تعمل العلوم والتكنولوجيا على إحداث تغيير جذري في حياتنا، وقد تطورت التقنيات بشكل كبير في السنوات الأخيرة لتمكين الإنسان من قراءة أفكاره وتحويلها إلى إشارات تحكم الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية بدون الحاجة إلى الكلام أو الحركة، ومن الممكن أن تساعد هذه التقنيات في علاج الأمراض وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من حالات مثل الشلل الرباعي.
وتعتبر التطورات الحديثة في مجال الطب والعلوم مثيرة للاهتمام، حيث تساهم في تحسين جودة الحياة والعلاجات للأمراض الخطيرة، ومن بين هذه التطورات، تقنيات فحص الدماغ بالأشعة وزراعة الرقائق الإلكترونية في الدماغ لفك شفرة الأفكار.
وتسعى "نيورالينك" وهي شركة أمريكية للتكنولوجيا العصبية أسسها إيلون ماسك مع ثمانية رجال أعمال أخرين، إلى تطوير الواجهات الحوسبية الداعمة للعقل البشري إلى تحقيق هدف جديد وهو استخدام الغرسات لربط الدماغ البشري بأجهزة الحاسوب،.
ومن المتوقع أن يمكن للأشخاص التحكم في الأجهزة الإلكترونية باستخدام أفكارهم فقط خلال خمس سنوات قادمة، وهذا يمكن أن يحدث ثورة في طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا في المستقبل، ومع ذلك، من الضروري أن يتم التحقق من سلامة وفعالية هذه التقنيات قبل استخدامها على نطاق واسع.
ومن المهم أن تتم هذه التجارب السريرية بطريقة آمنة وفعالة، وأن يتم إجراؤها بموافقة الإدارة الصحية المعنية، وذلك لتأكيد سلامة استخدام هذه التقنيات وضمان نتائجها الإيجابية على المدى الطويل.
وتمكن باحثون في جامعة التكنولوجيا في سيدني، أستراليا، من تطوير نظام غير جراحي يمكنه فك تشفير الأفكار الصامتة في الدماغ وتحويلها إلى نص، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
ويمكن لهذه التكنولوجيا التي تسمى بنظام "DeWave" أن تساعد في التواصل مع الأشخاص غير القادرين على التحدث بسبب المرض أو الإصابة، مثل مرضى السكتة الدماغية أو الشلل، ويمكن أيضاً استخدامها في التواصل السلس بين البشر والآلات.
ونظام DeWave هو نظام تفاعلي يهدف إلى ترجمة الأنشطة الكهربائية في الدماغ إلى كلمات وجمل يمكن فهمها بواسطة الكمبيوتر، ويعتمد هذا النظام بشكل أساسي على ارتداء الأشخاص لقبعة على الدماغ، والتي تقوم بتسجيل النشاط الكهربائي في فروة الرأس باستخدام مخطط كهربائية الدماغ "EEG".
ويقوم نموذج الذكاء الاصطناعي المسمى “DeWave” بتحليل نتائج المخطط إلى وحدات متميزة تلتقط خصائص وأنماطا محددة من الدماغ البشري ويقوم بترجمة تلك الإشارات إلى كلمات وجمل من خلال التعلم من كميات كبيرة من بيانات “EEG”. ويعد هذا النظام مبتكرًا ومثيرًا للاهتمام حيث يمكن استخدامه في مجالات متعددة مثل الطب والتصميم والألعاب والترجمة الآلية، مما يمكنه من الإسهام في تطوير المجتمعات وتحسين جودة الحياة للأفراد.