أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي تشكل في هذا العام حالة خاصة بكل المقاييس لأسباب مختلفة منها أزمة ارتفاع سعر الدولار ما أدى إلى غلاء جميع مستلزمات صناعة النشر سواء الورق أو الأحبار أو الآلات والمعدات وبالتالي ارتفاع أسعار الكتب، الأمر الذي يشكل صعوبة حادة على محدودي الدخل، الذين ربما يصعب عليهم الشراء في ظل أزمة ارتفاع الأسعار.
وكذلك الأحداث التي يمر بها العالم، من ناحية أخرى فخلال الشهور الماضية جرت على الساحة الكثير من الأحداث التي خلقت منظورا جديدا في عملية التفكير، حتى في الأولويات كان آخرها الحرب التي تجري حاليا في غزة ومن قبلها حرب أوكرانيا وروسيا إلى جانب الحرب في السودان وغيره، كل هذا يؤدي إلى دفع القراء الي تغيير ترتيب أولوياتهم في البحث عن الكتب التي يبحثون عنها في معرض الكتاب المقبل والتي تطرحها دور النشر المختلفة في المعرض.
"البوابة" في هذا الملف تطرح العديد من الأسئلة أمام المفكرين والكُتاب وأصحاب دور النشر لمعرفة كيف يواجهون أزمة غلاء الأسعار وارتفاع أسعار الكتب وجذب الجماهير إلى المعرض كما كان يحدث في السنوات الأخيرة، هل سنجد الإقبال على المعرض كما كان من قبل أم أن الجمهور سيكون له رأي آخر، وهل تآكلت فئة قراء الكتاب الورقي بعد الغلاء؟ وهل يتمسك القراء بهوايتهم المفضلة في ظل هذه الظروف، وما هي الموضوعات والقضايا التي تفرض نفسها هذا العام وتدفع القراء للإقبال والمشاركة؟
وقال الشاعر وليد حشمت، إنه لا شك أن قراء الكتاب الورقي في تناقص بعد موجة غلاء أسعار الورق وتوافر الكتب بشكل مجانى أو بأسعار زهيدة بالمقارنة بالكتاب الورقي على مواقع الشبكة العنكبوتية، لكن طبعا هناك فئة -رغم قلتها- ما زالت تتمسك بأهمية الكتاب الورقي ولا يستغنون عنه لأنه يمثل لهم حالة مزاجية خاصة، وخصوصا الجيل السبعيني وما قبله مثلى.
وأضاف "حشمت"، أنه يرى أن أهم الموضوعات التي تفرض نفسها هذه الدورة هي القضية الفلسطينية وتداعياتها والإبادة الجماعية والوحشية التي يقوم بها الكيان الصهيوني الغاصب.