توقع مجموعة من علماء لفلك الشمسي التابع لمعهد بحوث الفضاء ومعهد الفيزياء الشمسية الأرضية التابع لأكاديمية العلوم الروسية تعرض الأرض لعاصفة مغناطسية اليوم الثلاثاء، وستكون في الثانية عشر ظهرًا، ولكن وبحسب توقعاتهم، ستكون ضعيفة نوعًا ما أي ((G1))، وهو أدنى المستويات، وبرغم ذلك سيكون لها تأثير واضح على صحة الأشخاص الذين يتحسسون بشكل كبير متغيرات الطقس.
و تنشأ "العواصف المغناطيسية" بسبب تأثير الرياح الشمسية على المجال المغناطيسي للأرض، وهي ليست بالحدث الاستثنائي أو الجديد فهي موجودة منذ القدم، وعادة ما تكون قوة ضغط الرياح الشمسية وضغط الغلاف المغناطيسي للأرض متساويين، لكن هذا التوازن قد يختل عندما تزداد سرعة الرياح الشمسية، حيث تعتمد كثافة وسرعة هذه الرياح على نشاط البقع الشمسية، الأمر الذي يؤدي إلى تقلص حجم الغلاف المغناطيسي، وبالتالي يتغير حجم وكمية الأشعة التي تخترقه.
ومن أسباب حدوث هذا النوع من العواصف المغناطسية هو التوهجات الشمسية على سطح الشمس، أو بسبب "الانبعاث الإكليلي"، وهي انبعاثات من الهالة الشمسية، من مناطق ذات درجات حرارة منخفضة، لتنطلق كميات هائلة من المواد والمجالات المغناطيسية والإشعاع الكهرومغناطيسي في الفضاء فوق سطح الشمس.
وبحسب مانقلت وسائل الاعلام الروسية عن الطبيبة الروسية سافينتش آلييفا، "من الممكن أن تظهر خلال العاصفة المغناطيسية أعراض مثل الأرق والصداع والدوخة وعدم انتظام ضربات القلب وآلام في المفاصل، ويختلف تأثيرها من شخص لآخر، البعض يشعر بالنوم أو اضطرابات نفسية وعاطفية وأحيانا حالات هلع".
وأضافت أنه عند حدوث هذه الاضطرابات، يجب شرب المزيد من الماء النقي، مع مراعاة نظام النوم والراحة، بالإضافة إلى ذلك، لا ينصح بتناول الكثير من الأطعمة المالحة، لأنها تربك الجهاز العصبي.
وأكثر من يتأثر من نتائج العواصف المغناطيسية هم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية، نظرا لتأثير هذه العواصف على عمل الدورة الدموية، وغالبا ما ينتهي بهم الأمر في المستشفى بسبب احتشاء عضلة القلب وتلف الأوعية الدموية في الدماغ وألم شديد في القلب وعدم انتظام دقات القلب، لذا يجب الحرص على تناول الأدوية في مواعيدها وشرب الكثير من الماء،وتجنب التوتر والمشاعر السلبية
جدير بالذكر أن، أقوى عاصفة ذكرت في التاريخ كانت بعام 1859 وعرفت باسم "حدث كارينغتون"، متسببة بحدوث شفق قطبي، زسميت نسبًا إلى العالم الفلكي البريطاني ريتشارد كارينغتون، الذي كان مهتما بمراقبة الشمس، وفي عام 1859، شاهد كارينغتون خلال مراقبته للشمس بمنظار خاص، وميضا أبيض من بقعة شمسية.
وخلال يوم واحد بدأت مجموعة من الظواهر الغربية في جميع أنحاء العالم، حيث أضيئت سماء الليل بألوان زاهية وظهرت أضواء راقصة في نصف الكرة الشمالي حتى الجنوب، وبلغت شدة العاصفة 1022 كيلو جول من الطاقة، ليتطاير مليار كيلوجرام من الجسيمات الإلكترونية المشحونة، بسرعة كبيرة وصلت لـ3 آلاف كيلومتر في الثانية.
وفي نفس السياق، أعلنوا الخبراء الفلكيين أن أقوى توهج في الدورة الشمسية الحالية حدث في ليلة 1 يناير 2024 ( X5.0 درجة، وهو ما يعادل تقريبا ضعف درجة التوهج X2.8 الذي حدث يوم 14 ديسمبر عام 2023 والذي كان حتى ليلة الأول من يناير 2024 الأقوى، علما بأن أقوى توهج للشمس (X8.2) سجل يوم 10 سبتمبر عام 2017.