الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

حمدي أحمد.. علامة مضيئة في تاريخ السينما المصرية

الفنان الراحل حمدي
الفنان الراحل حمدي أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حمل الفنان حمدي أحمد «9 نوفمبر 1933 – 8 يناير 2016»، الذي تحل  ذكرى وفاته اليوم الإثنين، من خلال أدواره سواء في المسرح أو السينما أو التليفزيون رسالة واضحة للجمهور، فلن ننسى أدواره في أفلام "القاهرة 30"، و"الأرض"، و"اللص والكلاب"، و"أبناء الصمت"، وغيرها من الأعمال السينمائية الناجحة التي كان أخرها فيلم "صرخة نملة" الذي عُرض في 2011، فهو علامة مضيئة في تاريخ السينما المصرية. 

انضم لفرقة التليفزيون المسرحية 1961

ذهب بن محافظة سوهاج، حمدي أحمد إلى القاهرة باحثًا عن رحلته الفنية وتنميتها، فالتحق بمعهد الفنون المسرحية بعد أن  ترك دراسة التجارة، وتخرج فيه عام 1961، وانضم إلى فرقة التليفزيون المسرحية عام 1961، وحصل على جائزة أحسن وجه جديد عام 1966، حتى شغل منصب مدير المسرح الكوميدي عام 1985، حتى أطلق عليه عمدة الممثلين.

انتخب حمدي أحمد عضوا بمجلس الشعب في العام 1979، وكان أيضا كاتبا سياسيا في العديد من الصحف والمجلات وهي: الشعب، والأهالي، والأحرار، والميدان، والخميس، وكتب رؤية بجريدة الأسبوع منذ 1998 وحتى وفاته.

كانت القوة الناعمة في مصر ذات تأثير قوي، واستطاعت الحفاظ على موقع مصر في الدول العربية لمدة 150 عاما، وكان الفيلم المصري خير دليل على ذلك، فقد شارك حمدي أحمد في العديد من الأفلام السينمائية، لكن أقربها إلى قلبه أفلام "الأرض"، و"عرق البلح"، و"البداية" وتحظى مكانة كبيرة في حياته الفنية. 

القاهرة 30 
قدم الفنان حمدي أحمد شخصية "محجوب عبدالدايم" في فيلم "القاهرة 30" الذي عُرض في العام 1966، ذلك الشاب الفقير الوافد من الصعيد، ويحيا حياة مزرية في القاهرة حتى يتعرف على ابن قريته سالم الأخشيدي الذي يعمل بمكتب أحد وزراء الدولة، ويطالبه بمساعدته في توفير فرصة عمل له في الوزارة، بل يعرض عليه سالم أن يتزوج إحسان عشيقة قاسم بك على أن يزورها مرة كل أسبوع، فيوافق محجوب من أجل الوصول لعيشة كريمة، حتى تكتشف عائلته فعلته المشينة.

شاركه البطولة الفنانين: أحمد مظهر، وسعاد حسني، وعبدالمنعم إبراهيم، ويوسف وهبي، وتوفيق الدقن، وأحمد توفيق، وأشرف عبدالغفور، وشفيق نور الدين، وعبدالعزيز مكيوي، وآخرون، ومن تأليف نجيب محفوظ، سيناريو صلاح أبو سيف، وعلي الزرقاني، ووفية خيري، وحوار لطفي الخولي، وإخراج صلاح أبو سيف.

فيلم القاهرة 30

ويظل فيلم القاهرة 30 علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، فكلل بالنجاح وحصل الفنان حمدي أحمد على الجائزة الأولى عام 1967 من جامعة الدول العربية عن دوره في فيلم "القاهرة 30"، ويُعد فيلمي "الأرض"، و"صرخة نملة" من أصعب الأدوار السينمائية الذي قدمها حمدي أحمد خلال مشواره الفني، كما حصل على جائزة عن فيلم "أبناء الصمت".

وفي الدراما شارك في العديد من الأعمال الدرامية الناجحة، إلى جانب الدراما الإذاعية، فمن بين هذه المسلسلات: شارع المواردي، وجمهورية زفتي، وجابر الطيب، والقاهرة والناس، واللص والكلاب، والسمان والخريف، وبوابة المتولي، والوسية، والأزهر الشريف، والحارة، وفي مهب الريح، وغيرها من المسلسلات الناجحة.

هذا بالإضافة إلى دور الشيخ زغلول في مسلسل "إمام الدعاة" الذي لاقي شهرة واسعة وحقق نجاحا كبيرا، فعُرض المسلسل في عام 2002، وتناول قصة حياة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعرواي، وكان العمل من بطولة الفنانين: حسن يوسف، وعفاف شعيب، وسوسن بدر، ومحمد الدفراوي، وسميرة عبدالعزيز، ومحمد عبدالموجود، ومنال سلامة، ومروة عبدالمنعم، وآخرون، ومن تأليف بهاء الدين إبراهيم، وإخراج مصطفى الشال.

مسلسل إمام الدعاة

كان للفنان حمدي أحمد مواقفا سياسية واضحة منذ الاستعمار الإنجليزي بمصر، فسجنته قوات الاحتلال البريطاني لمصر عام 1949 وكان عمره 16 عامًا، وذلك لمشاركته في المظاهرات الاحتجاجية ضد الاحتلال، فهو رجل وطني من الطراز الأول، وفي تقييمه لرؤساء الدولة السابقين خلال قراءته للمشهد السياسي، فقال "حمدي" بإحدى لقاءاته التليفزيونية مع الإعلامي الدكتور عمرو الليثي: إن ثورة يوليو 1952 لم تكن ثورة بمفهومها الصحيح، ولكنها إنقلاب عسكري صريح بقيادة مجموعة من الضباط الأحرار على رأسهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

وتابع: أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان قائدًا مميزًا ورجل شعبي من الدرجة الأولى، فعشقه الشعب المصري، لأنه كان لسان حالهم، وقائد إنتصارات حرب أكتوبر 1973، فمن أبرز عيوب عبدالناصر والسادات أنهما لا يؤمنان بالديمقراطية؛ إلى أن جاء الرئيس الراحل محمد حسني مبارك يستكمل مسيرتهما، فأتي بالأحزاب الكرتونية التي لا رأي لها أي أنها أحزاب إصلاحية وليست أصحاب نظرية، فقطع مبارك خلال ولايته الطريق بينه وبين الناس، حتى جاء من بعده الرئيس المخلوع محمد مرسي، الذي لا يعلم أحد من الذي كان يحكم آنذاك، فمصر ليست للإيجار، حتى أصبح المشهد السياسي في مصر بعد تلك الفترة يولد من جديد، وذلك بعد ولادة متعثرة، فالشعب المصري يسبق التاريخ بعدة مراحل.

لذا يُعد الفنان الراحل حمدي أحمد مسيرة فنية حافلة مليئة بالثقافة والفكر والإبداع، تاركًا إرثًا فنيًا ضخمًا تتوارثه الأجال، إلى جانب مواقفه السياسية التي تحسب في تاريخه.