كشفت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، عن الدعم الغربي لإسرائيل ودوره في تنامي التطرف على خلفية ما شهدته وتشهده غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، موضحة أن الجماعات المتطرفة تستغل هذه الحرب وتُعزز خطابها المنحاز إلى العنف مستغلة انشغال المجتمع الدولي سواء بالحرب في شرق أوروبا تحديدا في أوكرانيا، أو الحرب الدائرة في شرق المتوسط وتحديدا في فلسطين.
وقالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، خلال تقديمها برنامج «الضفة الأخرى»، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، إن أمريكا وأوروبا مشغولتان بدعم إسرائيل بدلا من بذل الجهود في مكافحة الجماعات المتطرفة التي تُهدد الشرق والغرب، فضلًا عن أن هذه التنظيمات تستثمر الحالة الحالية من أجل ترسيخ وجودها؛ وهو ما يضر بالأمن والسلم الدوليين؛ كما يضر بأمن المنطقة، موضحة أن ممارسات إسرائيل العنيفة كانت سببًا في تنامي الجماعات المتطرفة؛ فتخلت الولايات المتحدة عن دورها في مكافحة الإرهاب وما كانت تقوم به من خلال التحالف الدولي في مواجهة داعش وركزت جهودها في دعم حليفتها إسرائيل، وهو نفس ما جرى مع أوروبا، حيث خسرت فرنسا وجودها في وسط وغرب إفريقيا وساعد ذلك في تنامي النشاط الإرهابي في إفريقيا وتصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة.
وأوضحت أن الإرهاب الإسرائيلي يقابله إرهاب متنامي من الجماعات المتطرفة؛ حيث عزز سلوك إسرائيل خطاب الجماعات المتطرفة؛ وهو ما يتطلب مواجهة على كافة الأصعدة بين سلوك إسرائيل وبين خطاب جماعات التطرف؛ فكل منهما يؤدي إلى الأخر ويُعزز فرص تنامي العنف والتطرف والإرهاب.
ولفتت إلى أنه بعد أكثر من ثلاثة أشهر حيث يتابع العالم كله "حرب الإبادة" التي أعلنتها دولة الاحتلال على غزة وأهلها، و التي ترتكب فيها إسرائيل "جرائم حرب " غير مسبوقة منظورة أمام محكمة العدل الدولية؛ طالت الأبرياء من المدنيين أطفالا ونساء وشيوخ، ولتسجل أكبر نسبة ضحايا من الأطفال في الحروب الحديثة، كما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنه حتى الآن بلغ عدد الشهداء من الفلسطينيين أكثر من 22 ألف شهيد وأكثر من 50 ألف مصاب، وتدمير البنية الأساسية للقطاع تماما، وتدمير كل منشآت غزة والأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات ودور الرعاية ومحطات الكهرباء والغاز والمياه، حتى دور العبادة من مساجد وكنائس لم تسلم من القصف والتدمير.
وأكدت أنه ما زال العالم يقف عاجزًا، وفشل في وضع حد للعدوان الوحشي على غزة، ونجحت فقط الجهود والمساعي التي كان لمصر دور مهم فيها في إعلان هدنة لعدة أيام لإطلاق سراح بعض الأسرى من الطرفين ودخول بعض المساعدات الإنسانية لغزة التي تعيش حصارًا شاملًا تعاني فيه من نقص الغذاء والمياه والطاقة والدواء والمستلزمات الطبية، ويستمر العدوان الإسرائيلي على الفلسطنيين في غزة ويمتد للضفة الغربية، ويستمر التعنت الإسرائيلي الرافض لتلك الدعوات والمبادرات الدولية لوقف الحرب، ويستمر الدعم والانحياز الأمريكي والغربي للعدوان الوحشي على غزة.