لقد واجهت مصر الإرهاب خلال الـسنوات السابقة بنجاح فائق وتضحيات عظيمة وإرادة وعزيمة وثبات قيادة وشعبا من خلال استراتيجية استباقية قامت بها أجهزة الأمن والقوات المسلحة، سواء على صعيد العمليات بسيناء أو في باقي ربوع الوطن بأكمله، أسفرت عن خفض معدل العمليات الإرهابية بصورة كبيرة نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلت والاستراتيجية الجيدة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في المواجهة الإرهاب.
وبمناسبة حلول العيد ٧٢ للشرطة المصرية ترصد جريدة "البوابة" أبرز مواجهات الشرطة المصرية مع الإرهاب على مر العصور خاصة خلال الأربعون عاما الماضية.
عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات في ٦ أكتوبر ١٩٨١، قام بعض أفراد الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في ٨ أكتوبر ١٩٨١ بمهاجمة مديرية أمن أسيوط ومراكز الشرطة واحتلال المدينة ودارت بينهم وبين قوات الأمن المصرية معركة حامية أُستشهد فيها العديد من كبار رجال الشرطة والقوات الخاصة، وانتهت بالقبض عليهم وعلى رأسهم ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة، والحكم عليهم فيما عرف في وقتها بقضية تنظيم الجهاد بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة ٢٥ عاماً. كما ينسب إلى الجماعة محاولات إرهابية لاغتيال بعض الوزراء ومسئولي الحكومة والشرطة ومن أبرزهم رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري.. وقامت الجماعة في ١٧ نوفمبر ١٩٩٧ بقتل ٥٨ شخصًا خلال ٤٥ دقيقة معظمهم سياح سويسريون بالدير البحري بالأقصر بمصر فيما عرفت لاحقًا باسم مذبحة الأقصر أو مذبحة الدير البحري، وفيها هاجم ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين حيث كانوا متنكرين في زي رجال أمن مجموعة من السياح كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحري.
الجماعة الإسلامية وإرهاب التسعينيات
والجماعة الإسلامية هي التي اغتالت المفكر والكاتب فرج فودة، ورئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب، وحاول عناصرها اغتيال وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف ونقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد، والأديب العالمي نجيب محفوظ في ١٤ أكتوبر ١٩٩٤. واستهدف التنظيم الإرهابي ضرب السياحة الأجنبية إضافة إلى الكنائس ومحال المسيحيين. وحتى توقف العمل الإرهابي عام ١٩٩٧، كانت الجماعة الإسلامية قد نفذت ٣١ حادث اعتداء على كنائس وأفراح مسيحية راح ضحيتها ٤٢ شهيدًا مسيحيًا، إضافة إلى استشهاد ٣٨٢ رجل شرطة وإصابة ٤٠٠ آخرين.
مصر تواجه إرهاب جماعة الإخوان عقب ثورة ٣٠ يونيو
شهدت مصر في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ موجة إرهابية ضخمة مدفوعة بممارسات جماعة الإخوان الإرهابية التي خاضت ما اعتبرته “معركة وجود” ضد مؤسسات الدولة المصرية بعد الإطاحة بحكمها. حيث جعلت كافة أطياف الشعب المصري ومؤسساته هدفًا مشروعًا لعملياتها الإرهابية، فراحت تستهدف المؤسسات الأمنية والقضائية والدينية بضربات دامية هدفت من خلالها إلى إضعاف أدوارها وزعزعة الثقة في قدراتها، فضلًا عن إشاعة الفوضى في ربوع البلاد. وأثرّت البيئة الإقليمية المضطربة على حالة الإرهاب في مصر بطريقة أقل مباشرة، حيث وفرت الصراعات في سوريا والعراق وليبيا أسواقًا تغذي التدفقات العابرة للحدود للمقاتلين والأسلحة ورؤوس الأموال.
وترتيبًا على المشهد السابق، تكبدت مصر كلفة بشرية ومادية باهظة إبان حربها لهزيمة الإرهاب، واستعادة حالة الأمن والاستقرار اللازمة لتثبيت أركان الدولة المصرية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ إذ بلغت على الصعيد البشري ٣٢٧٧ شهيدًا، إضافة إلى ١٢ ألف و٢٨٠ مصابًا. أما على الصعيد المادي، فقد قُدرت التكلفة بحوالي ١٢٠ مليار جنية بتكلفة شهرية قدرها مليار جنيه.
