السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

صحيفة: سيطرة حزب الله على القرار السياسي اللبناني يقود إلى إشعال مزيد من التوتر

جنوب لبنان
جنوب لبنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعيش لبنان في الوقت الحالي على برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي وقت خاصة مع تصاعد الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وعودة المناوشات بينهما منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة أكتوبر الماضي.

ولا يغيب عن اذهان الشعب اللبناني ما فعلته الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006 ووفق تعبير صحيفة "لوريون لو جور" اللبنانية فقد خرج لبنان منها ملطخا الدماء.

ونشرت الصحيفة اللبنانية الناطقة بالفرنسية تقريرا حول سيطرة حزب الله على القرار السياسي اللبناني، الذي قد يقود إلى إشعال مزيد من التوتر في الدولة التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية. 
واستهلت الصحيفة تقريرها بسرد قصة تعود إلى حرب ٢٠٠٦ "بابتسامة حالمة على وجهها، وقفت ريم حيدر أمام كاميرات قناة المنار، توجه رسالة إلى زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أن يمنحها عباءته التي كان يرتديها خلال خطاباته المتلفزة في صيف عام 2006 أبان الهجوم الإسرائيلي على لبنان".
ونوهت إلى أن هذه الرسالة كانت في نهاية صيف 2006، بعد  مواجهة قاسية استمرت 33 يومًا بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وبعد انتهاء الحرب التي خرج لبنان منها ملطخا بالدماء مع الكثير من الدمار والضحايا، حصل حزب الله على مكانة كبيرة، باعتباره جيش يدافع عن البلد، واكتسب زعيم التنظيم، حسن نصر الله شهرة واسعة.

توضح الصحيفة أنه بعد مرور سبعة عشر عاما على حرب عام 2006، تضائل الحماس تجاه حزب الله في لبنان، وباتت العديد من قطاعات الشعب ترى في الحزب ونصر الله، جزء أساسي من الأزمة الكبيرة التي تعيشها لبنان، موضحة أن ريم حيدر التي وقفت تترجى حسن نصر الله من أجل عباءته، قامت ببيع هذه العباءة للحصول على بعض الأموال من أجل احتياجاتها الأساسية في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بشكل كبير في لبنان.
ويوضح التقرير أن لبنان جراء هذا النفوذ الكبير الذي يحظى به حسن نصر الله، بات يطارد شبح الحروب الماضية ويقف على حافة هاوية جديدة بسبب القرارات الأحادية للـ “السيد”، والتي قد تقود إلى اضطرابات جديدة لا يتحملها لبنان.
واليوم، يقف حسن نصر الله وحيدا وبعيدا عن أي عقاب تجاه أي قرار سياسي أو عسكري يأخذه، قد قاد إلى تدمير منازل وتهجير قرى بأكملها جنوب لبنان، بل وبات يتجاوز القوانين والقرارات البرلمانية.
ينوه التقرير أن مؤسسات البرلمان والحكومة والرئاسة في لبنان باتت بلا تأثير على خلفية اتخاذ نصر الله القرارات من جانب واحد، وهو انحراف صارخ عن الحكم الجماعي الذي شوهد في الدول التي تم إصلاحها حيث يتم تداول قرارات الحرب والسلام في أعلى مستويات السلطة.
ويخشى اللبنانيون أن ينفرد حزب الله بالقرارات الداخلية أيضا ويفرض يده القمعية على المناوئين لقراراته داخل البلاد، فبحسب التقرير فإن المواطنين اللبنانيون يتسألون عن جوهر صوتهم وعن وجود الديمقراطية في لبنان، في حين أن نصر الله، في الواقع، هو الذي يملي مسار الدولة.
يلفت التقرير أن الهيمنة المتزايدة للشيعة بقيادة حسن نصر الله، باتت تقلق الطوائف السياسية والدينية الأخرى، لاسيما حزب الكتائب، الذي دخل في حرب تصريحات مع حزب الله، خوفا الاستيلاء العلني على السلطة، وهو ما قد يؤدي إلى إشعال العنف الطائفي مرة أخرى وجذب القوى الأجنبية مرة أخرى.
واختتم التقرير بالقول إنه في دولة حيث صدى صراعات الماضي لا تزال قائمة بشكل مشؤوم، يلوح في الأفق شبح حكم نصر الله الجامح، مما يهدد بتحول قمعي للوضع في لبنان.