قالت الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد، إنه بعد مرور مائة يوم على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ما زال التعنت الإسرائيلي باستكمال مخططاته نحو احتلال غزة وإعادة السيطرة الأمنية والعسكرية والسياسية الشاملة على القطاع، وهذا بالفعل حدث ضمن المناطق الشمالية للقطاع التي يريد منها أن يحولها إلى مناطق أمنية عازلة دون إرجاع النازحين إلى أماكنهم الأصلية ومواقع سكنهم وإن تم الرجوع إلا بشروط الاحتلال.
وأضافت حداد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، أنه بعد مرور مائة يوم والواقع الإنساني الأصعب في تاريخ الحروب والأزمات التي حدثت في العالم لم يسبق لها مثيل في قتل المدنيين بعدد كبير، حيث وصل عدد الشهداء والجرحى والمفقودين قرابة مائة ألف فلسطيني وهذا رقم كبير جدا ويعتبر الرقم دليلا قياسيا لحرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، ناهيك أنه لم يتم قتلهم بالقصف الجوي أو الدخول البري فإن سياسة التجويع المتعمدة تعمل على تعزيز سياسية الموت البطيء.
وتابعت حداد، "هذا يأتي ضمن سياق ممنهج لترسيخ في ذهنية المواطن الغزي فكرة التهجير الطوعي، وبالفعل الاحتلال أنهى مقومات الحياة في قطاع غزة بشكل مقصود حتى يجعل غزة غير صالحة للحياة هذا ما يحققه الاحتلال على أرض الواقع حتى يرسخ واقع الاحتلال الأمني بعد تفكيك حكم حماس الذي بات هدفا يريد الاحتلال تحقيقه، وبالتحديد نتنياهو معني لإطالة الحرب بشكل مقصود لإبقاء ذاته على المنصب السياسي والحفاظ على حياته السياسية التي باتت على المحك أمام مطالبات الشارع بتنحيه لفشله في إعادة المحتجزين الإسرائيليين".