وانطلاقًا من ضخامة التهديد الإرهابي، اتخذت مصر نهجًا شموليًا في مكافحة الإرهاب، لم يقتصر على الجوانب الأمنية للظاهرة، بل تناول أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتنموية، فضلاً عن أسبابها الجوهرية الأيديولوجية والفكرية. وتسلط تلك الورقة الضوء على النجاحات التي حققتها مصر في مسيرة هزيمتها للإرهاب، فضلًا عن استعراض أبرز أبعاد الاستراتيجية المصرية لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف.
عكست العديد من المؤشرات، نجاح التجربة المصرية في الحرب على الإرهاب، وتحولّها إلى نموذجًا رائدًا في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية إقليميًا ودوليًا .
أهـم الحوادث الإرهابية
إحباط هجوم إرهابى بغرب سيناء
فى ٧ مايو ٢٠٢٢، قامت مجموعة من العناصر التكفيرية بالهجوم على نقطة رفع مياه غرب سيناء وتم الاشتباك والتصدي لها من العناصر المكلفة بالعمل فى النقطة مما أسفر عن استشهاد ضابط و ١٠ جنود، وإصابة ٥ أفراد وجارى مطاردة العناصر الإرهابية ومحاصرتهم فى إحدى المناطق المنعزلة فى سيناء .
إحباط هجوم إرهابى بشمال سيناء
فى ١٩ مايو ٢٠٢٢، تمكن أحد الارتكازات الأمنية لوزارة الداخلية بمنطقة التلول بشمال سيناء من إحباط محاولة أحد العناصر الإرهابية القيام بعمل انتحارى ضد أفراد الكمين، وتبادلت معه إطلاق النيران مما أدى إلى مصرعه والعثور بحوزته على حزام ناسف و٢ قنبلة يدوية وسلاح آلى و٤ خزينة خاصة به ١١٢ طلقة. تم اتخاذ الإجراءات القانونية وتوالى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق.
إحباط هجوم إرهابى بشمال سيناء
فى ٩ فبراير ٢٠٢٠، نجحت عناصر من القوات المسلحة بإحباط هجوم إرهابى على إحدى الإرتكازات الأمنية بشمال سيناء، مما أسفر عن مقتل (١٠) إرهابيين، وتدمير عربة دفع رباعى تستخدمها العناصر الإرهابية، واستشهاد (٢) ضابط و إصابة (٥ ) مجندين.
إحباط هجوم إرهابى بمنطقة بئر العبد
فى ٢١ يوليو ٢٠٢٠، نجحت عناصر من القوات المسلحة بإحباط هجوم إرهابى على إحدى الارتكازات الأمنية بمنطقة بئر العبد بإستخدام (٤) عربة وعدد من العناصر التكفيرية، مما أسفر عن مقتل (١٨) فرد تكفيرى، وتدمير عدد (٤) عربة ، واستشهاد عدد (٢) من أبطال القوات المسلحة وإصابة ٤ آخرين أثناء قيامهم بأداء واجبهم الوطنى .
استُشهاد الرائد مصطفى عبيد
فى يناير ٢٠١٩، استُشهد الرائد مصطفى عبيد، من قوات الحماية المدنية بالقاهرة، أثناء تفكيكه عبوة ناسفة عُثر عليها بمحيط كنيسة العذراء بعزبة الهجانة بمدينة نصر، بعد بلاغ إمام مسجد بالعثور على قنابل أعلى أحد العقارات، الملاصقة للكنيسة، بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد .
حادث الدرب الأحمر الإرهابي
فى ١٩ فبراير ٢٠١٩، انفجرت عبوة بدائية الصنع بمنطقة الدرب الأحمر كانت بحوزة الارهابى الذى حاول استهداف قوة أمنية بمحيط مسجد الاستقامة بالجيزة ، ما أسفر عن مصرع الإرهابي، واستشهاد المقدم رامي أحمد هلال، الضابط بقطاع الأمن الوطني، وأمين الشرطة محمد خالد، من قوة قطاع الأمن الوطني، وأمين الشرطة محمود محمد أبواليزيد، من قوة مديرية أمن القاهرة .
