قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إننا نجد أن الجماعات المتطرفة اعتمدت في مراحل التعبئة النسائية على أدوات حققت في أغلبها نتائج إيجابية بشأن الهدف من استقطاب المرأة لدى تلك الجماعات، ما أدى إلى تزايد الظاهرة إلى حد تقاسم الأدوار الإرهابية مع الرجال، ومن بين تلك الأدوات وظّفت الجماعات الإرهابية مسألة “الثأر” و”المظلومية” من خلال تعبئة الشعور الأنثوي تجاه الجنوح إلى الإرهاب، خاصة في أعقاب مقتل أزواجهن أو أبنائهن، وهي الوسيلة الأكثر رواجًا داخل تلك الجماعات.
وأضافت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن الأداة الثانية تتمثل في استغلال تلك الجماعات مساحات الحرية الفكرية في بعض المجتمعات العربية، كتونس على سبيل المثال، لتعبئة أفكار النساء بالعمل الإرهابي، وهو ما يُبرر تصدر التونسيات قائمة المتطرفات في الجماعات الإرهابية.
وأوضحت أن الأداة الثالثة بنفس الطريقة التي يُستقطب بها الرجال، والتي تتمثل في الأحوال الاجتماعية، استغلالاً لعمليات التذمر المجتمعي من الأوضاع والظروف الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسة أو التهمیش المجتمعي، أو فقدان الأهل، وهو ما يُبرر كون 85% من أسباب مشاركة المرأة في الجماعات المتطرفة هي أسباب اجتماعية فكرية؛ غير أن ما يبرر تزايد الانتساب النسائي لتنظيم “داعش” على خلاف “القاعدة” يرجع إلى أن المنطلقات التي انطلق على أساسها الأول تشجع أكثر على الاستقطاب، من خلال الإغراء بالدولة والمدينة الفاضلة التي رسمها التنظيم لمنتسبيه، بخلاف الثاني الذي انحصرت أداته في تأصيل فكرة الإرهاب دون أن يكون ثمة مستقبل واضح لمنتسبيه، وهو ما أشبه بمرحلة استنزاف لقدرات أعضاء التنظيم باعتبار أن نهاية الأمر موت في سبيل الله، أيًّا كان توقيته.