تمر علينا اليوم الخميس 18 يناير، ذكري تولى الخديوى إسماعيل حفيد محمد على باشا الكبير، عرش مصر، وجاء ذلك في 18 يناير عام 1863، فأصبح بذلك الحاكم الخامس من الأسرة العلوية الذى يتولى البلاد، وأول من يلقب بالخديوى من حكام مصر.
تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر
تولي إسماعيل باشا حكم مصر عقب وفاة عمه الوالي محمد سعيد باشا، وإسماعيل باشا هو ابن إبراهيم بن محمد على باشا والى مصر، ومؤسس مصر الحديثة، هو يعد أهم حكام الأسرة العلوية، وكان رائدا فى كثير من حركات التنوير والتعليم والإصلاح المجتمعى، وأطلق البعض عليه لقب المؤسس الثانى لمصر.
الخديوي إسماعيل
ولد الخديوي إسماعيل في 31 ديسمبر عام 1830، وفي فترة حكمه ساهم في تطوير الملامح العمرانية والإدارية والاقتصادية بمصر بشكل كبير، حتي لقب المؤسس الثاني لمصر الحديثة، وهو الابن الأوسط بين ثلاثة أبناء لإبراهيم باشا غير أشقاء وهم الأميرين أحمد رفعت ومصطفى فاضل.
تولي الحكم.
عقب وفاة محمد سعيد باشا في 18 يناير عام 1863 تولي إسماعيل باشا السلطة دون معارضة، وذلك لوفاة شقيقه الأكبر أحمد رفعت باشا، ومنذ توليه الحكم حرص على السير على خطى جده محمد علي باشا والتخلص تدريجياً من قيود معاهدة لندن عام 1840.
لقب الخديوي
في 8 يونيو عام 1867 أصدر السلطان عبد العزيز الأول فرمان بمنح إسماعيل لقب الخديوي مقابل زيادة في الجزية، وتضمن الفرمان أيضا تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثة لأكبر أبناء الخديوي سنا"
وفي 10 سبتمبر عام 1872 ، حصل على فرمان آخر يتيح له حق الإستدانة من الخارج دون الرجوع إلى الدولة العثمانية، وفي 8 يونيو عام 1873 حصل الخديوي إسماعيل على الفرمان الشامل الذي تم منحه فيه استقلاله في حكم مصر باستثناء دفع الجزية السنوية وعقد المعاهدات السياسة وعدم حق في التمثيل الدبلوماسي وعدم صناعة المدرعات الحربي.
مجلس شوري النواب
انشأ إسماعيل باشا مجلس شورى النواب فى 22 أكتوبر عام 1866 بمقتضى لائحتين تأسيسية وداخلية، وتضمنت لائحته التأسيسية 18 مادة، وبينت أهداف المجلس فى المداولة في المنافع الداخلية والتصورات التي تراها الحكومة، وإعطاء الرأي عنها ثم عرضها على الخديوى ، وحددت عدد اعضاء المجلس بـ 75 عضوا ، واشترطت ألا يقل عمر العضو عن 25 عاما" .
وطبقا للائحة التأسيس كانت عملية الانتخاب تتم بطريق غير مباشر حيث تولى المشايخ والعمد الذين هم معينون برغبة الأهالى انتخاب الأعضاء فهؤلاء المشايخ كانوا يحضرون إلى المديريات ويكتب كل واحد منهم اسم من ينتخبه من القسم في ورقة مخصوصة ويضعها مقفولة بالصندوق المعد لقسمه بالمديرية
وضم المجلس حين ذاك 75 عضوا منتخبا، وإن كان رأيه استشاريا، حسب اللائحة، فالكلمة الفاصلة فيه للخديوي، فهو من يعرض الموضوعات التي يتراءى له مناقشتها، وهو من حدد دورات انعقاده، والتي كانت لمدة شهرين طوال السنة، فضلا عن انفراده بقرارات الإجازة والعمل لشورى النواب .
عزله
أقلقت مساعي الخديوي إسماعيل للاستقلا في حكم مصر السلطان العثماني، وذلك بالإضافة إلى الأطماع الاستعمارية لكل من إنجلترا وفرنسا لمصر.
وتحت ضغط كل من قنصلي إنجلترا وفرنسا على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أصدر فرمانا بعزل الخديوي إسماعيل في 26 يونيو عام 1879، وبعث إلى مصر عن طريق التلغراف.