ضبطت نفسي فى حالة عصف ذهني فى مقاربة من الذاكرة الوطنية بين ما يحدث فى غزة الآن من جرائم حرب مستمرة يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر العام الماضي 2023 وحتى الآن يناير الحالي 2024 خلال الـ100 يوم من الحرب.
وفى مقاربة بين غزة والسويس خلال الفترة من 24 أكتوبر 1973 – 1 يناير 1974، تواريخ المائة يوم من الحصار والحرب هي متقاربة بين شهري أكتوبر ويناير.
والمقاربة بين السويس وغزة تشمل التاريخ ومنهج دوافع جيش الاحتلال وأساليب وأدوات الحرب والطرق الإجرامية فى التدمير مع الحرب النفسية والحصار، ولعل المشاهد التالية كاشفة فى المقاربة بين الحرب على السويس 1973 وغزة الآن، وهي كالآتي:
- تعرضت محافظة السويس خلال الحرب للقصف بالطائرات والمدفعية والصواريخ مما أدى إلى تدمير 86% من المنازل – المساجد – الكنائس - المدارس ومصانع البترول والأسمدة مع قتل المدنيين الأبرياء تمامًا مثل ما يحدث الآن من حرب إجرامية على غزة، حيث تم تدمير 60% من المنازل – المستشفيات – المدارس – دور العبادة وقطع الاتصالات والكهرباء وتدمير المياه والصرف الصحي.
- كم استغلت إسرائيل حرب المنشورات الإسرائيلية لتهديد المواطنين معنويًا فى السويس بإسقاط منشورات تدعي تدمير الجيش الثالث الميداني، وتطالب أبناء السويس تسليم أنفسهم مع إنذار محافظ السويس "اللواء محمد بدوي الخولي"، بضرورة تسليم المدنية وفى غزة استخدم الجيش الإسرائيلي حرب المنشورات ضد أبناء غزة لإجبارهم على النزوح القهري والقصري والاستسلام وكانت المنشورات بنفس العبارات تقريبًا وقد قوبل فى السويس وغزة بالرفض والمقاومة.
- فى السويس تم تهجير أبنائها بسبب النيران الإسرائيلية إلى داخل محافظات الوطن "مصر" وفي "غزة" تم التهجير تحت النيران من الشمال إلى الجنوب إلى رفح والحدود المصرية.
- تعرضت السويس أثناء الحرب للسرقة من قبل لصوص الجيش الإسرائيلي، حيث تم سرقة معدات شركة كرافت والأسمدة للورق ومحطة وادي فيران "النصر للبترول"، وفي "غزة " تم سرقة أموال الفلسطينيين ومصادرها عشرات الملايين ومئات من جثث الشهداء.
- قام أبطال المقاومة الشعبية فى "السويس" بتدمير عشرات الدبابات والمدرعات الإسرائيلية الأمريكية الصنع من طراز سنتريون فى شوارع السويس، وفي "غزة" تم تدمير مئات الدبابات المركافا بفضل بسالة وشجاعة المقاومة الفلسطينية.
- أما عن المقاربة عن اعترافات العدو عن خسائره فى "السويس" فقد ذكرها كتاب "المحدال" العبري "التقصير" بالعربي مع اعترافات جنود وضباط الجيش الإسرائيلي عن هزيمتهم فى السويس وضراوة المقاومة من أبنائها وصراخ الجنود خوفًا من النيران، كما اعترف "الجنرال أدان" الإسرائيلي بحجم الخسائر فى السويس، أما فى "غزة" فقد اعترف قادة وجنود وضباط الجيش الإسرائيلي بما حدث لهم من هلع وخوف بسبب قتل زملائهم، وبعضهم ترك الخدمة فى الميدان، هربًا من غزة نيران الفلسطنيين، كما اعترفت القنوات الإسرائيلية رقم 13 – 24 وصحف العدو بالهزيمة والانكسار.
- وفى السويس أطلق على فرقة "أدان" الشهيرة فى اقتحام المدن بـ "فرقة النحس" تماما كما حدث فى "غزة" حينما تكبدت فرقة النخبة اللواء "جيولاني" وأطلق عليها "الفرقة المنكوبة والمهزومة" طبقا لما أذاعه التليفزيون الإسرائيلي.
وبعد إذا كانت المقاومة فى السويس قد حققت انتصارا مهمًا وهزمت إسرائيل ضد محاولة احتلال السويس والالتفاف على انتصار الجيش المصري فى 6 أكتوبر 1973 وفى النهاية أدى إلى انسحاب إسرائيل ومطالبتها الجثث وتركها دباباتها مدمرة فى شوارع السويس وأصبحت مزارًا لتصوير الذكريات، كما أن المقاومة الفلسطينية فى غزة قد هزمت الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر أمام العالم دفاعا عن قضية عادلة وسوف يتم قطف ثمارها بالإرادة والمقاومة.
وتبقي التحية للمقاومين والمجد للشهداء والعبرة فى استخلاص الدروس.