في سابقة هي الأولى من نوعها رفعت جنوب أفريقيا قضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية تتهمها فيها بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة مطالبة أيضا في ذلك القضية بوقف الهجوم الفوري على قطاع غزة الذي تشنه إسرائيل منذ يوم السابع من نوفمبر الماضي.
جنوب أفريقيا خلال مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية اتهمت فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها وأن ما فعلته المقاومة الفلسطينية خلال السابع من نوفمبر الماضي كان ردا على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق شعب فلسطين مبينة أن كل هذه المجازر دفعت الشعب الفلسطيني للوصول إلى المجاعة وأن جرائم الإبادة ترتكبها إسرائيل منذ عقود وليس وليدة اللحظة ففرضت حصارا على أهل غزة.
واكدت أن كل هذه الجرائم هي جرائم إبادة وأن النية من إسرائيل ارتكاب هذه الجرائم حتى أنها لم تتورع عن استخدام أسلحة الدمار الشامل في قتل المدنيين من الأطفال والمرضى والنساء، ومنعت تقديم كل وسائل المساعدة لهؤلاء المدنيين من تقديم حتى العلاج للمرضى والجرحى منهم.
وردت إسرائيل على هذه الاتهامات أمام محكمة الدولية رافضة ما تقدمت به جنوب أفريقيا من اتهامات ضدها زاعمة أن ما تقوم به من عمليات ضد غزة هو حماية شعب وأن جرائم الإبادة قد ارتكبت ضدها، وادّعت إسرائيل أن مصر هي المسئولة عن عدم مرور المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح وهو مار رفضته السلطات المصرية جملة وتفصيلا.
إن جرائم الإبادة ليست حديث عهد عند الإسرائليين فمنها مذبحة دير ياسين التي نفذوها ضد الفلسطنيين بقرية دير آل ياسين ضد المدنيين والأطفال وراح ضحيتها الآلآف ومذبحة الطنطورة الواقعة على ساحل حيفا بفلسطين التي تعتبر تاريخا مؤلما عند الفلسطينيين حيث راح العشرات بل الآلآف من الضحايا خلال هذه المذبحة إلى جانب المذابح التي قام بها الإسرائيليون خلال الأيام الماضية بقطاع غزة.
إن الأدب لم يغفل عن توثيق ما حدث من مجازر الإسرائيليين في حق الشعب الفلسطيني فنجد أن الروائية رضوى عاشور عبرت عن القضية الفلسطينية، من خلال روايتها رواية" الطنطورية" التي تناولت فيها الهجوم الذي تعرضت خلاله قرية الطنطورية الواقعة على الساحل الفلسطيني جنوب حيفا بفلسطين لهجوم عنيف من العدو الصهيوني.
تقدم هذه الرواية قصة حياة عائلة عاشت تجربة التهجير من قريتها لنجد رقية الطنطورية التى عانت وتحملت فقدان والدها وشقيقها وتزوجت في المنفى، حتى إنها يوم زواجها تغنت ببعض الأبيات “قولوا لامه تفرح وتتهنا/ وترش الوسايد بالعطر والحنا والفرح إلنا والعرسان تتهنا/ والدار دارى والبيوت بيوتي/واحنا يا عدوى موتي".
كما تتناول الرواية هذه المذبحة التي حدثت كمنطلق وحدث من الأحداث الرئيسية، لتتابع حياة عائلة اقتلعت من القرية وحياتها عبر ما يقرب من نصف قرن إلى الآن مرورًا بتجربة اللجوء في لبنان.
كما تتابع هذه الرواية حياة عائلة اقتلعت من القرية وحياتها عبر ما يقرب من نصف قرن إلى الآن مرورا بتجربة اللجوء في لبنان، فبطلة الرواية هي امرأة من القرية تسرد المؤلفة حياتها منذ الصبا إلى الشيخوخة.
تعد هذه القرية هي التي حدثت فيها المذبحة عام 1948 على يد العصابات الصهيونية، فتجمع خلال الرواية الإبداع الأدبي والخيال الفكري والأحداث التاريخية الحقيقية في هذه الرواية التي تحمل اسم الطنطورية نسبة إلى تلك القرية.