تحتفل الكنيسة بعيد الظهور الإلهي المعروف شعبيًا بعيد الغطاس المجيد والذي يعرف فى أدبيات الكنيسة بـ الإبيفانيا أو الثيؤفانيا عيد الأنوار وجرى التقليد أن رأس الكنيسة قداسة البابا تواضروس الثانى يرأس قداس عيد الغطاس بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية بينما يراس قداس عيد الميلاد المجيد فى كاتدرائية المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي بينما يراس قداسته عيد القيامة المجيد بالكاتدرائة المرقسية بالقاهرة.
وتبرز في هذه المناسبة شخصية محورية وهو القديس يوحنا المعمدان ولكن بالطبع بعد شخصية السيد المسيح صاحب هذا العيد ويوحنا المعمدان من أعظم الشخصيات التى ذكرها الكتاب المقدس فهو الذى قام بعماد السيد المسيح فى نهر الأردن ونال هذا الشرف الذى خاصة به الله كرجل بار وقديس "وجاء عنه فى نبؤة لأشعياء فى 40: 3 " صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب قوموا فى القفر سبيلا لالهنا كما قال عنه السيد المسيح ان يوحنا المعمدان هو أعظم مواليد النساء.
ويوحنا هو ابن لأبوين بارين وكانت ولادته بمعجزة كبيرة ويشير إليها الكتاب المقدس إلى أنه فى أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا وامرأته اسمها اليصابات وكانا كلاهما بارين أمام الله؛ سالكين فى جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم ولم يكن لهما ولد إذ كانت اليصابات زوجتة عاقرا وكانا كلاهما متقدمين فى أيامهما؛ وفيما هو يكون في توبة فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت؛ أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر وكان جمهور الشعب يصلون خارجًا وقت البخور؛ فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور فلما رأه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف؛ فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادتة لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس ويرد كثيرين من بنى اسرائيل الى الرب إلههم ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوتة ليرد قلوب الآباء الى الابناء والعصاة الى فكر الأبرار لكى يهىء للرب شعبا مستعدا " لوقا 1: 17 "؛ فقال زكريا للملاك كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامراتى متقدمة فى أيامها ؟ وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من إبطائه فى الهيكل ؛ فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ففهموا أنه قد رأى رؤيا فى الهيكل ؛ فكان يومىء اليهم وبقى صامتا ؛ ولما كملت ايام خدمته مضى إلى بيته.
وبعد تلك الايام حبلت اليصابات امرأته واخفت نفسها خمسة اشهر قائلة: هكذا قد فعل بي الرب فى الأيام التى فيها نظر الى لينزع عاري بين الناس ؛ ورزقا بابنهما يوحنا المعمدان حسب البشارة.
ويوحنا كان لباسه من وبر الابل وعلى حقوية منطقة جلد وكان طعامه من جرادا وعسلا بريا ؛ وكان يحظى بتقدير كبير من اليهود لان يوحنا كان عند الجميع انه بالحقيقة نبى " مرقس 11: 32 " ؛ بل ان هيرودس نفسه كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه ؛ كما اعتبر ظهور يوحنا هو مقدمة واعلان للعمل الخلاص الذى تممه السيد المسيح له كل المجد.
ورغم شهادة يوحنا عن المسيح وتأكيد السيد المسيح على أن يوحنا هو فقط السابق الذى اعد الطريق ورغم تأكيد يوحنا نفسه مرارا على ذلك وأنه ليس المسيح؛ إلا أن كثيرين ظلوا يتمسكون بيوحنا دون المسيح ويكرز بمعمودية وهنا جاء رد بولس الرسول ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي يأتي بعده اي بالمسيح يسوع فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع "اعمال 19: 4 " والدليل على ذلك عندما نظر يوحنا المسيح قادما إليه فقد استعلن له أنه المسيا فقال: هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم ؛ هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه قبلى " يوحنا 1: 29 " ؛ وجاء فى " إنجيل متى 3: 11 " على لسان يوحنا:انا اعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو اقوى مني الذى لست أهلا أن أحمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.
وبينما يعمد يوحنا الناس فى نهر الأردن كان من ضمن من جاءوا ليعمدوا من يوحنا فى نهر الأردن هو المسيح وكما جاء فى انجيل " متى 3: 13 " حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه ولكن يوحنا منعه قائلا " انا محتاج ان اعتمد منك ؛ وانت تأتي الى !" فأجاب يسوع وقال له " اسمح الآن ؛ لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر " حينئذ سمح له فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه وصوت من السماوات قائلا: هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت".
يا سيدى يا من باركت أرض بلادى مصر "مبارك شعبي مصر" وباركت نهر الأردن وبلاد فلسطين واليهودية أحلل بسلامك فى منطقتنا المضطربة بالحروب يا ملك السلام حل بالسلام فى العالم كله ألم تترنم الملائكة المجد له فى الأعالى وعلى الأرض السلام ونتذكر قولك المبارك سلامى أعطيكم سلامى اترك لكم.