أصدر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا تحذيرات عده فيما يتعلق بشكل واتجاهات التطرف والإرهاب في العام الميلادي الجديد، بعد قراءة تأثير الأحداث الجارية في كل من سوريا والعراق وأيضا تأثير العدوان الإسرائيلي على غزة، وأيضا تحركات التنظيمات المسلحة في القارة الأفريقية ودول الساحل الأفريقي.
وفي دراسة للمركز بعنوان (مكافحة الإرهاب: قراءة استشرافية فى اتجاهات الإرهاب دوليا لعام ٢٠٢٤) أعدها رئيس المركز الخبير الأمنى الدكتور جاسم محمد، الذي أكد بدوره أنه بات ضروريا أن تراجع دول أوروبا مواقفها وسياساتها الخارجية والداخلية، تلك السياسات التي تعمل على احتقان الشارع الأوروبي، والاستمرار بتعزيز سياسات منع الكراهية ومنع التطرف والإرهاب، وان تستثمر دول أوروبا نجاحاتها خلال السنوات الماضية. وبات ضروريا أن يكون هناك فصل ما بين التطرف وحرية التعبير عن الرأي.
وشدد جاسم على أهمية وجود حل سياسي إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك من خلال العودة إلى اتفاقات أوسلو والعودة إلى حل إقامة الدولتين، الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس وحدودها عام 1967، وذلك من خلال تفعيل قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة، بالتوازي مع حملة إعلامية تكشف مخاطر اليمين المتطرف في إسرائيل.
أما فيما يتعلق بالقارة الأفريقية، فرأت الدراسة أن القارة الإفريقية هي الأخطر، ويعود ذلك إلى الجغرافية وأسباب نشر التطرف والإرهاب، أبرزها عدم وجود الحكم الرشيد، وأنظمة سياسية مستقرة، والكوارث الطبيعية وسياسات حكومية ناقصة. وهذا يعني ان معالجة التطرف والإرهاب في إفريقيا هو الأصعب خلال عام 2024، وستكون له تداعيات كبيرة على الأمن الإقليمي والأمن الدولي، بسبب النزوح والهجرة والعنصرية.
وفيما يتعلق بمواجهة الإرهاب في العراق، وجهود تتبع عصابات التنظيم الإرهابي، أكدت الدراسة أنه من الممكن استغلال تنظيم داعش ديناميكيات السياسة العراقية، بسبب الوضع السياسي غير المستقر ممكن أن يكون ورقة سياسية بأطراف محلية أو إقليمية ودولية لعودة الإرهاب من جديد للواجهة .
وعلى الجانب السوري، أشارت الدراسة إلى أن هناك يتم تدوير التطرف والإرهاب وخاصة بعد ظهور جيل جديد من تنظيم داعش أكثر تطرفا، ويعود ذلك إلى عدم التزام دول أوروبا ودول أخرى باستعادة مواطنيها. وما يزيد الأمر تعقيدا، أنه لا توجد معالجات حقيقية ولا حلول جدية لوضع حد لهذا الملف، ويبدو أنه سيبقى بعيدا عن اهتمام الدول المعنية .
وأكد الخبير الأمني في دراسته، أن تراجع دور التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب، تحديدا داعش بسبب انشغال الولايات المتحدة في منطقة "الباسفك" وبحر الصين الجنوبي وتنافسها وصراعها مع الصين، يعطي فرصة للجماعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط الظهور من جديد. وبالتوازي مع الجهود الدولية، يفترض أن تنهض دول منطقة الشرق الأوسط بمسؤوليتها في محاربة التطرف ومكافحة الإرهاب، ويفترض أن تكشف عن استراتيجياتها الواجب أن تتضمن معالجات حقيقية لأسباب التطرف والإرهاب أبرزها التنمية المستدامة والقضاء على البطالة وتفكيك الخطاب المتطرف إلى جانب الجهد الاستخباراتي، الأمني والعسكري.