إحباط هجوم إرهابى بجنوب سيناء
فى ١٢ ابريل ٢٠١٩، أعلنت وزارة الداخلية تفاصيل إحباط هجوم إرهابى بمدينة عيون موسى جنوب سيناء، مما أسفر عن مقتل ٣ من منفذيه وإصابة ٣ مجندين، حيث تبادل أفراد الأمن إطلاق النيران مع العناصر الإرهابية .
إحباط هجوم إرهابى بمحافظة السويس
١٤ أبريل ٢٠١٨، فى إطار العملية الشاملة (سيناء ٢٠١٨)، تمكنت عناصر من القوات المسلحة من إحباط عملية إرهابية كبرى، حيث حاولت مجموعة من العناصر الإرهابية مكونة من عدد ( ١٤ ) فرد منهم عدد ( ٤ ) أفراد يرتدون الأحزمة الناسفة ومسلحين جميعاً بالبنادق الآلية والرشاش المتوسط وأر بى جى إقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء، مما أسفر عن مقتل جميع العناصر الإرهابية وعددهم ( ١٤ ) فرد حيث أسرعت العناصر التى ترتدى الأحزمة الناسفة بتفجير أنفسهم بمحيط المعسكر فنتج عن ذلك إستشهاد عدد ( ٨ ) أفراد من القوات المسلحة وإصابة عدد ( ١٥ ) فرد آخرين بإصابات مختلفة نتيجة لتطاير الشظايا .
استشهاد النقيب عبد المجيد الماحي
فى ١٨مايو ٢٠١٨، استشهد النقيب عبد المجيد الماحي، الضابط بقطاع الأمن المركزي، وأصيب اللواء ناصر حسين، قائد قوات الأمن المركزي بشمال سيناء، إثر انفجار عبوة ناسفة، أثناء توزيع تعيينات السحور على كمائن دئري الصفاء، بمدينة العريش .
حادث كنيسة السيدة العذراء بمسطرد
فى١١ أغسطس٢٠١٨، نجحت قوات الأمن بالقليوبية، في إحباط محاولة استهداف إرهابي لكنيسة السيدة العذراء بمسطرد في شبراء الخيمة؛ وذلك بعدما فجر المتهم نفسه بواسطة حزام ناسف في أحد الشوارع بالمنطقة. ولم يسفر هذا الحادث عن وقوع أي إصابات أو خسائر في الأرواح بين قوات الأمن أو المواطنين .
حادث دير الأنبا صموئيل
فى ٢ نوفمبر٢٠١٨ ، تعرضت حافلة كانت تقل مجموعة من الأقباط، بالقرب من دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا، لهجوم إرهابي بالرصاص، وهو ما أسفر عن سقوط نحو سبعة شهداء، وإصابة سبعة آخرين، فيما أعلنت الشرطة المصرية بعد يومين فقط من وقوعه، مقتل ١٩ «إرهابيًا» من منفذي هذه العملية الإرهابية .
حادث كمين المطافي بالعريش
فى ٩ يناير ٢٠١٧، تمكنت الأجهزة الأمنية بشمال سيناء من التصدى لهجوم إرهابى مسلح شارك فيه ما يقرب من ٢٠ عنصر مسلح، حيث حاولوا إقتحام كمين "المطافئ" بدائرة الواقع بحي المساعيد بمدينة العريش، بإستخدام قذائف (آر.بى.جى) وسيارة مفخخة، فضلاً عن كثافة نيرانية من الأسلحة الآلية والمتوسطة وزرع عبوات متفجرة بنطاق الكمين.
وقد قامت القوات على الفور بالتصدى الحاسم لهذا الهجوم الإرهابى وتمكنت من تفجير السيارة المفخخة قبل وصولها للكمين والتعامل مع العناصر الإرهابية، مما أسفر عن مصرع خمسة منهم وإصابة ثلاثة آخرين، كما نجحت القوات فى إبطال مفعول العبوات الناسفة التى تم زرعها.
وقد أسفر ذلك الهجوم الغادر عن إستشهاد سبعة من رجال الشرطة (أمين شرطة وستة مجندين) بالإضافة إلى أحد المواطنين الذى تصادف مروره بنطاق الكمين، وكذا إصابة (٦) من القوات و(٦) من المواطنين وتم نقل المصابين للمستشفى لتلقى العلاج وحالتهم العامة مستقرة.
