أطلقت رابطة العالم الإسلامي اليوم الأحد، عريضة عاجلة، دعت فيها الزعماء الدينيين حول العالم إلى اتخاذ موقف موحّد، ورفع الصوت عاليًا لإحلال السلام، وإنهاء العنف، وإخماد نار الحرب في قطاع غزة، مطالِبةً القيادات الدينية والمنظمات الإنسانية بدعمها والإمضاء عليها.
واستهلت العريضة دعوتها إلى فسح المجال للقيادات الدينية للمساهمة بدورها المؤثر في صنع السلام، بعد أن أودَت الحرب الجارية بحياة ما لا يقل عن اثنين وعشرين ألف شخص في غزة، وإصابة نحو سبعة وخمسين ألفًا آخرين، وتشريد مليون ومائتي ألف من منازلهم.
وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور: محمد بن عبدالكريم العيسى، أن زعماء الأديان ومؤسسات المجتمع المدني، لديهم المزيد لتقديمه من أجل إحلال السلام حول العالم، ولا سيما مع ما يحظى به صوت القادة الدينيين من الترحيب والتوقير في مجتمعاتهم، وما يستندون إليه من مبادئَ مهمةٍ ذواتِ أهدافٍ مشتركة، ومن شأن تضامنهم أن يسهم في حلّ أكثر القضايا الدولية إلحاحًا وتعقيدًا، ولا سيما القضايا التي هي في أصلها “ذات جذور دينية”.
وتُمثِّل هذه الخطوة التي بادرت بها رابطة العالم الإسلامي، تمهيدًا لإنشاء تحالف بين القيادات الدينية؛ ينطلق من رسالتها الإيمانية الداعية إلى العدالة والحكمة والرحمة والإصلاح ونفع الإنسانية بعامة، كل ذلك من أجل الدعم لمناهضة أيِّ خطابٍ أو تصرُّفٍ من شأنه التحفيز على تصعيد مشاعر الكراهية والصدام والعنف، وللإسهام المتضامن والفاعل لوضع الأمور في نصابها الصحيح، بدءًا بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، واحتواء الصراع المحتدم في المنطقة، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن من دون شروط، ومن ثم مواصلة العمل الجاد نحو دعم الجهود الخيِّرة لتحقيق سلامٍ متكاملٍ يتعايش به الجميع وفق: “منطقِهِ الحكيم” و”مُتَطلَّبه الحتمي”.
وقال الدكتور العيسى: "في مواجهة الأزمة الإنسانية الحالية في غزة، تلتزم رابطة العالم الإسلامي، متعاوِنةً مع شركائها من أتباع الأديان، بمضاعفة الجهود لوقف الحرب، وإنهاء هذه المعاناة الإنسانية، وإحلال السلام العادل والشامل". وأضاف: "ولدينا قناعة كبيرة بأن الزعماء الدينيين يجب أن يشاركوا (بتأثيرهم الروحي) بشكل أكبر من أجل السلام".
وأكد الدكتور العيسى أن الطريق إلى السلام تقوده “العزيمة الصادقة” و”المنطق الواعي”، مشيرًا إلى أن المنطقة اليوم كما هي بالأمس مسرحُ قلق واضطراب وعنف، وأنها أرضٌ مقدسةٌ احتضنت الأنبياء والمرسلين، فكان الدينُ وكانت شرائعُ سماويةٌ صار لها حضور وتأثير في تاريخنا الإنساني، وأكد فضيلتُه أن لدينا التزامًا أخلاقيًا يجب أن نعمل عليه، وذلك بالتحدث علنًا بصوت مُتَّحِدٍ وقوي وفاعل لإحداث التأثير المنشود".