يوافق غدًا، الخميس، 25 يناير 2024 الذكرى الـ 72 لـ«عيد الشرطة»، اليوم الذي كان شاهدًا على بسالة وشجاعة أبطال الشرطة المصرية في تصديهم للقوات البريطانية في هذا اليوم عام 1952، والذي عرف بـ«معركة الإسماعيلية» الشهيرة، وسطر فيها الأبطال أروع مثل على تضخيات رجال الشرطة فداءً للوطن.
في معركة الإسماعيلية، سقط ضحيتها 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجال الشرطة الأوفياء، والتي كانت معركة صمود أمام جنود الاحتلال البريطاني، ويحتفل به المصريين ورجال الشرطة أيضًا منذ سنوات طويلة ماضية، تخليدًا لذكرى الأبطال.
تفاصيل معركة الإسماعيلية
بدأت معركة الإسماعيلية، صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952، حيث استدعى القائد البريطاني في منطقة القناة «البريجادير أكسهام» ضابط الاتصال المصري، المقدم شريف العبد وسلمه إنذارًا بضرورة أن تسلم قوات البوليس «الشرطة المصرية في الإسماعيلية» أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن المنطقة كلها وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أن موقعها صار مركزا لاختفاء الفدائيين المصريين في منطقة القنال.
رفضت قوات البوليس المصري الإنذار البريطاني، وأبلغت وزير الداخلية «فؤاد سراج الدين باشا» الذى أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، حيث فقد القائد البريطاني أعصابه وتحرك بكل قواته وحاصر قسم بوليس الإسماعيلية وأرسل إنذارا إلى مأمور قسم الشرطة يطالبه بتسليم أسلحة جنوده وعساكره، ورفض ضباط وجنود البوليس قبول هذا الإنذار، وفوجئ القائد البريطاني المتعجرف برد النقيب مصطفى رفعت، الذى صرخ في وجهه في شجاعة وثبات: «لن تتسلموا منا إلا جثثًا هامدة».
بدأت الجريمة البريطانية، ووجهت الدبابات مدافعها إلى مقر البوليس المصري، وأطلقت النيران والقنابل بشكل مركز ودون توقف لمدة زادت على الساعة الكاملة، ولم تكن قوات البوليس مسلحة بشيء سوى البنادق، وقبل أن يحل غروب هذا اليوم، حاصر مبنى قسم البوليس المصري في الإسماعيلية قرابة 7 آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم الدبابات الثقيلة والعربات المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين لا يزيد عن 800 في الثكنات و80 في المحافظة، يحملون البنادق فقط، وقصف البريطانيون مبنى المحافظة، واختار الجنود المصريون المقاومة ببسالة وشجاعة فائقة، ودارت معركة غير متكافئة، لم تتوقف حتى نفدت آخر طلقة مع المصريين بعد ساعتين من القتال.
سقط جراء هذه المعركة 50 شهيدًا و80 جريحا، هم جميع أفراد وضباط قوة الشرطة المصرية التي كانت تتمركز في مبنى قسم البوليس، وأصيب قرابة 70 آخرين، وعدد آخر من المدنيين، وتم أسر من بقى وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف، ولم يفرج عنهم إلا في فبراير 1952، وقام البريطانيون بتدمير قرى حول الإسماعيلية اعتقادًا بأنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين وقتل عدد آخر من المدنيين وجرح آخرون أثناء عمليات تفتيش القوات البريطانية للقرى المسالمة، وبعد هذه الجريمة البشعة وانتشارها في كافة الأنحاء خرجت المظاهرات في القاهرة من جنود الشرطة وطلاب الجامعة في يوم صباح اليوم التالي السبت الموافق 26 يناير 1952.