قررت النيابة العامة، إحالة المتهم بقتل طفلة وإصابة شقيقها أثناء ذهابهما الي المدرسة، في حادث مروع، إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل الخطأ، والسير العكسي في الطريق.
وجاء في تحقيقات النيابة أن المتهم كان يقود أتوبيسا، من منطقة بيتشو بالمعادى، متجهًا إلي منطقة التجمع، وأثناء ذلك اصطدم بطفلين كانا يستقلان اسكوتر، ما أسفر عن مصرع الطفلة وإصابة شقيقها.
واستمعت النيابة إلي أقوال الشاهد الأول، وهو شقيق المتوفاة والمصاب الثاني، وقال إنه كان يقود اسكوتر ملك والده، وبصحبته شقيقته الصغرى متجهين إلى المدرسة، وأمام إحدى المدارس فوجئ بأتوبيس كبير، يقطع الطريق بشكل عكسي لأخذ الدوران، وحاول لفت انتباهه باستخدام "الكلاكس"، كما استخدم الفرامل، ولكن الباص اصطدم بهما من الجنب، فسقط أرضًا هو وشقيقته، واستمر الباص في العبور لأخذ الدوران، وأثناء ذلك دهس الضحية تحت عجلاته.
وأضاف "يوسف" البالغ من العمر ١٦ سنة، أن شقيقته تعرضت إلى نزيف متواصل، وأن السائق لم يتوقف في أول الأمر، ثم تجمع الناس وطلبوا الإسعاف وتم نقلهما إلي المستشفي، وعلم بعد ذلك بوفاة شقيقته.
وجاء في أقوال والد الطفلة، أن "الاسكوتر" محل الواقعة ملكه، ونجله يقوده من وقت لآخر، ولا يملك رخصة خاصة به، واتهم والد الطفلة، السائق بقتل نجلته وإصابة شقيقها، أثناء السير العكسي ومخالفة القواعد المرورية، لسيره بسرعة قصوى للفرار من المخالفة المرورية، كما اتهمه بالرعونة والقيادة المتهورة التى تسببت في مصرع نجلته، وإصابة نجله بجروح خطيرة، علاوة علي إصابته بصدمة نفسية جراء رؤيته لوفاة شقيقته.
واستمعت النيابة إلى أقوال المتهم، والذي قال إنه كان يقود الأتوبيس أمام إحدى المدارس، علي سرعة ٣٠ كيلو مترا، وأثناء أخذ الدوران، أبصر طفلين علي دراجة يسيران في الطريق ويعبرانه، وبعد ذلك سمع صوت ارتطام واحتكاك بالباص، وبالنظر إلى مرآة السيارة، أبصر دراجة نارية ملقاة علي الأرض وبجوارها الأطفال، فأكمل الدوران ثم توقف وترجل ليبصر الحادثة ثم قام المارة بمهاتفة الإسعاف.
وقال السائق ويدعي "رجب" بالمعاش، في العقد السادس من العمر، ويعمل سائق لدى إحدى السفارات الآسيوية بالقاهرة، إنه كان يقود بسرعة عادية، ولم يصب أحدا من المتواجدين معه بأي إصابات، كما استمعت النيابة إلي أقوال مدير المدرسة والمُدرسة كشهود عيان للواقعة، وأكدوا ما جاء بأقوال المتهم.
وجاء في تقرير الطبيب الشرعي، أن الطفلة الضحية تعرضت للإصابة بردات وبقع زرقاء في الجسد وسحجات، جراء ارتطامها بالأرض بقوة، ووجود آثار جروح بالرأس والجسد، ومن المرجح أن يكون تم دهسها بعجلة سيارة كبيرة، وأن الوفاة نتيجة نزيف دموي حاد أدى الي هبوط في الدورة الدموية.
وكانت النيابة وجهت للسائق تهمة القتل الخطأ، وأمرت بتفريغ كاميرات المراقبة، لتتبع خط سير المتهم، والتحرى حول الواقعة، كما طلبت تقرير الطب الشرعي الخاص بسبب وفاة الطفلة، والتقرير الطبي الخاص بحالة شقيقها والإصابات التي لحقت به، تمهيدًا للإحالة، كما تحفظت النيابة قبل وقت سابق علي الباص، وأمرت بعرضه علي لجنة فنية من المختصين لفحصه، وإعداد تقرير وافٍ.
وبدأت الواقعة بتلقي قسم شرطة المعادى، إخطارًا من أحد المستشفيات، يفيد بوصول طفلة متوفاة، وآخر مصاب في حالة حرجة نتيجة حادث سير، وبالانتقال والفحص، تبين صحة الواقعة، وأمكن ضبط السائق، وحرر محضر بالواقعة.