على مسار توليد الطاقة المتجددة حول العالم تُعد منطقة الشرق الأوسط أهم سوق واعد لمستقبل الطاقة العالمية، خاصة الطاقة المتجددة بجميع أشكالها وأنواعها، وتسعى الدول لإنتاج الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة خاصة الطاقة النووية، حيث تُظهر بيانات توليد الطاقة النووية، وفقًا للجمعية النووية في لندن، معدل إنتاج 13 دولة في عام 2022، بما يوفر ما لا يقل عن 25% من احتياجاتها من الكهرباء من خلال الطاقة النووية.
وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية، والصين وفرنسا وروسيا و كوريا الجنوبية في مصاف الدول المتقدمة في توليد الطاقة النووية حول العالم.
أهمية دولية
تسعى دول العالم إلى إنتاج طاقة مستدامة من خلال المحطات النووية، وتعد الدول الأولى من حيث عدد المفاعلات النووية العاملة لإنتاج الطاقة كلا من الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا واليابان.
ووفقًا لتقرير أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أوضح أن هناك زيادة في قدرة الطاقة النووية بنحو 1.5 جيجاوات على مستوى العالم أو بنسبة 0.3% على أساس سنوي لتصل إلى 414 جيجاوات.
وتًعد الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر منتج للطاقة النووية في العالم، فهي تمتلك أكثر من 90 مفاعل نووي، وتنتج حوالي 30% من توليد الكهرباء النووية في جميع أنحاء العالم، حيث أنتجت المفاعلات النووية ما يبلغ 772 تيرا واط/ ساعة في عام 2022، بما يعادل 18% من إجمالي إنتاج الكهرباء.
و تعد روسيا رائدة على مستوى العالم في مجال تكنولوجيا مفاعلات النيوترونات السريعة، وتعمل على تعزيز ذلك من خلال مشروعها "Proryv"، كما أنها تتحرك بثبات إلى الأمام في خططها لتوسيع دور الطاقة النووية، حيث تًشكل صادرات السلع والخدمات النووية هدفًا سياسيًا واقتصاديًا رئيسيًا، وتمتلك روسيا أكثر من 37 مفاعل تستخدم تقريبا منهم 20 مفاعلًا للطاقة النووية في عمليات تصدير الطاقة، حيث بلغ إجمالي الصادرات الأجنبية 133 مليار دولار في أواخر عام 2017.
وترتفع نسب توليد الكهرباء حول العالم، حيث أنتجت ثلاثة عشر دولة في عام 2022 ما لا يقل عن ربع احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة النووية.
وتحصل فرنسا على ما يصل إلى 70% من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة النووية، في حين تحصل أوكرانيا وسلوفاكيا وبلجيكا والمجر على نصف احتياجاتها تقريبًا من الطاقة النووية. وكانت اليابان تعتمد على الطاقة النووية في توفير أكثر من ربع احتياجاتها من الكهرباء.
ويدعو سيناريو الوكالة الدولية للطاقة لعام 2023، بالوصول بصافي الانبعاثات النووية إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، وتسجيل أكثر من الضعف في قدرة منشآت الطاقة النووية؛ وأن تحتل مصادر الطاقة المتجددة والقوى النووية محل معظم الاستخدامات الأحفورية في سيناريو الوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050.
وتُعد مصر من أولى دول المنطقة في جذب استثمارات الطاقة؛ حيث تتميز بموقع فريد من نوعه، ولديها إمكانيات جغرافية وطبيعية تجعلها ذات اهتمام للمستثمرين في إنشاء محطات الطاقة المتجددة؛ ولذلك أدركت مصر منذ أكثر من 70 عامًا ضرورة تنوع مصادر الطاقة لديها وسعت لإنشاء محطات نووية لتوليد طاقة متجددة ومستدامة، وتُكلل جهودها بالنجاح في عملية انشاء محطة الضبعة النووية من خلال التعاون الروسي المصري.
