"وبالوالدين إحسانا".. اهتمت كل الأديان السماوية بالوالدين وحثت الإنسان على حسن معاملتهما، فهي أهم قضية تُبنى عليها المجتمعات، خاصة مجتمعاتنا العربية التي اهتمت كثيرًا بها، فكان العرب قديمًا يرون أن عقوق الوالدين بمثابة إعلان وفاةٍ للعاقِّ، وضربوا في ذلك أكثر من مثل منها: «العقوقُ ثُكْلُ مَن لم يَثْكَلْ».. بينما كان بر الوالدين وحسن معاملتهما، محل فخر واعتزاز كقول الشاعر الجاهلي عَبيد بن الأبرص:
«لعَمْرُك إنِّني لأعفُّ نفسي .. وأسترُ بالتكرم مِن خصاصِ
وأُكرِمُ والدِي وأصونُ عِرضي .. وأكرهُ أن أُعدَّ مِن الحِراصِ»
كل هذه الكلمات والأمثلة لا تعبر عن قيمة الوالدين للإنسان، فجنة الدنيا هي رضاهم، لكن الله عز وجل أوضح عن عقوق الوالدين في قوله «ومن أولادكم عدو لكم فاحذروهم»..
هذه الآية كانت خيرُ مثال لواقعة من أبشع الجرائم الأسرية التي شهدتها مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، وذلك بعد أن خططت فتاة مراهقة لقتل والدها وأعدت له أدوات القتل، وأعطت الإشارة لخطيبها لتمزيق جسد والدها وإلقائه في مصرف مائي، ويتم العثور عليه فيما بعد في حالة تعفن رمية.
الواقعة علمت بها الجهات الأمنية عندما عثر عدد من أهالي قرية أبو دشيشة بمركز بلقاس محافظة الدقهلية على جثمان شخص فى العقد الرابع من عمره مقتولا وملقى بجانب الترعة المارة فى القرية “بحر أبو دشيشه”، ليتبين ان الجثمان لفني تصليح الكترونيات بالقرية يدعي أشرف السعيد عبدالحميد، قامت ابنته بمعاونة خطيبها بالتخلص منه وإلقاء جثمانه.
اعترافات الفتاة
وأمام جهات التحقيق بالنيابة العامة.. أدلت «منة أشرف السعيد» ذات الـ16 عاما والمتهمة بالتخلص من والدها الذي يبلغ من العمر 48 عامًا، بالإتفاق مع خطيبها ويدعى «محمد . أ. م» صاحب الـ 19 عاما بقرية أبودشيشة التابعة لمركز بلقاس فى محافظة الدقهلية، باعترافات تفصيلية حول سبب ارتكابها الواقعة وطريقة تنفيذها .
كان بيضربنى
وأكدت المتهمة في اعترافاتها أن والدها يعمل فني إصلاح إلكترونيات، وقد توفيت والدتها قبل سنوات وتزوج والدها من سيدة أخرى وبعدها انفصلا ورغم أنها الابنة الوحيدة لوالدها إلا أنه كان قاسيا عليها ودائم التعدى عليها بالضرب.
عايز يتجوز قبلنا
وأضافت أن خطيبها طلب من والدها من قبل إتمام زواجها حتى تتمكن من العيش بعيدا عنه والهرب من قسوته إلا أنه رفض بحجة أنها لم تتم السن القانونية، وبعد ذلك علمت أن والدها يريد الزواج مرة أخرى مما أدى إلى قيامها بالتفكير فى التخلص منه.
وأشارت إلى أنها تحدثت فى الموضوع مع خطيبها وأقنعته بمساعدتها فى التخلص منه حتى يتمكنا من الزواج سريعا، واتفقت معه على استدراج والدها خارج المنزل وجهزت له «ملاية سرير وسكين» ووضعتهم له فى التوك توك خاصته، وعندما وصل المجنى عليه لمكان المقابلة سدد له خطيبها عدة طعنات مما أدى إلى مصرعه وقام بلفه فى ملاية السرير وإلقائه فى الترعة محل العثور على الجثمان .
اعترافات خطيب الفتاة
وأمام النياة اعترف خطيب الفتاة الذي يدعي «محمد أ.م» ويبلغ من العمر 19 عامًا، باعترافات تفصيلية حول ارتكابه الواقعة، بعدما أكد أن خطيبته كانت دائما ما تشتكي من سوء معاملة والدها لها وكان دائم التعدي عليها بالضرب، وأنه طلب من الضحية سرعة إتمام زواجهما لإبعاد ابنته عن أذاه، إلا أنه رفض، وأصر على الانتظار لمدة 3 سنوات حتى تتم المتهمة السن القانونية، وبعدها فوجئ الشاب وخطيبته بأن والدها بريد الزواج مرة ثالثة، فعرضت الفتاة علي خطيبها فكرة التخلص من والدها فوافق بعدما اقنعته، بأن هذا الأمر سيسرع من اتمام زواجهما.
