رد الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط؛ على تساؤل «البوابة نيوز» حول أبرز الكوارث الصحية التي تم رصدها ويُخشى تفشيها في غزة بعد جرس إنذار الصحة العالمية بشأن تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة جراء عدوان طوفان الأقصى وقصف الاحتلال الإسرائيلي لـ قطاع غزة لأكثر من 100 يوم.
180 ألف حالة تعاني من التهابات الجهاز التنفسي العلوي في ملاجئ النازحين بغزة
وقال «المنظري» منذ منتصف أكتوبر 2023، تم الإبلاغ عما يقرب من 180 ألف حالة تعاني من التهابات الجهاز التنفسي العلوي في ملاجئ النازحين، و136 ألف حالة تعاني من الإسهال (نصف هذه الحالات بين الأطفال دون سن الخامسة) و675 حالات إسهال دموي وما يزيد علي 55 ألف حالة قمل وجرب، وأكثر من 5 آلاف حالة تعاني من جدري الماء، و38 ألف حالة تعاني من الطفح الجلدي، القوباء - 4722، وحتى بعض حالات التهاب الكبد E، مع 1126 حالة من متلازمة اليرقان الحاد (AJS). كما تتزايد حالات التهاب السحايا، حيث يبلغ عدد الحالات 126 حالة.
تعطيل أنظمة المياه والصرف الصحي يؤدي لزيادة خطر انتقال الكوليرا
وأضاف أن حالات الإسهال زادت بمقدار 45 مرة بشكل عام، و20 مرة لدى الأطفال دون سن الخامسة، مقارنة بالمتوسط الشهري في عامي 2021 و2022، ويمكن أن يؤدي تعطيل أنظمة المياه والصرف الصحي إلى زيادة خطر انتقال الكوليرا، في حالة وجود البكتيريا أو إدخالها؛ ويُشتبه في وجود التهاب الكبد لدى العديد من الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات اليرقان ولا توجد حالات مؤكدة حتى الآن... وحاليًا لا توجد قدرة تشخيصية في قطاع غزة حيث لا يستطيع المختبر المركزي في شمال غزة العمل بسبب الأعمال العدائية الجارية.
الدفن الجماعي يجعل التعرف على الموتى أكثر صعوبة وأحيانًا «مُستحيلة»
وحول الأوبئة التي يمكن أن تنتشر في غزة في ظل وجود جثث تحت الأنقاض والشوارع والمقابر الجماعية؛ أوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط؛ من المحزن رؤية الجثث ويجب على قادة المجتمع أو السلطات عدم دفن الجثث على عجل في المقابر الجماعية؛ ويجب أن تضع إجراءات الدفن في الاعتبار الاهتمامات الثقافية والدينية والعائلية؛ وإن أجساد الذين يموتون من الكوارث الطبيعية أوالصراعات المسلحة ليست عمومًا مصدرًا للمرض؛ ما لم يكن المتوفى قد مات بسبب مرض شديد العدوى، فإن الخطر على الجمهور ضئيل؛ ومع ذلك، هناك خطر الإصابة بالإسهال من مياه الشرب الملوثة بمواد البراز من الجثث؛ والتطهير الروتيني لمياه الشرب كافٍ للوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه؛ كما أن الدفن الجماعي السريع يجعل التعرف على الموتى وإخطار الأسرة، أكثر صعوبة وأحيانًا مُستحيلة.
الجثث في الكارثة أو الصراع لا تشكل عمومًا خطرًا مُعديًا
وقال «المنظري» إن الظرف الوحيد الذي تشكل فيها الجثث خطرًا صحيًا متمثلا فى انتشار الأوبئة هو عندما تكون الوفيات ناتجة عن بعض الأمراض المُعدية أو عندما تحدث كارثة طبيعية في منطقة يتوطن فيها مثل هذا المرض؛ ولا يسرع مسحوق الجير في التحلل، وبما أن الجثث في الكارثة أو الصراع لا تشكل عمومًا خطرًا مُعديًا، فلا داعي لتطهير هذه الجثث؛ ولكن بعد أي اتصال مع المتوفى، يجب غسل اليدين بالصابون والماء، أو تنظيفهما بفرك اليد القائم على الكحول إذا لم تكن هناك تربة مرئية.