ما يمثل زيادة رأسية كبيرة بنفس مقدار المياه علاوة عن الوصول بالمصانع بالطاقة التصميمية لها وذلك غير موجود الآن بسبب تناقص قصب السكر ما يقلل فواتير الاستيراد علاوة عن تحسن دخل المزارع علاوة أن نظام الشتلات يستهلك كميات مياه أقل 30% عن طريق الري بالغمر في الزراعة القديمة وستكون النقلة الأهم عن تطبيق أنظمة الري الحديثة مثل التنقيط والرش وتقليل الأمراض لأنها تقاوي معتمدة.
وأكد وزير الزراعة على جودة التقاوي والأصناف المنتخبة، وأن تكون تقاوي معتمدة، ذات نسبة إنبات عالية، وقوية في المجموع الخضري لها، لضمان تحقيق النتائج المرجوة، مشيرا لأهمية التوسع في التوعية ونشر الوعي بأهمية التحول لزراعة قصب السكر بنظام الشتل، والفوائد التي تعود على الفلاحين، وذلك من خلال الفرق البحثية والمدارس الحقلية والحقول الارشادية والقوافل الزراعية، فضلا عن التواصل الدائم والمستمر مع المزارعين، وتقديم سبل الدعم الفني لهم.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي: تتراوح المساحات المزروعة بقصب السكر ما بين 280 إلى 300 ألف فدان، وهناك اهتمام من القيادة السياسية منذ العام الماضي على الاهتمام بزراعة الشتلات وهي خطوات هامة وسيكون لها مردود كبير على الانتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل فواتير الاستيراد علاوة عن توفير الاستهلاك للمقننات المائية بدلا من 6 آلاف متر مكعب للمياه لنحو 4 آلاف متر مكعب مياه.
ويضيف صيام لـ«البوابة نيوز»: نحتاج للتوعية والإرشاد ونقل التجارب والخبرات للمزارعين في جميع أنحاء الجمهورية علاوة عن توفير الدعم المالي للمزارعين للتحول لأنظمة الري الحديثة خاصة أن كلفة الفدان الواحد تصل إلى 40 إلى 50 ألف جنية وهنا يستلزم توفير تمويل طويل الأجل وهناك أخبار حول تصريحات بتوفير الدعم المالي للمزارعين للمساهمة في نجاح التجربة.