وفي سبيل ذلك اتفق مع خطيبته على استدراج والدها خارج المنزل، وفي مكان وتوقيت الواقعة، اتصل المتهم بوالد خطيبته وطلب منه الحضور لمساعدته بعدما تعطلت به دراجته النارية “توك توك” على الطريق.
خطيبته أعدت له أدوات الجريمة
واستكمل المتهم اعترافاته بأن خطيته أحضرت له أدوات الجريمة «الملاية والسكين»، وانتظر الضحية حتي حضر له بمكان الواقعة، وأثناء مساعدته في إصلاح دراجتة النارية، أجهز عليه وسدد له أول طعنة في الرقبة ثم ألحقها بأخرى، وطعنتين أخريين في الرأس والصدر حتى تأكد من وفاته وقام بتقيد جثة المجني عليه بحبال بلاستيكية، ثم قام بلفه بالملاية، وألقاه في المياه مكان العثور عليه، وفر هاربًا حتى تم القبض عليه .
وشيع المئات من أهالى قرية أبودشيشة، جثمان العامل، وخرج الجثمان من المسجد الكبير بأبودشيشة وسط تعالي صرخات والدة الضحية والأهالي حزنا على فراق المتوفى وتخلص نجلته الوحيدة منه.
وانتهى الطب الشرعي من تشريح جثمان المتوفى"أشرف.ا.ع"،48 عاما، بمشرحة مستشفى المنصورة الدولي وأمرت النيابة العامة بتسليم الجثمان لذويه والتصريح بالدفن.
بلاغ الواقعة
كان ضباط وحدة مباحث مركز شرطة بلقاس قد ألقوا القبض على كل من "منة.أ"،16عاما، وخطيبها "محمد .أزم."،19عاما، سائق توك توك بعد قيامهما بالتخلص من والد الأولى، ويعمل فني تصليح أجهزة كهربائية وتركيب دش، بعد أن طلب المتهم الثاني من الضحية سرعة إتمام زواجهما إلا أن الأخير رفض، وأصر على الانتظار لمدة 3 سنوات حتى تتم نجلته المتهمة السن القانونية، لكونها قاصرا.
واتفق المتهم مع مع خطيبته على استدراج والدها خارج المنزل، واتصل به وطلب منه الحضور لمساعدته بعدما تعطلت به دراجته النارية على الطريق، وحين وصوله سدد له 4 طعنات حتى تأكد من وفاته.
حضرت المتهمة نجلة الضحية الى مكان الجريمة وبحوزتها "ملاية وحبل بلاستيك وقامت بربط والدها ولفه ثم اشتركت مع خطيبها بإلقاء جثمانه على شاطئ أحد المصارف المائية"بحر أبودشيشة"، وادعت اختفاءه منذ مساء الأربعاء الماضي، ثم عادت وأكدت أن والدها تواصل معها وأبلغها بقيامه بتركيب دش لدى أحد الزبائن ، لتنهار وتعترف بتفاصيل ارتكاب جريمتها.
البداية كانت بتلقي اللواء مروان حبيب، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء محمدعبدالهادي، مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغ لمأمور مركز شرطة بلقاس من أهالي قرية أبودشيشة التابع المركز بالعثور على جثمان أحد الأهالي بالقرية مقتولا وملقى بجانب بحر أبودشيشة.
انتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة بلقاس بقيادة المقدم محمد البنا، رئيس المباحث وبالفحص تبين وجود جثمان "أشرف.ا.ع،48 عاما، فني تصليح إلكترونيات ومقيم ذات القرية.
كلف مدير المباحث بتشكيل فريق بحث من ضباط فرع البحث الجنائي بغرب الدقهلية بقيادة العقيد دكتور شريف أبوشعيشع، رئيس الفرع وضباط وحدة مباحث مركز شرطة بلقاس تنسيقا مع ضباط فرع الأمن العام، وتوصلت التحريات الى تخلص نجلة المجني عليه وتدعى "منة"،16 عاما، من والدها بمعاونة خطيبها "محمد.أ.هـ"19 عاما، وإلقاء جثمانه بجانب الترعة.