رغم أنها حشرة مزعجة إلا أن المصري القديم اختارها لتكون وسامًا يتم منحه للأبطال وخاصة في المعارك الحربية والعسكرية، وذلك كما فعل الملك أحمس الأول مع والدته الملكة إياح حتب، والتي لعبت دورًا بارزًا في الحرب ضد الهكسوس وهزيمتهم، مما جعل أحمس يمنحها أرفع وأعلي وسام حينها وهو الذبابة الذهبية.
وقالت برديس سمير الباحثة المتخصصة في الآثار المصرية، عن سر اختيار الذبابة لتكون قلادة لتكريم الجنود البواسل: “لم تكن تمنح لأي جندي هكذا، بل الذين كانوا يستحقونها هم صفوة الجنود الذين أثبتوا جدارة وشجاعة في الحرب.. والسبب أن الذبابة حشرة سريعة جدا ولديها قدرة علي المراوغة، وكانت الذبابة الذهبية كمكافأة عسكرية خاصة بجانب أيقونة الأسد الأكثر شراسة، حتى تفكر في المثابرة التي لا تعرف الكلل، وأصبحت الذبابة ترمز إلى الإصرار والمثابرة، لذلك كان يتم تقديم الذباب الذهبي للجنود الذين تميزوا في المعركة".
وأضافت برديس سمير أن الذبابة أيضا تهاجم الحيوانات وتستمر في إزعاجها حتى النهاية، فإن الجنود يهاجمون أعداءهم دون راحة، هذا بجانب أن تمائم الذباب معروفة في مصر القديمة منذ عصور ما قبل الأسرات، حيث عثر على تمائم حجرية على شكل ذبابة، لكن لم يتم استخدامها كقلادات ومكافآت ملكية على الإنجازات العسكرية في مصر إلا بعد عصر الدولة الوسطى، وخاصة في عصر الدولة الحديثة، حيث كانت أعلى وسام يمنحه الملك لأشجع جنوده.
وأكدت أنه من خصائص الذبابة إنها تتغذّى على المواد العضويّة للكائنات الحيّة بعد موتها، وكأنها تتجمع حول جثث الأعداء مثل الجوارح من الطيور، وبالإضافة إلى رمز المثابرة، فقد اعتقد المصريون القدماء أيضًا أن ارتداء خرز الذبابة والتمائم من شأنه أن يحميهم من الأمراض، واستخدموه كتميمة حماية ووقاية".