قام اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر ،اليوم ، بوضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى، بمقابر الشهداء بمدينة الغردقة ، وذلك احتفالاً بالذكري الاربعة والخمسون للعيد القومي للمحافظة الذى يواكب ذكرى معركة شدوان تللك المعركة التى شهدت ملحمة شعبية ساعد فيها أهالى جزيرة شدوان قواتهم المسلحة فى دحر العدو عن الجزيرة.
وعزفت الفرقة الموسيقية السلام الجمهورى ، في تقليد عسكري أصيل للوفاء بشهداء مصر وما قدموه للوطن من بطولات وتضحيات فداء لعزته ومجده ، وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء مصر والبحر الأحمر.
ومن جانبه قدم المحافظ التهنئة إلي أهالي البحر الأحمر و قيادات المحافظة من القوات المسلحة والشرطة بمناسبة العيد القومي للمحافظة، مؤكدا على أن مصر تفتخر بكل جندي وكل ضابط وكذا شهدائها الأبطال الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة من أجل هذا الوطن ، ووجه رسالة شكر وتقدير لأسر الشهداء الذين قدموا أغلى ما يمتلكو من أبناءهم فداءا لرفعة الوطن ، هؤلاء الذين نعرف قدرهم وقيمتهم ونكن لهم كل الاحترام والتقدير ومهما قدمنا لهم من تكريم ، فلن نوفي أسر الشهداء حقهم.
حضر وضع إكليل الزهور على النصب التذكارى، و السكرتير العام للمحافظة و السكرتير العام المساعد ، وقيادات محافظة البحر الأحمر، وعدد من قيادات الشرطة بمديرية أمن البحر الأحمر، ومديرى المديريات ، ولفيف من رجال، الأزهر والأوقاف والكنيسة
وترجع وقائع معركة شدوان إلى فجر 22 يناير 1970، حيث هجم العدوان الإسرائيلى على جزيرة شدوان التى تبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر، وكانت تؤمن الجزيرة فى ذلك التوقيت سرية من الصاعقة ورادار بحري، وقامت قوات العدو الإسرائيلى بهجوم ضخم على الجزيرة، شملت قصف جوى وبحرى استمر عدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التى يحتمل أن تقدم المعونة للقوات المسلحة.
واستمر القتال لمدة 36 ساعة كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية، واصابة قوات العدو الإسرائيلى بواسطة قواته الجوية أحد القوارب المصرية فى الجزيرة وبالرغم من الدعاية الضخمة التى آثارها العدو كعادته.
وفى صباح اليوم التالى للمعركة الموافق 23 يناير 1970، صدر بيان عسكرى مصرى قال إن "العدو بدأ فى الساعة الخامسة صباحا هجوما جويا مركزا على جزيرة شدوان، وقد تصدت وسائل دفاعنا الجوى لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة فى البحر".
وأضاف البيان الذى أذيع آنذاك من الجيش المصري، أن هاجم العدو بواسطة قواته الجوية، المكونة من طائرات الفانتوم وسكاى هوك الأمريكية الصنع، بعض قواربنا التى كانت تتصدى له فى المنطقة وأصاب واحدا منها إلا أن وسائل دفاعنا الجوى أسقطت له طائرة أخرى.
وخاضت القوات المصرية المعركة ببسالة وأنزلت بالقوات المهاجمة خسائر جسيمة فى الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح وتمكنت وسائل الدفاع الجوى المصرية من إسقاط طائرتين للعدو إحداهما من طراز "ميراج" والثانية من طراز "سكاى هوك".
وبعد قتال عنيف ومرير استمر 36 ساعة كاملة خاضته ببسالة قوة مصرية صغيرة اضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين للانسحاب من الأجزاء التى احتلتها فى الجزيرة، والعدو الإسرائيلى قد أعلن مساء ليلة القتال الأولى أن قواته "لا تجد مقاومة على الجزيرة!" الا أنه عاد واعترف فى الثالثة من بعد ظهر اليوم التالى أن القتال لا يزال مستمرا على الجزيرة.
وفى اليوم التالى للقتال اشتركت القوات الجوية فى المعركة وقصفت المواقع التى تمكن العدو من النزول عليها فى شدوان وألقت فوقها 10 أطنان من المتفجرات فى الوقت الذى قامت فيه القوات البحرية بأعمال رائعة لتعزيز القوة المصرية على الجزيرة.
وشهدت المعركة بطولات من الصعب حصرها، وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الاقتراب من القطاع الذى يتركز فيه الرادار البحرى على الجزيرة .
ومن أبطال معركة شدوان المقدم أركان حرب حسنى محمد حماد هو أحد شهداء معركة شدوان، ومن الصيادين الريس حميد عتيق وشقيقه محمد عتيق والريس عبد اللاه محمد سعيد، البطل والذى ظل يشارك فى العمليات العسكرية طوال فترة حرب الاستنزاف ومعركة شدوان، والريس أحمد جادالله، وفوزى الرموزي.