هجوم رفح الإرهـابـى (كمين البرث)
فى ٧ يوليو ٢٠١٧ ،تمكنت عناصر من القوات المسلحة بالتصدى لهجومٍ إرهابي قامت به العناصر التكفيرية على إحدى نقاط التمركز بجنوب رفح فى شمال سيناء.
وقد قامت القوات على الفور بالتصدى الحاسم لهذا الهجوم الإرهابى الغادر، مما أسفر عن مقتل أكثر من (٤٠) ارهابى وتدمير عدد (٦) عربة وتعرض قوات إحدى النقاط لإنفجار عربات مفخخة نتج عنها إستشهاد وإصابة عدد (٢٦) فرد من أبطال القوات المسلحة، واستشهد في هذا الهجوم قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة العقيد أحمد المنسي.
تعد منطقة البرث بجنوب رفح نقطة أمنية هامة والتي تمثل عائقا أمام تسلل الإرهابيين، كون منطقة البرث مهمة بالنسبة لهم وتقطع طريق الإمدادات، وفشلت جميع المحاولات السابقة لاستهدافه، حيث يعتبر مربع البرث مركزا لقبيلة الترابين، وله أهمية لوجستية وأمنية، ومن النقاط التي تربط بين وسط سيناء من جهة ورفح والشيخ زويد من جهة أخرى.
ففي تمام الرابعة فجر يوم ٧ يوليو ٢٠١٧، بدأ الهجوم بواسطة ١٥٠ مقاتل و١٢ عربة كروز محملة بالسلاح بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف آر بي جي وقذائف هاون ومدافع جرينوف وقنابل يدوية ومفخخات، قامت إحدى السيارات المفخخة التي تم تدريعها جيدا وتمويهها داخل إحدى المزارع، بالدخول إلى كمين "البرث" برفح، فتعاملت معها قوات الكمين، ولكن لشدة تدريعها انفجرت قرب الكمين، وخلال دقيقة كانت بقية القوات في أماكنها ترد على الإرهابيين.
وفي الوقت نفسه قامت بعض العناصر بتطويق الكمين بالكامل وزرع عدد من الألغام لصد محاولات الدعم البري، وقامت عناصر الكتيبة بصد الهجوم وتبادل إطلاق النار وتمكنت من الصمود طوال ٤ ساعات، تعرضت قوات الدعم التي تحركت لإنقاذ الكمين إلى هجوم بالألغام والسيارات المفخخة ولم تستطيع الوصول بسرعة إلى الكمين، وبعد مرور ٤ ساعات وصلت وحدات الدعم الجوي وقامت بقصف العناصر مما دفعهم للتراجع والهروب.
هجوم منطقة القواديس
فى ١٥ أكتوبر ٢٠١٧، نجحت قوات إنفاذ القانون في التصدي لمحاولة إرهابية فاشلة لاستهداف نقاط تأمين بمنطقة القواديس في شمال سيناء أسفرت عن مقتل ٢٤ فردا إرهابيا وإصابة فرد آخر وتدمير عربتي دفع رباعي تستخدمها العناصر الإرهابية واستشهاد ٦ أفراد من قواتنا وجاري استمرار تمشيط المنطقة، في إطار العملية حق الشهيد، بحسب بيان للمتحدث العسكري .
حـادث الروضة الإرهابـي
فى ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧ ،تعرضت البلاد صباح يوم الجمعة ، إلى هجوم ارهابى والذي استهدف مسجد (الروضة) بمدينة بئر العبد في شمال سيناء. وأسفر ذلك عن استشهاد ٣٠٥ شهداء من المصلين المتواجدين داخل المسجد، بينهم ٢٧ طفلا كانوا برفقه ذويهم، فضلا عن إصابة ١٢٨ آخرين.
حادث تفجير موكب المستشار بركات
فى ٢٩ يونيو ٢٠١٥، استهدفت يد الإرهاب موكب النائب العام المستشار هشام بركات، بعد قيام المتهمين بوضع سيارة مفخخة فى طريق مرور موكبه بمنطقة مصر الجديدة، مما أسفر عن استشهاد النائب العام وإصابة بعض أفراد طاقم حراسته وتدمير أكثر من ١٥ سيارة بمحيط الانفجار.