الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قراءة في تصنيف الجامعات العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلنت الأمانة العامة للجامعات العربية التصنيف الأول للجامعات فى شهر ديسمبر ٢٠٢٣ (التصنيف العربى للجامعات ARU Ranking) الذى قام به اتحاد الجامعات العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والمُنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، واتحاد مجالس البحث العلمى العربية. بلغ عدد الجامعات المشاركة ٢٠٨ جامعات، من بينها ٢٨ جامعة من مصر. ظهر فى التصنيف ١١٥ جامعة من ١٦ بلدًا عربيًا، وتصدرت جامعة الملك سعود التصنيف. تبنت الأمانة العامة منهجية اعتمدت على ٤ محاور، وهى التعليم والتعلم (٣٠٪)، البحث العلمى (٣٠٪)، المشاركة المجتمعية (٢٠٪) والاختراع والابتكار (٢٠٪). من بين العشر جامعات التى تصدرت التصنيف، جاءت خمس جامعات من مصر (القاهرة وعين شمس والمنصورة والإسكندرية والزقازيق)، واثنتان من المملكة العربية السعودية (جامعتا الملك سعود والملك خالد)، واثنتان من الإمارات العربية المتحدة (جامعة الإمارات وجامعة الشارقة)، وواحدة من تونس (جامعة صفاقس). فما أهمية هذا التصنيف وكيف يمكن أن تستفيد الجامعات العربية من تحسين ترتيبها الدولي، والمشاركة الفاعلة فى الإنتاج العلمى العالمي، وتحقيق رؤية عربية مشتركة للتعليم العالى والبحث العلمي؟

أولا: أهمية التصنيف العربى للجامعات

تبنى التصنيف العربى منهجية أكثر إنصافًا من التصنيفات العالمية المعروفة مثل تصنيف شنغهاى الصيني، والتايمز  وQS الانجليزيان، وUS News الأمريكي، وSCIMAHGO الإسباني. المنهجية العربية اعتمدت على ٤ محاور يمكن قياسها بطريقة موضوعية، وهى أقرب إلى واقع الجامعات العربية عن التصنيفات الأجنبية. الترتيب العربى اعتمد أساسا على التعليم والبحث العلمى وخدمة المجتمع والابتكار. بينما اعتمدت التصنيفات الأخرى على البحث العلمى والنشر الدولي، خاصة فى مجلتى العلوم والطبيعة، والحاصلين على الجوائز الكبرى من الخريجين أو العاملين بالجامعة، والسمعة الأكاديمية، وهى معايير تنطبق أكثر على الجامعات البحثية (مثل جامعة زويل)، والتى يندر تواجدها فى الوطن العربي. كذلك تبنى التصنيف العربى المشاركة المجتمعية للجامعات، وهذا المحور بالذات لم يظهر فى أى من التصنيفات الأخري.

ثانيًا: الجامعات التى تصدرت قائمة التصنيف العربي

تصدرت جامعة الملك سعود قائمة الجامعات العربية، بفارق بسيط عن جامعة القاهرة (الجامعة الأُم فى الوطن العربي). وجاءت جامعة الإمارات العربية المتحدة فى المركز الثالث، متقدمة على جامعة عين شمس العريقة، وهذا يعطى دلالات كبيرة على اتباع كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة سياسة تعليمية متطورة.كذلك جاء ظهور جامعة المنصورة فى المركز الخامس،  تتويجا لعمل الجامعة الجاد، خاصة فى المجال الطبي. وجاءت جامعة الإسكندرية فى المركز التاسع، والزقازيق فى المركز العاشر. وبالنظر للدول العربية التى تصدرت جامعاتها التصنيف، نجد أن ثلاثة بلدان عربية شاركت الجامعات المصرية فى العشر مراكز الأولي، وهى  المملكة العربية السعودية (رقم ١ ورقم ٧)، والإمارات العربية المتحدة (رقم ٣ ورقم ٦)، وتونس (رقم ٨). وفى الترتيب من ١١ الى ٢٠، ظهرت بالإضافة إلى جامعات مصر والسعودية وتونس، جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ( رقم ١٤)، وجامعة الكويت (رقم ١٥)، وجاءت جامعة بغداد (رقم ٢١). اللافت للنظر أن الجامعات الحكومية هى التى تصدرت الترتيب، وأن أول جامعة خاصة مصرية ظهرت فى الترتيب هى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى (رقم ٢٢)، والجامعة البريطانية (رقم ٢٥)، وجامعة المستقبل (رقم ٣٨). ومن الجامعات الأحدث فى مصر (أقل من ١٠ سنوات على إنشائها) ظهرت جامعة الجلالة (رقم ٥٥)،  وجامعة بدر (رقم ٦٩)، وجامعة حورس (رقم ٩٤).

ثالثا: تحقيق رؤية عربية مشتركة للتعليم العالى والبحث العلمي

وضع استراتيجية واضحة للتعليم العالى والبحث العلمى هو الهدف الأول للأمانة العامة للجامعات العربية، كما جاء على لسان الأمين العام د. عمرو عزت سلامة (فى مؤتمرها رقم ٥٥ فى تونس). حيث عرض الأمين العام عدة إجراءات لتحقيق رؤية مشتركة للتعاون بين الجامعات العربية، اشتمل على إنشاء منصة خاصة (Platform) لربط الباحثين العرب، ومجلة علمية مفهرسة للنشر العربي، وحرية انتقال الباحثين العرب بين الجامعات، ومنح عدد كبير من المنح الدراسية المجانية للطلاب العرب، بالإضافة الى التصنيف العربى للجامعات، والذى تم إعلان النسخة الأولى منه. غنى عن الذكر أهمية التعليم والبحث العلمى فى بقاء وتطور الشعوب، وأعتقد أن اتحاد الجامعات العربية يسير فى الاتجاه الصحيح لخلق واقع أفضل ومستقبل أوفر ومشاركة أوسع للجامعات العربية. زيادة الإنتاج العلمى العربى وتحسين جودة التعليم العالى والبحث العلمى هو الضامن الوحيد لبقاء ورفاهية المواطن العربى فى كل مكان من الخليج إلى المحيط. مع أطيب تمنياتى بالتوفيق والنجاح للجامعات العربية، وخالص تقديرى للأمانة العامة للجامعات العربية وأمينها أ.د. عمرو عزت سلامة.

*رئيس جامعة حورس